تشارك أكثر من 300 فتاة من مختلف محافظات الجمهورية في فعاليات الملتقى الوطني الأول للمبدعات في إطار توجهات الحكومة الرامية إلى تعزيز دور المرأة اليمنية في الحياة العامة سعياً إلى تأهيل كوادر نسائية قادرة على الارتقاء بالمستوى الإبداعي بين أوساط المجتمع.. وينعقد الملتقى حالياً في صنعاء تحت شعار "الإبداع رسالة الفتاة في مسار التنمية" احتفاء بظهور كوكبة من المبدعات الشابات وإبراز الحضور الإبداعي للفتيات وتجسيد وحدة الوطن الثقافية من أقصى الوطن إلى أقصاه. وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" حضرت فعاليات الملتقى والتقت عدداً من المبدعات اللاتي قدمن خلاله باقات إبداعية وثقافية في مجالات حفظ القرآن الكريم وتلاوته والقصة والغناء والفنون التشكيلية والشعر ومعنيين بالشأن الإبداعي بوزارة الشباب والرياضة وخرجت بالحصيلة التالية: وزير الشباب والرياضة حمود عباد أكد أن الملتقى يمثل واحداً من أهم النشاطات التي تتيح إبراز إمكانيات المرأة اليمنية للقيام بدور كبير وخلاق في تجسيد المكَون الحضاري وعكس صورة إيجابية عن الثقافة اليمنية التي ستقدمها الفتيات في مختلف المجالات. وقال الوزير عباد "من خلال الملتقى وجدنا اليوم عدداً من الفتيات المبدعات في مجال القرآن الكريم وقد أتحفتنا القارئة بصوتها وحلقت بأرواحنا في سموات الإيمان بالله من خلال قراءتها التي تؤكد أن المرأة ملزمة بقراءة القرآن كأخيها الرجل، بالإضافة إلى الشاعرات والقاصات والفنانات التشكيليات والأزياء الشعبية التي أبرزنها المبدعات في المعرض، كلها تؤكد أن اليمنيين واليمنيات أكفاء في بناء حركة الحياة وإثرائها بمقومات ألقها وتقدمها واستشرافها لآفاق المستقبل". وبحسب وزير الرياضة فإن الحكومة عندما تقيم جامعة فإنها تقيمها للرجل والمرأة، وعندما تنشئ مدرسة فإنها تنشئها لكلاهما، وهكذا في كل الفعاليات التي تقيمها الدولة فهي للرجل والمرأة معاً، والإبداع متاح لكلا الجنسين ومنها جائزة رئيس الجمهورية التي يتقاسمها المتقدمون فتياناً وفتيات. منوهاً بأن كثيراً من الفتيات يسبقن الشباب في مجال الإبداع والفن والقصة والفنون الإبداعية الأخرى. لافتاً إلى أن وزارة الشباب والرياضة حريصة على تبني برنامج طموح يرعى حالة الإبداع لدى الشباب والفتيات على حد سواء في المراكز الصيفية أو الملتقيات والمنتديات. "للأسرة دور كبير في رعاية الإبداع وزيادة التوهج الإبداعي من خلال الأخذ بأيدي بناتهن المبدعات وتشجيعهن إلى جانب الموهبة" هكذا بدأت مدير عام إدارة المرأة بوزارة الشباب والرياضة نورا الجروي الحديث، مشيرة إلى ضرورة اهتمام الدولة ورعايتها كل المبدعات الشابات في مختلف مجالات وأشكال الإبداع. وقالت الجروي: "نحن حريصون في هذا الملتقى على الدفع بعدد كبير من المبدعات الشابات للحصول على جوائز رئيس الجمهورية التي تتيح فرص الإبداع لدى الفتيات بما فيها المجالات الشبابية والرياضية والثقافية. منوهة إلى أنه تم اختيار الشابات المبدعات من مختلف المحافظات لإظهار القدرات والمهارات الإبداعية التي قدمنها بجوائز رئيس الجمهورية والمسابقات الثقافية.. وترى الشابتان أنيسة الروني وبشرى العرولي الحائزتان على جائزة رئيس الجمهورية في مجال القرآن الكريم على مستوى الأمانة لعامي 2003 و2007م ان المشاركة في ملتقى المبدعات ترفع روح المنافسة لدى الفتيات في تقديم إبداعاتهن وامكاناتهن في المجالات المختلفة. من جانبها تسعى إحسان المقطري من محافظة الحديدة - مبدعة في مجال الأزياء الشعبية التهامية - تسعى من خلال مشاركتها في الملتقى لإبراز الزي التهامي الشعبي والحرف والأشغال اليدوية المختلفة التي سيتم عرضها خلال الملتقى والتي استطاعت حياكتها محاولة الحفاظ على جماليات ذلك الطابع التراثي الأصيل. الشابة داليا حسين - مبدعة في مجال الغناء من محافظة الحديدة - سبق لها المشاركة في أوبريت "الوحدة والقائد" في مايو العام الماضي 2007م بالحديدة وتم اختيارها على ضوء الأوبريت ضمن الشابات المبدعات في المجالات الأدبية،وتمنت داليا أن تتمكن من رفع اسم محافظتها الحديدة بالحصول على جائزة رئيس الجمهورية في مجال فن الغناء. وأكدت الشابة داليا أنها استطاعت بعزيمة ومساندة من أهلها أن تتخطى الصعوبات التي واجهتها أثناء طفولتها. وتضيف: إن العادات والتقاليد السائدة في المجتمعات الريفية تحد من طموحات الفتاة وإبداعاتها. الشابة جيتا أحمد، من محافظة لحج، مشاركة في الملتقى ومبدعة في مجال الشعر تشارك داليا في معاناة الفتاة في الريف وتقول:إن الملتقى يحقق للفتيات الخروج عن دائرة الريف والانتقال بتجربتهن إلى مجتمع أوسع وحضور أكثر فعالية وكثافة. وتؤكد الشابة بشرى العوامي، مبدعة مشاركة في الملتقى من محافظة حجة في مجال الشعر أهمية الملتقى في توطيد عرى التعارف بين المشاركات من مختلف التجارب الإبداعية وتلاقح الأفكار والإبداعات لتثبت أن الفتاة قادرة على المشاركة في أي مجال وقادرة على التحدي والخوض في المنافسة. وتقول: "يكفي أنه في هذا الملتقى تذوب كل الحواجز بين الفتيات ليصنعن وحدة تمثل الوطن الواحد".