- حوار / عبدالرحمن مطهر .. مشكلة الثأر تحتاج إلى حملة توعوية لجميع المواطنين بخطورة هذه الظاهرة.. يرافقها خلق فرص عمل جديدة للشباب العاطل والحد من حمل السلاح .. هذه هي رؤية منصور أحمد سيف ، محافظ محافظة الجوف لجعل المحافظة أكثر أمناً.. وجذباً للسياح. كسر هاجس الخوف بداية أستاذ منصور .. أعتقد أن هناك الكثير من المواطنين أو السياح العرب والأجانب مازالوا يتخوفون من زيارة محافظة الجوف، لذلك ما أهم الوسائل لإزالة هذا التخوف..؟ أعتقد أن أبناء محافظة الجوف الآن بدأوا يفكرون جدياً بعدة وسائل لكسر هاجس الخوف والقلق الذي لدى الآخرين من زيارة محافظة الجوف.. المحافظة مليئة بآثار وقد تكون من أهم المحافظات الجاذبية للسياح سواء للسياحة الثقافية والتراثية أو السياحة الصحية أو السياحة الصحراوية للتنوع الخلاب لطبيعة المحافظة من الجبل الى الوادي، لهذا يجب أن يتم استثمار ذلك في نمو المحافظة وتطورها وازدهارها وهذا لن يتم الا من خلال ازالة هاجس الخوف والقلق الذي لدى الآخرين من زيارة المحافظة سواء كانوا من اليمنيين أو السياح العرب والأجانب، والجوف لديها مخزون أثري كبير يجب أن يتم استثماره سياحياً وهذا بحاجة إلى اهتمام أكثر من الجهات ذات العلاقة لحماية المواقع الأثرية من العبث والتخريب والتدمير، وفي نفس الوقت إجراء الحفريات الأثرية العلمية وفقاً لخطط محددة لاستخراج هذا المخزون الأثري العظيم، وأيضاً يجب أن تستكمل البنية التحتية لتوفير كافة الخدمات الضرورية، وذلك من أجل النهوض بمحافظة الجوف اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً ولتلبية احتياجات السياح. مهرجان قرناو ماتقييمكم لمهرجان قرناوالثاني للتراث والسياحة في محافظة الجوف؟ مهرجان قرناو للتراث والسياحة الأول في محافظة الجوف بدأ بشكل متواضع لكن المهرجان الثاني كان أفضل بكثير من المهرجان السابق، وقد أحسنت وزارة السياحة بدعوة العديد من السفراء العرب، أو الأجانب المعتمدين لدى بلادنالحضور فعاليات المهرجان ليتأكدوا بأنفسهم أن محافظة الجوف محافظة آمنة ومستقرة ومسالمة وليس هناك أي خوف أو قلق من زيارتها وأن الخوف الذي يبديه البعض ليس له أي مبرر. مقاطعاً: إذاً ماسبب ذلك التخوف الذي يبديه البعض؟ في الحقيقة كانت هناك عبارة عن اشاعات قديمة بأن محافظة الجوف ليست من المحافظات الآمنة والمسالمة وعلقت هذه الإشاعات في أذهان الناس، واليوم مطلوب تغيير هذه الصورة السلبية تجاه هذه المحافظة وأبنائها الذين يتحلون بالصفات العربية الحميدة كإكرام الضيف والترحيب به، والمهم أن ما أريد أن أقوله وأؤكد عليه انه بفضل الله سبحانه وتعالى وبحكمة القيادة السياسية تتمتع محافظة الجوف بالأمن والأمان مثلها مثل باقي محافظات الجمهورية، كما اننا لو حصرنا عدد الحوادث الأمنية التي حدثت في محافظات الجمهورية لوجدنا أن محافظة الجوف أقل بكثير من أية محافظة أخرى في هذا المجال، ولكي يتم تغيير هذه الصورة السلبية التي لدى البعض عن محافظة الجوف يجب أن يكون هناك نوع من الاحتكاك، ومهرجان قرناو للتراث والسياحة والذي تنظمه وزارة السياحة يأتي في هذا الإطار، لأن مثل هذا المهرجان يمكنه أن يسهم بفعالية في تغيير هذه الصورة الراسخة لدى أذهان بعض المواطنين اليمنيين أو السياح العرب أو الأجانب. التطور مرهون بتفاعل الجميع كما أحب أن أؤكد أن أية منطقة لا تتطور وتزدهر من خلال الدعم والاهتمام الحكومي فقط وانما خلال مختلف الفعاليات