وكيل محافظة الجوف: هناك حزمة من المشروعات الجاري تنفيذها والمناطق النائية لاتخلو من الظواهر السلبية في ظل غياب التوعية وإهمال الجهات المسئولة آثار محافظة الجوف تتعرض لعملية نبش ونهب في وضح النهار دون رقيب أو حسيب، ونظراً لظروف الجوف الاستثنائية والحفاظ على الآثار والمعالم التاريخية يأتي في أسفل اهتمامات الناس نتيجة لبطء سير عملية التنمية رغم المشاريع التي تم ويتم تنفيذها.. الشيخ منصور سالم عبدان - وكيل ممحافظة الجوف - تحدث حول جملة من القضايا والمواضيع المتعلقة بالجوف، المحافظة والناس، قائلاً: الإنجاز والواقع - بالنسبة لما تحقق لمحافظة الجوف خلال العام الماضي 2007م فلقد تحقق لها الكثير فهناك الكثير من المشاريع التي تم تنفيذها أو التي مازالت قيد التنفيذ في الصحة والتربية والتعليم والطرقات وغيرها وحقيقة هذه المشاريع تسير وفق ماهو مدروس لها.. ولعلك تدرك أيضاً أن هناك فرقاً كبيراً بين الجوف بالأمس والجوف اليوم فلقد كانت الجوف فيما قبل الثمانينيات تعيش حياة العزلة حيث لا مدرسة ولا وحدة صحية ولا مشروع مياه ولا طرقات وبنية تحتية غائبة، فيما نجد أن الجوف اليوم قد خطت خطوات كبيرة نحو التنمية، وهذا الفضل يعود أولاً وأخيراً بعد الله سبحانه وتعالى إلى القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي يولي الجوف اهتماماً ملحوظاً.. فكما تعرفون هناك اليوم ما يربو عن 400 مدرسة وأكثر من 76 ألف طالب وطالبة.. و5 آلاف معلم ومعلمة والعديد من الطرق الاستراتيجية وقد تم توفير شبكة كهربائية لمديريات «الحزم المتون الزاهر المصلوب والمطمة والغيل والحلق»، إضافة إلى أن هناك دراسات مرفقة بتوجيهات صريحة بإدخال مديريات «برط الحميدات خب والشعف» ضمن الشبكة الكهربائية للخطة القادمة كما ان هناك توجيهات بتغطية الجوف بشبكة الكهرباء الغازية. تطور ملموس ويضيف الأخ وكيل المحافظة:- الحقيقة أن محافظة الجوف شهدت خلال الأعوام الماضية تطوراً ملموساً في شتى المجالات بما فيها التعليم على الرغم من وجود الكثير من النواقص والقصور في الجانب التعليمي والصحي، فهناك من التخصصات التربوية مازالت ناقصة، والجوف بحاجة ماسة إليها ولعل النقص الملاحظ في هذا الجانب يشكل فجوة كبيرة من الصعب سد هذه الفجوة في سنة أو سنتين وإنما تحتاج إلى خطة ووقت كبير لتغطية هذه الفجوة، ولاشك أنك تعرف أن هناك في مجال التربية والتعليم حوالي 1200 معلم من حق يا الله اليوم تم توظيفهم في فترات سابقة وأصبحوا عالة على التربية والتعليم أي أن التربية أصبحت مثل رعاية اجتماعية ولكنني أؤكد أن هناك حالياً غربلة لهذه الكوادر سوف تتم تدريجياً وهناك إجراءات محددة سوف تتخذ في هذا الإطار على الرغم أنني أجزم بالقول إن هناك العديد من الصعوبات التي ستواجهنا خلال هذه العملية ولكننا جادون في ذلك. أهمية التوعية وأضاف الأخ وكيل المحافظة بالقول: - إن التوعية لها دور كبير في توعية المجتمع وعملية التوعية تتم من خلال المنابر الإعلامية المختلفة والخطب المنبرية واللقاءات والمهرجانات الثقافية والندوات المتنوعة حيث من الضروري جداً أن تسهم جميع شرائح المجتمع في عملية التنمية. تعليم متدهور وحول واقع التعليم في محافظة الجوف تحدث الشيخ منصور عبدان قائلاً: - لا أنكر أن التعليم في الجوف متدهور ففي امتحانات الشهادة الثانوية للعام الماضي 2007م تمت إحالة 2300 طالب وطالبة إلى صنعاء جاءوا من محافظات أخرى وذلك بالاتفاق مع وزارة التربية والتعليم بتخصيص مركز امتحاني لهم في أمانة العاصمة حيث اننا لا نريد أن يضرب بالجوف المثل ولا نريد أن تكون الجوف بيت الداء.. بل نحن نريد تعليماً حقيقياً مبنياً على أسس صحيحة وأهداف تربوية بحتة.. صحيح أن لدينا نقصاً كبيراً في الكوادر التربوية المتخصصة في المواد العلمية ولكن حقيقة نريد رسالة تربوية مبنية على أسس صحيحة. غياب الكوادر المتخصصة وأضاف الأخ وكيل المحافظة بالقول: - حقيقة نحن نعاني نقص الكثير من الكوادر التربوية.. فهناك عجز كبير وفجوة واسعة في هذه الجوانب رغم أن المحافظة بالحاجة الماسة إليها إلا أننا نعمل جاهدين على سد هذه الفجوة بقدر الإمكان، وظروف المنطقة هي إحدى إشكالات اتساع هذه الفجوة والصعوبات كثيرة التي تواجهها المحافظة في هذا الإطار. إقبال متميز وحول زراعة محصول القمح قال الشيخ عبدان: - محافظة الجوف إحدى المحافظات