أرجعت رئيسة البعثة الطبية السعودية المتواجدة حالياً في مستشفى الثورة العام بصنعاء الدكتورة هويدا بنت عبيد القثامي، تفاقم مشكلة تشوهات القلب الخلقية لدى الأطفال في اليمن إلى تأخر معالجة الأطفال المصابين مع استمرار زواج الأقارب دون مشورة أو فحص طبي، ونبهت رئيسة قسم جراحة القلب بمركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة بالمملكة العربية السعودية في حديث صحفي ل(سبأ) إلى حاجة مركز القلب في مستشفى الثورة بصنعاء إلى تطوير إمكانياته في مجال علاج قلوب الأطفال، وزيادة عدد الأسرّة والأجهزة المستخدمة في عمليات الأطفال.. وتأتي زيارة هذه البعثة لمستشفى الثورة بصنعاء والتي تنتهي في 25 أغسطس الجاري في سياق التعاون القائم بين البلدين؛ بهدف اجراء عمليات قلب معقدة في مجال تشوهات قلوب الأطفال.. وفي ما يلي نص الحوار: - الحقيقة حجمها كبير، فعدد المرضى كثير جداً، حيث فحص الفريق الطبي في المستشفى خلال الأسبوع الماضي 300 طفل مصاب بتشوهات خلقية في القلب وحالات هؤلاء كلها تستدعي عمليات جراحية أو قسطرة، لكن المشكلة الأساسية هي في مجيء هؤلاء الأطفال إلى المستشفى في سن متأخرة؛ فيما المفترض ان معالجتهم معالجة جذرية قد تمت في وقت مبكر؛ لأن تأخر اجراء العمليات يزيد من صعوبتها وتعقيدها ويقلل من فرص شفاء الطفل. - السبب الأساس في كثرة أمراض العيوب الخلقية هو زواج الأقارب؛ فيمكن مثلاً أن يكون أحد الزوجين حاملاً للمرض، وعندما يتزوج رجل حامل للمرض بامرأة حاملة للمرض يتم إنجاب طفل مريض، لهذا يجب أن يكون هناك وعي صحي يصنعه الإعلام من خلال التعريف بأهمية فحص ما قبل الزواج. - هناك عدة أسباب لتأخر المعالجة، فقد يكون ناتجاً عن ضعف الحالة المادية للأسر، أو غياب الوعي، أو أن سكنهم في قرى وأماكن بعيدة، بالإضافة إلى حالتهم الاقتصادية تجعلهم غير قادرين على الوصول إلى أقرب مركز متخصص في أمراض القلب، أو أن المستشفى والمركز الذي يصلون إليه لا يوجد فيه هذا الاختصاص. - لا يخفى على الجميع أن الأمراض الروماتيزمية منتشرة في اليمن، برغم اختفائها في بلدان كثيرة أو انخفاضها بدرجة كبيرة، ولكن لاتزال موجودة في اليمن، وللأسف يأتينا أطفال صغار في السن وصماماتهم متعبة جداً بسبب الحمى الروماتيزمية التي أصابت هذه الصمامات. - الحقيقة هي معالجة مرضى وتدريب المجموعة الموجودة في مركز القلب بالمستشفى على إنقاذ الحياة في العمليات الحرجة التي تحتاج إلى تدخل سريع وبالذات الأطفال المصابون بازرقاق أو الذين عندهم سبب يمنع وصول الأوكسجين والدم إلى الرئتين، حيث إننا حتى لو رجعنا إلى المملكة يكونون هم قادرين على إجراء هذه العمليات.. ولهذا يوجد برنامج تدريبي، حيث يشارك معنا زملاؤنا اليمنيون في العمليات سواء جراحة أم قسطرة، سواء كانوا أطباء أم فنيين أو طاقم تمريضي في العناية المركزة أو داخل غرف العمليات. - الحقيقة هناك عدة عمليات، منها: توصيل الدم المؤكسد، إصلاح تضيقات الشريان الأبهر والشريان الرئوي الخلقية عندما تكون كمية الدم القادم إلى الرئتين محدودة لكي لا تتعب الرئتان ولكي ينخفض ضغط الرئتين، وهناك عمليات مثل الأوردة الضيقة غير الموجودة خلقياً في أماكنها الطبيعية أو يكون هناك غشاء في الأوردة الرئوية الأربعة تمنع وصول الدم الراجع من الرئتين إلى داخل القلب في الجهة اليسرى، فهذا يحتاج إلى عمليات إزالة، وهذه العمليات يُعمل جزء منها في اليمن لمرضى بالغين، ونحن الآن نعمل على تدريبهم على اجرائها في الأطفال بأوزان 2 3 كيلوجرامات. - في الحقيقة هو كادر ممتاز؛ ولكن ينقصه الكثير من التدريب في جراحة قلوب الأطفال؛ لأن هذه الحالات يلزمها تدريب خاص، ونصيحتي للأطباء والفنيين والممرضين مضاعفة تدريبهم وتطوير مهاراتهم؛ وأن يتخصصوا أكثر في أمراض العيوب الخلقية للأطفال والكبار في القلب حتى يستطيعوا علاجها لأنها كثيرة جداً في اليمن. أما امكانيات المركز فهي طيبة جداً؛ لكنها تحتاج إلى زيادة وخاصة في علاج قلوب الأطفال، فالمركز بحاجة إلى زيادة عدد الأسرّة وعدد الأجهزة المستخدمة في عمليات الأطفال، وإلى تحديث معامل القسطرة، فهناك معمل واحد غير حديث يحتاج إلى تحديث، كما يحتاج إلى زيادة عدد معامل القسطرة؛ لأن معمل واحد لا يكفي.