محافظ الجوف ل«الجمهورية»: قانون السلطة المحلية لا يتناسب مع وضع المحافظة ونسعى إلى تجويد الخدمات إصلاح ذات البين وتشكيل مجلس الشيوخ هدفنا لتحقيق التنمية الجوف محافظة استثنائية فهي ذات تركيبة قبلية بحتة وبحاجة إلى إعادة النظر في جميع الجوانب سواء التنمية أو الإدارية ونظراً لظروف هذه المحافظة والصعوبات التي تكتنفها التقت «الجمهورية» بالأخ ناجي ثوابة محافظ المحافظة،رئيس المجلس المحلي والذي جاء تعيينه محافظاً لهذه المحافظة في ظل ظروف صعبة واستثنائية تتطلب منه الكثير من الجهود في المرحلة القادمة. المحافظ يوضح في الحوار التالي الصعوبات والآمال والتطلعات حيث قال عن الأهمية الجغرافية والتاريخية والاقتصادية التي تتمتع بها المحافظة: أعتقد أن محافظة الجوف تمثل بالنسبة للبلاد بمثابة المخزون الزراعي الذي يعتبر مورداً من الموارد المتجددة يمتد إلى آلاف السنين...كما أنها تعد إحدى الموارد النفطية والمعدنية الهامة في البلاد..فجميعنا يعلم أن الجوف كما في كتب التاريخ امتداد للربع الخالي الذي كان يسمى أحياناً بالبحر الأسود وأحياناً كان يسمى «ببحر رجرج» حيث جاءت الرمال المتحركة وطمرت ذلك البحر بما فيه من أحياء بحرية ومواد عضوية وغيرها فاندثرت وأصبحت في خبر كان....بعد ذلك جاءت الاحقاف وجاء المعينيون والسبئيون فسكنوا المنطقة. إن تعاقب الأمم على مر الأزمان والدهور في هذه المحافظة يوضح لنا جلياً ما تدخره هذه المحافظة في باطنها من مخزون نفطي وغازي وبكميات هائلة...ومع ذلك ولكي نكون دقيقين في كلامنا هذا فهناك لدينا اتفاق مع الإخوة في هيئة المساحة والجيولوجيا شهده الأخ رئيس الوزراء وذلك بالنزول الميداني إلى المحافظة لما فيه استكمال اجراءات المسح الجيوفيزيكال...وبالتالي سوف يكون لدينا معلومات تفصيلية عن المحافظة وما تختزنه بداخلها. إدارة بأسلوب الأصالة والمعاصرة ويضيف المحافظ ثوابة: نتيجة لتعاقب الأمم التي عاشت في هذه المحافظة والصراعات التي شهدتها هذه المحافظة وبالرغم من هذا كله إلا أن المحافظة تعد منطقة هامة وزاخرة بالآثار التي تناطح وتنافس الآثار على مستوى العالم وأكبر شاهد على ذلك ما جاء على لسان القرآن الكريم من أن الذين سكنوا المنطقة سواء في مأرب أو الجوف هم أمم تاريخهم عميق جداً وبالتالي فالمحافظة تتمتع بوجود الكثير من المقومات التنموية سواء في الجانب الزراعي أو السياحي أو النفطي والغازي لذلك فالمحافظة مازالت بكراً والمقومات التي تحدثنا عنها مسبقاً هي مقومات هامة ومشاريع استراتيجية والتوجه إليها يفرض علينا بذل قصارى جهودنا لإدارة المحافظة بروح تجمع مابين الأصالة والمعاصرة. إصلاح ذات البين وتشكيل مجلس الشيوخ ماهي أولوياتكم في المرحلة المقبلة من ضمن أولوياتنا للمرحلة المقبلة والتي بدأناها بخطوات عملية إصلاح ذات البين لأنه وبدون أمن وأمان وبدون إشراك المجتمع المحلي لن نستطيع الدخول في عملية التنمية في المحافظة وقد طرحنا هذه المبادرة على أبناء المحافظة والتي لاحظنا أن أصداءها باتت مبشرة بالخير حيث وبإذن الله تعالى سوف نصل إلى تحقيق الأهداف والغايات المنشودة. أضف إلى ذلك لدينا توجه لتكوين مجلس شيوخ في المحافظة وذلك بهدف تبادل الرأي والمشورة معهم فيما يخص المحافظة من الخطط والبرامج التنموية لأنه وللأسف الشديد وأنا أقولها بأمانة وبصراحة: الدولة لم تقصر في حق الجوف وتتعامل معها كما تتعامل مع بقية المحافظات الأخرى ونحن حالياً نريد إشراك المجتمع المحلي