التي حظيت باهتمام ملحوظ من قبل القيادة السياسية فبعد التوجيهات الرئاسية باستزراع محصول القمح نتيجة للغلاء العالمي للكثير من المواد الغذائية وخصوصاً القمح.. ونحن في محافظة الجوف شجعنا المزارعين على زراعة محصول القمح ووجهناهم إليه.. والحقيقة كان هناك إقبال متميز من قبل الإخوة المزارعين نحو شراء بذور القمح، وكان هناك توسع غير مسبوق حيث إنني أتوقع أن يصل الإنتاج هذا العام إلى 40 ألف طن.. هذا شيء كبير وهذا القمح يعتبر من أجود أنواع القمح في اليمن وأنواع المحاصيل التي تمت زراعتها في الجوف هي على ثلاثة أصناف «السمر البوني الزراعي».. والحقيقة هذا العام هناك بركة كبيرة في المحاصيل التي زرعت من مادة القمح وهذا الفضل يعود إلى الله سبحانه وتعالى. دعم وتشجيع وحول دعم وتشجيع المزارعين تحدث وكيل المحافظة قائلاً: - أهم دعم لدينا هو تشجيع المزارع، فأنا لا أقول شراء حراثات، ولا حصادات، ولا غيرها، وإنما يكون الدعم والتشجيع بحسب الإمكانات المتاحة لدى الدولة، ودعم المزارع وتشجيعه يتم من خلال شراء محاصيله الزراعية بسعر يشجعه على الزراعة وهذا سوف يجعل المزارع يتوجه أكثر لزراعة محصول القمح، فمحافظة الجوف لو استغلت زراعياً سوف تجعل اليمن تكتفي ذاتياً، وهذا الكلام على مسئوليتي.. فالمساحة الصالحة للزراعة كبيرة جداً، إضافة إلى خصوبة الأرض وامتلاك المحافظة أكبر مخزون مائي في الجمهورية بعد حضرموت. المرأة الجوفية متميزة عن غيرها وحول واقع المرأة في محافظة الجوف قال عبدان: المرأة في الجوف أخذت حقوقها كفاية.. فهي في الجانب التعليمي أكثر إقبالاً من الذكور، وهن صرن ذوات جدوى في سير العملية التعليمية أفضل من البنين.. وقد أصبحت المرأة الجوفية مشاركة في منظمات المجتمع المدني وفي القطاع الحكومي.. فقد تم استحداث إدارة عامة في المحافظة تختص بقضايا المرأة اسمها الإدارة العامة لتنمية المرأة. وعندنا المرأة أصبحت متحكمة في كل شيء حتى في دخل الأسرة وكل شيء صار بيدها فهي الأساس كونها شريكاً أساسياً وفاعلاً في إطار المجتمع. تراجع ملحوظ وعن ظاهرة الثأر قال الأخ الوكيل: - أي منطقة نائية نسبة التعليم فيها متدن والتوعية فيها غائبة ورسالة المسجد والإرشاد فيها غائبة أيضاً لا تخلو تماماً من هذه الظواهر السلبية وللقضاء على هذه الظواهر السلبية يجب تفعيل هذه الوسائل والواقع أن ظاهرة الثأر في محافظة الجوف قد خفت كثيراً هذه الأيام وبدأ أبناء هذه المحافظة يتفهمون العواقب الوخيمة التي تخلفها هذه الظاهرة اللعينة والتي هي جاهلية محضة وينبذها ديننا الإسلامي الحنيف، وهذه الظاهرة نشأت منذ القدم وتغذيها أياد خارجية ونفوس حاقدة من داخل الوطن والتي لم يكن غرضها سوى إيقاف عجلة التنمية في المحافظة، ولكن عندما عرف أبناء المحافظة الدوافع التي أثارت هذه الضغينة تركوها واتجهوا للبحث عن مستقبل المحافظة المشرق. آثار تنهب ومواقع أثرية بلا أسوار وعن الآثار في المحافظة وما تناوله التقرير الذي قدمته لجنة الإعلام والثقافة والسياحة بمجلس النواب إلى المجلس في الشهر الماضي حول ما تتعرض له المواقع الأثرية في الجوف للنبش والنهب، قال الأخ منصور عبدان: - هناك فعلاً نبش ونهب للمعالم الأثرية بالمحافظة وهذه قضية لا أحد يستطيع إنكارها وهي ظاهرة موجودة ومادام لا يوجد هناك أي تسوير للمواقع الأثرية وحمايتها ستبقى هذه المواقع عرضة للنهب والنبش وهي ظاهرة سيئة.. فأنت عندما تنهب فإنك تنهب تاريخك وتاريخ أجدادك وآبائك الذين أوجدوا هذه الحضارة العريقة.. وكوننا أبناء هذا الوطن الواحد فيجب علينا أن نحافظ على هذه التركة الحضارية العملاقة التي تركها لنا أجدادنا القدامى وهذه المعالم التي تراها في الجوف هي معالم تاريخية لا يستهان بها. وفيما يخص موضوع تسوير المواقع الأثرية وحمايتها فنحن قد طرحنا هذا الموضوع على الجهات المعنية بموضوع الآثار على أساس أن تقوم هيئة الآثار بتسوير هذه المواقع وأن تقوم القوات المسلحة بحمايتها، ولكننا لم نجد هذا الموضوع حياً على الواقع وقد أكدنا على اللجان التي نزلت لزيارة هذه المواقع الأثرية بأنه ضروري جداً تسوير هذه المواقع والحفاظ عليها والاهتمام بها وقد أكدنا هذا الكلام سابقاً ولاحقاً ونحن نأمل من الجهات المعنية في هذا الأمر أن تقوم بهذا الدور وتنفذه على الواقع ونحن لا نريد وعوداً فقط وإنما نريد عملاً حقيقياً على الواقع.