- يبدو أن هلال الحديدة بطل الدوري لن يكتفي عند إحراز الثنائية «الدوري والكأس» كحدث غير مسبوق يحققه أزرق الساحل الغربي، بل إنه وقيادته الكريمة يريد أن يقول للجميع أن بطولات الهلال بدأت وأفراحه لن تقف عند حد معين وهو مانشاهده في الخطوات المتبوعة التي تقوم بها الإدارة الهلالية من بينها جائزة(المليون) ريال للاعبي الفريق أصحاب الإنجاز التاريخي وتلك وعمري مفاجأة وسابقة لم تحدث من قبل في تاريخنا الكروي والرياضي الذي يزيد عن المئة عام. -التكريم المليوني التي وعدت الإدارة الهلالية به للاعبيها وجهازها الفني هو بالتأكيد خبر الساعة وحديث الجميع الذين وقفوا مندهشين لكون الرقم من فصيلة الستة الأصفار الذي تسيل له اللعاب والذي لم يحصل من سابق لأي من أنديتنا أن قد رصدت للاعبيها الذين أحرزوا أكثر من لقب وبطولة مثل هذا المبلغ الضخم والذي يذكرنا بما نسمعه من مكافآت مماثلة في بعض دول الجوار التي تغدق على لاعبيها بمئات الآلاف جراء أي لقب محلي أو آسيوي. - تكريم كهذا لااعتقد أن الإدارة الهلالية تريد من خلاله أن تكون حديث الجميع ومصدر اندهاشهم أو تريد أن تكسر حاجز الرقم لناد شقيق سبق وأن أعلن مكافآت ضخمة تصل إلى النصف مليون لأننا ليس في ماراثون أو سباق عالمي لتحطيم الأرقام مع أن الرقم سيسجل في موسوعة(غينيس) اليمنية وليس العالمية. وإنما أرادت أي الإدارة الهلالية أن تقول للجميع أنها بدأت في تخطيطها ورسمها لاعتلاء عرش الكرة اليمنية وسحب البساط من الأندية الكبيرة ولتبقى لها التاريخ تفتش فيه كلما احرز الهلال بطولة أوسجل حادثة مشابهة والذي بوادره باتت من خلال هذا الرقم المهول الذي لايحلم به الكثير من اللاعبين فما بالك وقد أصبح الرقم حقيقة بعد إقراره من الإدارة الهلالية تقديراً وعرفاناً لما تحقق وبذلك فإن الهلال يسجل لحقبة جديدة لن تكتفي برصد المكافآت ورصد الملايين وإنما تحقيق البطولات المحلية ودخول المشاركات الخارجية من خلال خطط مدروسة وأهداف مرسومة يفضي ويؤسس إلى البنيان الصحيح الذي من خلاله سيكون الهلال مؤسسة رياضية متكاملة بين أسوارها مدرسة لرعاية الموهوبين على أيدي خبرات عالمية أو عربية وتعزيز صفوف الفريق باللاعبين الجيدين وبمحترفين أجانب أكثر تميزاً والذي سيكون أثره إيجابياً على الهلال وعلى الكرة اليمنية وسيفتح باب المنافسة مع رجال الأعمال الآخرين الذين يشرفون على بعض الأندية ونادي الصقر أكبر مثال الذي أصبح مؤسسة رياضية نفاخر بها وتلك نماذج مطلوبة في كرة اليوم وهي الوحيدة التي ستفك شفرة البطولات الآسيوية التي دخلت عهد الاحتراف. - غير أن ملايين الهلال قد توضع بل ستضع الأندية الأخرى في مواقف محرجة من خلال طلبات لاعبيها بحوافز مماثلة لن تكون برقم الهلال وإنما النصف أو الربع وذلك لاتقدر عليه بحكم ضعف مواردها الشحيحة والمعتمدة على الدعم الحكومي، وبالتالي فإنها ستواجه مشكلة تهدد مستقبلها الكروي والمتمثلة بهجرة لاعبيها إلى الأندية التي تدفع أكثر خصوصاً وأن الاتحاد الدولي قد أقر أحقية اللاعب بالاحتراف والتنقل إلى أي ناد يريد.