تبدو المنظمات الشبابية وهي تتغزل بالشباب كمن يحاول ستر نفسه برقعة مقطعة لا تخقي أكثر مما تكشف!!. هكذا بدت الجلسة الحوارية التي نظمها منتدى حوار العفيف الأسبوع الماضي وتحدث فيها مندوبين عن منظمتين من المنظمات الشبابية..إلى جانب شباب عقب وناقش بمنتهى الجدية.. وكما قال الشباب بأن ما حضر هو المنظمات بينما غاب الشباب تماماً..وهذا كما أعتقد بأنه يعكس الغياب الذي يلف الشباب في الواقع حيث هو مغيب ومقصي من أجندة هذه المنظمات الشبابية التي تتحدث باسمه..وتنسى همومه في حقيقة الأمر!!.. في البدء يجب أن أوضح بأن المنظمات الشبابية تندرج في إطار منظمات المجتمع المدني..وكونها تهتم بالشباب وتسعى لكسب ودهم عبر برامج وأجندة خاصة بحيث تتبنى همومهم وقضاياهم وتعمل من خلال ذلك على عكس معاناة الشباب..كهم آني ومستقبلي!!..ما يحدث هو العكس..حيث المنظمات لم تتبن الشباب كهم يجب احتوائه بشكل جدي وفاعل..حتى نوجد بنية حقيقية للمستقبل الذي ننشد أفضليته!..وحتى لا نظل نراوح في ذات المنطقة وفي وسط دائرة لا سبيل من الخروج منها سوى بالنط، وأعني القفز خارج هذه الدائرة التي شلت حركة المنظمات تماماً.لا فاعلية المنظمات الشبابية أو اقتصار فاعليتها على بعض ندوات خجولة..أوجد حالة قطيعة ولا معرفة بهذه المنظمات من قبل الشباب..وحين نعرف بأن ثمة 300 وشوية منظمة شبابية منها 166 منظمة فاعلة كما قالت آخر إحصائية لوزارة الصحة-أيش دخل وزارة الصحة؟؟- مش عارف-المهم أنها أحصت وقدمت إحصائية مهمة..ولكن السؤال الذي يرمي بنفسه- ما هي الآلية التي اعتمدتها وزارة الصحة في تصنيفها للمنظمات من حيث الفاعلية واللافاعلية؟- كون جميع المنظمات الوهمية وغير الوهمية يجب أن تندرج كمنظمات فاعلة -وجزا الله ألف خير أصحاب هذه المنظمات- يعني الشباب طالوا حاجة..يكفي أن توجد منظمة أو منظمات يلحقن بأسمائهن الشبابية..أو شباب اليمن..أو الشباب هكذا حاف..بعدين تشتغل ما تشتغل هذا أمر خاص ولا يجب مناقشته!!..والشباب يظل هناك في القعر..لماذا لا يسعى بنفسه ويبحث عن هذه المنظمات كما قالت شادية الحبيشي..المنظمات لسن ملزمات بالوصول إلى الشباب أو التنقيب عنه..وكأن الشباب معادن يجب التنقيب عنها..أما من يفترشون أرصفة الشوارع ليسوا شباباً..ومن المعيب تصنيفهم كشباب..هكذا يقول أصحاب المنظمات الشبابية!!..أتساءل بكل براءة..لماذا قامت هذه المنظمات هل فقط لتستلم المنح الخارجية..وتخصص إحدى غرف مقراتها كمجلس لمقيل القائمون عليها..كما يحدث في إتحاد شباب اليمن؟!!..أم أن المسألة أوسع وأكبر من أن تختزل في مجلس قات..وصافرة بداية ونهاية؟!!..حتى اللحظة لم أدرك تماماً ما الذي قدمته المنظمات للشباب اليمني؟..لأنها ببساطة لم تقدم شيئاً..والدليل أن”صلاح العسالي وهو شاب وأيضاً”عبدالرحمن صالح الأكوع – وهو بالمناسبة ليس وزير الرياضة السابق..أو أمين العاصمة الحالي- إنما هو شاب جاء إلى مؤسسة العفيف وتفاجأ بموضوع الجلسة الحوارية وأكد انه لا يعرف شيء عن ما تسمى بمنظمات شبابية”..أما هاجر عبدالله وهي متخرجة جامعية أبدت إستغرابها من وجود منظمات تعنى بأمر الشباب..وهي تتحدث العربية بطلاقة.. حقيقة ليس أمام هذه المنظمات- والتي سُيست أنشطتها بما فيه الكفاية- إلا أن تعيد مراجعة ما يمكن مراجعته..وإعادة صياغة برامجها بحيث تحتوي الشباب وتتبنى همومهم بما يعمل على انتشالهم من واقعهم اليومي..والذي رمى بثقله وجثم على صدورهم ليمارس هواية امتصاصهم دون أن يبدوا أية مقاومة!.الشباب حين لا يجدوا من يحتويهم..سيغمضوا أعينهم بكل أريحية..هذا إن لم يتجهوا نحو ممارسة عنف من نوع آخر..نحن في غنى عنه..وهنا يجب أن تلتفت الدولة ممثلة بالجهات المعنية بالشباب وبالمنظمات الشبابية حتى تراقب عن كثب ما تقدمه هذه المنظمات..بما يعمل على تنشيط برامجها..لا أن تكتفي ببضع ندوات كثيراً ما تغرد مواضيعها خارج سرب ما يخنق الشباب الممتد على طول رصيف الوطن. المساحة لا تكفي لأزيد..ولكن ثمة تغطية لما حدث في جلسة المنظمات الشبابية..وواقع الشباب. قفلة..! للنجاح مذاق آخر..وحين يكون نجاحاً بتفوق تفوح رائحته لتتطوق المكان بأريجها المنبعث .. إلى العزيزة لطفية بمناسبة التفوق في دراستها..وإلى نفيسة ومهيب بمناسبة التفوق والنجاح..وإلى لطيفة وسيده بمناسبة نجاحهن باقات من الحب..جميعكم رائعون وإلى الإمام إخواني- أخواتي الصغار..فأنتم جزء من مستقبل هذا الوطن..