محمود درويش شاعر كبير ترجل بعد سفر طويل مع الكفاح بالكلمة الشاعرة ومع المنافي.. ومع الأحلام بوطن عربي واحد وأمة عربية متضامنة مترابطة أنظمة وشعوباً.. ومع الحلم بالتحرر من الاستعمار بكافة أشكاله وأهدافه ومع الأمل بالعودة إلى الوطن السليب، ومع التطلع بواقع عربي جميل كان يرنو إليه ببسمات لاتخبو، ومشاعر مرهفة متجددة.. صاغها في شعره وبما جاء فيه من أمل ويأس.. علماً أن درويش لم يكن ممن يخالجه اليأس، ولكنه ذلك الشاعر الذي يواجه احباطات الواقع المرير بتفاؤل شديد.. واقعنا أيها الشاعر أن تمسح الدمعات من الوجنات والقلوب المحزونة بالكلمة الشاعرة في واقع يبدو أنه قد جفت في جنباته الكثير من المشاعر الطيبة والإنسانية، محمود درويش من منفى إلى منفى إلى الوطن الحبيب. هكذا هم الشعراء يرحلون وتبقى أحلامهم رايات للغد الآتي.... محمود درويش عليك السلام «إليك السلام».أفتش عن وطن قيل فيما مضى كان يبدو سعيداً ولكنه الآن أصبح حلماً بعيداً.. لهذا أنا أستريح مع الوهم حيناً وحينا ً أسامر وشوشة الذاكرة أستطيب انتظاري إلى أمل كنت أكبته في السطور صباحاً ثم اقرأوه حين يأتي المساء أفتش فيه على أمة صنعت مجدها من صفاء النفوس ومن نيرات العقول أستريح مع الوهم حين تداعبني زهرة ناضرة وحين يجدف هذا الخيال على أرض بغداد والناصرة أستريح من الوهم، ثم أعود إليه لعلي أعيد الحقيقة تملأ وجه الحياة وإني وكلت أموري لرب العباد أستريح من الوهم حين تساورني همهمات الشفاه أقتفيها، وأمضي إليها وأنسى جميع الظنون فيا من ملكت شغاف القلوب لماذا نميل مع الوهم حيث يميل؟؟ ولماذا تضيق المشاعر حيناً إذا اتسعت واجهات الهموم وحيناً تكون المشاعر أحلى إذا صادفت في الدروب براعم أحلامها الزاهيات؟؟ لعلي أفتش عن بلدة حملت بين أفيائها كل أشواقنا وعلى ظلها قلت قد أستريح قليلاً وأنسى سنين الشقاء فما مكنتني، ومابادلتني رضاها ولكنها همست، ثم قالت: أنت ياسيدي لاتطيق العناء وإني أحبك جداً ومثلك قد يستريح مع الوهم أما أنا لاأحب الظنون ولتكن مثلما أنت أما أنا قد نسيت حكايا الغرام ومعزوفة الواهمين