الأخرى مثل القطاع الخاص ممثلاً في رجال المال والأعمال وأعيان ومشائخ المحافظة والمواطنين والإعلام، وكل من لديه الإمكانية والقدرة في الأسهام في عملية التنمية، لذلك أدعو كافة المواطنين في مختلف مناطق وقرى ومديريات المحافظة أن يساهموا بفعالية في تنمية محافظتهم من خلال اسهامهم الفاعل في كسر هاجس الخوف لدى الآخرين من محافظتهم وأويبرهنوا للآخرين أن كل ما يقال يشاع عن محافظة الجوف من اشاعات سلبية إنما هي عبارة عن إشاعات ليس لها أي أساس من الصحة وأن الواقع يختلف تماماً عمايقال، وهذا يحتاج إلى جهد كبير من كل مواطن سواء كان داخل المحافظة أو خارجها بالاضافة إلى الجهات المعنية المختلفة كوزارة السياحة ووزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم وأيضاً الأوقاف والارشاد ووزارة الإعلام وكل من له علاقة في هذا الجانب. وبالتأكيد ان هذا المهرجان يأتي في اطار جهود وزارة السياحة لتغيير هذه الصورة السلبية عن أبناء محافظة الجوف، وأعتقد أنه لو تم دعوة الغرفة التجارية والصناعية لهذا المهرجان سيكون له تأثير إيجابي وفي الحقيقة أن كل من يأتي إلى المحافظة يرجع بانطباع إيجابي عن هذه المحافظة الباسلة وعن أبنائها. وأضاف الأخ المحافظ قائلاً: وأتمنى أن يكون هناك اهتمام أكثر بمحافظة الجوف من الجميع حتى تستطيع هذه المحافظة أن تسهم في نمو الاقتصاد الوطني، خاصة وأنها محافظة زراعية وسياحية. ظاهرة حمل السلاح ماذا عن ظاهرة حمل السلاح في المحافظة لأننا نلاحظ أنه ما زال هناك الكثير من أبناء الجوف يحملون السلاح، وهذا ينعكس سلبياً لدى تصور البعض سواء اليمنيين أو السياح الأجانب؟ ظاهرة حمل السلاح هي ثقافة متوارثة والقضاء على هذه الثقافة ليس بالشيء السهل كمايعلم الجميع، ولكن ما يهمنا هنا هو كيفية التعامل مع هذا السلاح، وأتصور أن الشيء الوحيد الذي سوف يلزم كل مواطن من أبناء هذه المحافظة أو غيرهامن المحافظات الجمهورية على ترك حمل السلاح هو خلق فرص للعمل، لأنه لو كان هناك فرص عمل بالتأكيد سيضع الإنسان السلاح في منزله ومن ثم يذهب إلى عمله، وهكذا سنجد أنه بعد فترة وجيزة قد اختفت هذه الظاهرة. وفرص العمل هذه لن تأتي إلا من خلال ايجاد مشاريع تنموية وخدمية تسهل عملية الاستثمار في المحافظة وأعتقد ان هذا الأمر مسئولية أجهزة الدولة المختلفة، بما فيها أجهزة السلطة المحلية للدفع في تهيئة المحافظة للاستثمار، وبعد ذلك ستوجد فرص العمل، لأن الإنسان العاطل عن العمل خاصة الذي يحمل السلاح ممكن أن يرتكب أية حماقة حتى يجد له مصدر رزق، لذلك أعتقد أن إيجاد فر ص عمل جديدة والقضاء على الفقر والبطالة سوف يحد كثيراً من استخدام السلاح. مشاكل الثأر ماذا عن مشاكل الثأر في محافظة الجوف؟ مشكلة الثأر هي مشكلة متأصلة وليست موجودة في محافظة الجوف فحسب، وانما في العديد من محافظات ومناطق الجمهورية، وهذه المشكلة تحتاج إلى حملة توعية لجميع المواطنين في مختلف المحافظات، وأعتقد أيضاً أن خلق فرص العمل ستخفف كثيراً من هذه الإشكالية وسوف يستجيب الناس للقضاتءوالتقاضي، وأيضاً للزسف ان العديد من المحاولات للقضاء على مشكلة الثأر تحولت إلى وسيلة من وسائل الاستثمار لأنه لا يوجد هناك قناعة ذاتية من الناس لأنه اذا وجدت الإرادة والقناعة بالتأكيد سيتم حل هذه الإشكالية بأسهل الطرق بشرط أن يكون هناك توازن في تأمين المؤسسات الأمنية بشكل جيد للقيام بواجباتها وفي نفس الوقت أن تعمل المؤسسة القضائية على تأمين العدل بدون أية تكلفة على المواطن ، لذلك أرى أن القضاء على الثأر لن يتم إلامن خلال الاهتمام بجوانب التنمية، وإيجاد مؤسسات أمنية جيدة، وبوجود قضاء عادل لايكلف المواطن أعباء كبيرة. نهب وتدمير المواقع الأثرية المواقع الأثرية في محافظة الجوف تتعرض يومياً للنبش والتخريب المتعمد بهدف نهب وسلب ما تحتويه من آثار مادوركم في السلطة المحلية للقضاء على هذه الإشكالية المزمنة؟ هذه المشكلة تعاني منها محافظة الجوف وقد سبق أن طلبنا من الجهات المعنية القيام بواجباتها لحماية هذه المواقع وعملنا أكثر من خطة لحماية هذه المواقع، كما ان فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مهتم كثيراً لهذا الموضوع ونحن بحاجة إلى حماية الآثار الموجودة وفي نفس الوقت يجب أن تكون هناك خطة علمية للتنقيب الأثري لتسجيل وتوثيق هذه المواقع والمعالم الأثرية، لأنه من المعلوم أن تجارة الآثار أصبحت اليوم التجارة الثالثة على مستوى العالم، سلاح، مخدرات ثم الآثار. ولهذا نحن بحاجة ماسة إلى تعاون مختلف الجهات ذات العلاقة مثل الأمن والجمارك خاصة في المنافذ البرية والبحرية والجوية، وإيضاً السلطة المحلية في المحافظة والهيذة العامة للآثار وكذلك تعاون أبناء المنطقة وهذا الأخير لن يتم إلا من خلال توعية المواطنين بأهمية الحفاظ على هذه المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية والحضارية باعتبارها أهم المقومات التي قد تدفع بعملية التنمية في المحافظة من خلال السياحة الثقافية والتاريخية بالاضافة إلى ان هذه الآثار هي تراثنا وحضارتنا ويجب علينا جميعاً أن نتكاتف للحفاظ علىها والاهتمام بها. مطلوب تعاون الجميع رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف صرح أكثر من مرة ان الجيش سوف يتدخل لحماية المواقع الأثرية في محافظة الجوف هل هذا هو ما يجب أن يتم للحفاظ على هذه المواقع والمعالم الأثرية؟ المطلوب وضع خطة علمية عملية لحماية هذه المواقع الاثرية وبالتالي يجب ان يتعاون الجميع على تنفيذها سواء أكان الجيش أو الأمن وأيضاً المواطنون أي أن تقوم كل جهة بدورها وفقاً لهذه الخطة التكاملية بذلك سوف تستطيع حماية هذه المواقع. مشاريع تنموية ماذا عن أهم المشاريع الجاري تنفيذها حالياً في محافظة الجوف؟ لدينا في محافظة الجوف العديد من المشاريع التنموية والخدمية الجاري تنفيذها في المحافظة مثلاً في مجال التعليم الأساسي تم استكمال البنية الأساسية للتعليم الأساسي بنسبة 95% من المنشآت التعليمية، تبقى لدينا عملية التسوير لهذه المنشآت وهناك صعوبة في توفير الموارد المالية لاستكمال عملية التسوير،أيضاً نعاني من نقص الكادر التعليمي المؤهل والقادر على تنفيذ المهمة على أكمل وجه، أيضاً في مجال الصحة الآن بدأنا في تشغيل حوالي أربعين مركزاً صحياً وفي مجال الطرقات لدينا حوالى 700 كيلو متر من الطرق المعبدة لكن ما زالت المحافظة بحاجة إلى المزيد من الطرقات لربط مختلف مديريات المحافظة بعضها ببعض، أما في مشاريع المياه نحاول بقدر الإمكان توفير احتياجات المواطنين من المياه، أيضاً بدأنا في التخطيط المدني وهناك في الصرف الصحي العديد من المشاريع الجاري تنفيذها، لكن مع ذلك المحافظة مازالت في حاجة ماسة إلى العديد من المشاريع التنموية والخدمية لأن محافظة الجوف حقيقة تأخرت كثيراً عن باقي محافظات الجمهورية لذلك ما زالت تحتاج إلى إمكانيات كبيرة حتى تلحق بركب المحافظات الأخرى.