وبصورة قوية و تهيئة المحافظة لاستقبال المشاريع التنموية بشكل جيد ، لما فيه إيجاد تنمية حقيقية. وبالتالي هذه المبادرة الخاصة بإيجاد مجلس شيوخ بادرة متميزة وتعتبر إحدى أولوياتنا للمرحلة المقبلة وقد بدأنا فيها وإن شاء الله سوف نعمل على تحقيق هذه البادرة في أقرب وقت ممكن. فقانون السلطة المحلية لايتناسب مع محافظة الجوف فنحن في هذه المحافظة ربما بحاجة إلى مراجعة وإعادة النظر في اتباع المنهجية الآلية في العمل التنفيذي لأن القانون نفسه لايصلح إلا للمحافظات الأكثر وعياً وإدراكاً بالقانون ونحن نريد فعلاً أن نكون في الجانب الإداري قريبين من المواطن ومن المشاريع كي نضمن تحقيق هذه المشاريع على الواقع. تجويد التخطيط والخدمات الجوف محافظة معروف عنها تركيبتها القبلية وطبيعتها الجغرافية وهي بحاجة إلى الكثير من الجهود والامكانات في شتى المجالات ما وجهة نظركم؟ الصلح العام الذي نسعى نحن إليه حالياً يعد خطوة إيجابية ونجاحه سوف يشكل نقلة نوعية للمحافظة ومتميزة وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن أكون مصيباً في هذا التوجه كما أنه لدي توجه لمافيه التركيز على عواصم المديريات في المحافظة في الكيف وليس الكم من الخدمات كون التوسع في مجال المباني والمنشآت وإهمالها دونما أن تقدم خدمة جوهرية يعتبر بمثابة بعثرة للجهود وضياع وإهدار للمال العام وأنا لست مع هذه البعثرة بل أريد معرفة الكيف قبل الكم من أجل توظيف الامكانيات بالشكل الصحيح. نحن نريد أن نكون مجمعات تربوية وصحية بحيث تكون كافة القدرات والجهود والامكانيات تصب في مكان واحد ولما فيه تقديم خدمة نوعية وجليلة للمواطن وصيانة للمال العام وحفاظاً عليه أما إذا شتتنا جهودنا في ظل تدني مستوى التعليم والمهارات الفنية العالية المتخصصة في المجالات المختلفة فسوف يؤدي هذا التشتيت إلى دمار هذه الخدمات. نحن حالياً نحاول التركيز على عواصم المديريات والعمل على إيجاد مشاريع نموذجية في المجالات المختلفة وخصوصاً في المجالات التربوية والصحية حتى نضمن أن تكون هذه المخرجات مخرجات طيبة وفاعلة تحقق على المدى المنظور الأهداف التي نسعى إليها فيما ستكون المرحلة الثانية من استراتيجية عملنا التوسع أكثر. ولكن الخطوة الأولى والهامة في عملنا هي عملية إيجاد كم وكيف من الخدمات في عواصم المديريات وعندما نلحظ أن هذه الخطوة لاقت نجاحاً باهراً فسوف نبدأ بالخطوة التالية. آثار الجوف آثار الجوف تتعرض دائماً وبين الفينة والأخرى؟ إلى النبش والنهب وانتم تعلمون بذلك فما الذي تودون فعله في هذا الجانب؟ نحن بدورنا في قيادة محافظة الجوف ندعو الإخوة في وزارة الثقافة ووزارة السياحة والهيئة العامة للآثار إلى تشكيل فريق في هذا الإطار لزيارة هذه المواقع والمعالم التاريخية وإجراء المسوحات والدراسات اللازمة حولها ونحن في قيادة المحافظة على استعداد لتهيئة البيئة المناسبة لهم. ورغم هذاكله إلا أنني متأكد كل التأكد من أن لديهم المعلومات الكافية في هذا المجال ونحن نريد من الإخوة في الوزارتين والهيئة التواصل مع رئاسة الوزراء حول موضوع آثار الجوف وأنا على ثقة من تعاون دولة رئيس الوزراء والذي أكد لنا استعداده للنظر،وبصورة استثنائية لاحتياجات المحافظة، نريدهم أن يقفوا عند مستوى المسئولية تجاه هذا الموروث الحضاري والتاريخي العظيم لهذه المحافظة والتخاطب مع وزارة المالية لما فيه اعتماد المخصصات اللازمة لإنقاذ مايمكن إنقاذه في المحافظة من الآثار لأنه وللأسف الشديد لدي معلومات توضح أن تجار التاريخ مازالوا مستمرين في أعمالهم القذرة. ولكن بدون توفر مسئولية محددة ومهام محددة وكوادر محددة وأيضاً بدون وجود متحف يستوعب آثار المحافظة؟ لأنه من المستحيل أن أسوق آثار محافظتي إلى محافظة أخرى لأنه من الضروري إنشاء متحف وطني في المحافظة يستقبل ويستوعب هذه الآثار وبحيث يزود هذا المتحف بالتاريخ الطبيعي وبحيث يحقق لنا غرضين الآثار والتاريخ الطبيعي في المحافظة وسيضيع فعلاً يضيع تاريخ هذه المحافظة بشكل خاص واليمن بشكل عام. بداية وانطلاق متميز سنوياً يقام في محافظة الجوف مهرجان قرناو ويشتمل على العديد من الفعاليات فهل لديكم جديد في هذا الجانب؟ الفكرة فعلاً بدأت من خلال الوالد الشيخ ناجي بن عبدالله منصور ثوابة الذي تبنى هذه الفكرة وبحكم علاقاته بدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة وبالتعاون مع الإخوة المشائخ كان هذا المهرجان نموذجاً متميزاً وحقق الأهداف المرجوة منه.. وقد سمعت من خلال الإخوة القائمين على المهرجان بأنهم في صدد استخدام نفس الوسائل السابقة والامكانيات المتوفرة حالياً لإقامة المهرجان في مركز المحافظة في مديرية الحزم عاصمة المحافظة وبحيث يكون المهرجان قريباً من الوفود والزوار.. ولكن حول تفاصيل المهرجان ومتى سيقام هذا العام لا أعرف عنها شيئاً ولكن سمعت أن الفكرة مازالت قائمة. الثأر والقطاعات القبلية ما وجهة نظركم في ظاهرة الثأر وماهي توجهاتكم في هذا الإطار؟ كما أسلفت لك سابقاً أننا في إطار إعلان صلح عام لمدة سنة كاملة وحالياً نحن بصدد إنشاء المنظمة الوطنية لإصلاح ذات البين.. هذه المنظمة الهدف منها إصلاح ذات البين وحل مشاكل الثأر والتقطع ولمافيه تهيئة الوضع لتنمية حقيقية في المحافظة والعمل على استقطاب الاستثمارات للاستثمار في المحافظة التي مازالت حتى هذه اللحظة بكراً. نحن فعلاً قد أعددنا النظام الأساسي لهذه المنظمة وحالياً نحن في صدد التواصل مع الإخوة المشائخ والشخصيات الاجتماعية في المحافظة وذلك للانضمام إلى هذه المنظمة والتي سيكون إن شاء الله الرئيس الفخري لها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية من أجل أن نحصل على رعايته ودعمه لهذه المنظمة والتي سوف تضم في عضويتها مختلف شرائح المجتمعات القبلية في المحافظة كي نضمن التعاون وتكاتف الجهود لكل الأطراف وسوف تشكل لجان فرعية منبثقة عن الجمعية العمومية للمنظمة تسند إليها عملية النزول الميداني وجمع المعلومات الشاملة عن مختلف القضايا ورفعها إلى مركز المحافظة لدراستها وتفنيدها والشروع في إحالة هذه المعلومات إلى اللجنة المختصة لعملية أخذ تفويض للسير نحو إصدار الأحكام اللازمة من قبلها وهذه اللجان التي سيتم اختيارها سوف تحمل صفتين صفة شرعية وصفة عرفية حيث سيتم اختيار أعضاء هذه اللجان من الأعضاء الذين يتمتعون بالسمعة الحسنة والرضى لدى الأطراف المستهدفة. نحن لدينا في هذا الجانب منهجية واضحة وأبحاث ومادامت النوايا طيبة وحسنة فبإذن الله تعالى سوف نحقق نجاحاً متميزاً ونحن نتوكل على الله وثقتنا مطلقة بأننا سنتلقى الدعم الكامل والشامل من فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح كي نستطيع تحقيق مانصبو إليه ونجعل من هذه المحافظة محافظة نموذجية تستمتع بالأمن والاستقرار والسلام والسلم الاجتماعي والتنمية. التعليم واقع مرير وزارة التربية والتعليم في تقرير سابق لها أوضحت مدى التدهور الملحوظ للعملية التعليمية في الجوف وتدني مستوى التحصيل العلمي وغياب الكفاءة لدى معظم الكوادر التربوية في المحافظة فماهي توجهاتكم في هذا الجانب؟ نحن فعلاً نعترف بالواقع..ولكن نحن لدينا طموح في تحقيق نقلة نوعية في المحافظة في الجانب التعليمي والدليل على ذلك كما أسلفت مسبقاً أننا نريد إنشاء مجمعات تربوية وصحية في عواصم المديريات من أجل ضمان مخرجات هذه المجمعات..وبالتالي فإن مخرجات هذه المجمعات سوف تكون رافداً للعملية التعليمية والصحية وأيضاً من الأشياء المهمة الكوادر التربوية الموجودة حالياً فهي بحاجة إلى تأهيل ونحن حالياً ننسق مع الجهات المعنية وذات الاختصاص سواء في وزارة التربية أو غيرها من أجل تأهيل الكوادر الموجودة لدينا من خلال عقد الدورات التدريبية في هذا الاطار والعمل على الاستفادة مماهو متاح. التنمية المستدامة وصلاحيات واسعة ما وجهة نظركم في الحكم المحلي في اليمن؟ ناجح وبشكل كبير في المحافظات الواعية ولكن في الجوف أتمنى أن يعطي محافظها المزيد من الصلاحيات من أجل السيطرة على المال العام وتنظيمه وصولاً إلى تنمية مستدامة ومتميزة ولكن إذا مكنا المكاتب والأجهزة من الصلاحيات المطلقة في التصرف بالمال العام فقد ربما يكون هناك ضعف في الأداء أو ضعف في القدرات والامكانيات أو ضعف في البرامج والاستراتيجيات أو لوجود نوع من الأغراض الشخصية فتهدر هذه الأموال ولن تصل هذه المشاريع إلى ماخطط لها..وبالتالي أنا من وجهة نظري أن يكون هناك نوع من الاستثناء لأن الدواوين هي أساساً سخرت من أجل خدمة المجتمع المحلي ونحن نرى بأنه ومن مصلحة المجتمع في محافظة الجوف أن يتم إعطاء صلاحيات من المستوى الأعلى لقيادة المحافظة وبحيث نضمن أن هذه المشاريع سوف تكون في موقفها السليم وسوف تحقق الأهداف المرجوة منها وكما خطط لها وأنها سوف تغطي أكبر شريحة من المجتمع المحلي اضافة إلى جدواها على المستوى القريب والبعيد. دعوة القطاع الخاص للاستثمار في المحافظة تتمتع الجوف بالكثير من المقومات الاستثمارية وهي مازالت بكراً فماهي الدعوة التي تودون توجيهها للقطاع الخاص؟ الجوف محافظة زراعية بالدرجة الأولى فهي تزرع الكثير من المحاصيل الزراعية كالحبوب والقطن بالذات طويل التيلة ونحن لدينا خطوط عريضة مع البنك التسليف الزراعي وحالياً نحن عازمون للدخول في اطار تفاصيل الاتفاقية مابين المحافظة والبنك وذلك من أجل تبني مشاريع نموذجية في مجال القطن والحبوب وأتمنى أن يكون هذا النموذج بمثابة دعوة مفتوحة للإخوة في القطاع الخاص للاستثمار في الجوف ونحن في قيادة المحافظة إن شاء الله سوف نعمل على تذليل كافة الصعوبات لهم. متفائلون جداً على مايبدو أنكم متفائلون جداً؟ فعلاً نحن متفائلون جداً ولولا الأمل لما استطاع أي شخص أن يعمل شيئاً يذكر.. والحقيقة أن المرحلة الحالية بالنسبة لي حساسة جداً وهي بمثابة اختيار صعب فقرار رئيس الجمهورية بتعييني كان قراراً استثنائياً وفخامة الرئيس أراد أن يقول لأبناء الجوف الحكم حكم محلي واسع الصلاحيات ومحافظكم اخترناه من أوساطكم فأرونا مدى تعاونكم معه وحبكم لمحافظتكم والقيادة السياسية قد أعطت أبناء محافظة الجوف كل ماطلبوه ولم يبق لديهم أي أعذار والكرة هي الآن في ملعبنا نحن أبناء الجوف فإما أن نكون أو لا نكون ونحن كممثلين للقيادة السياسية في هذه المحافظة عازمون على العمل بكل نزاهة وجد واستخدام كافة طاقاتنا في سبيل تنمية المحافظة وسوف نتبع الليل بالنهار من أجل نقل المحافظة للأفضل.
