أظهرت دراسة حديثة أن ثلاثين ألف طفل يعملون في الشوارع في ثماني محافظات يمنية.. وبحسب الدراسة - التي أعدّها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بالتعاون مع المجلس العربي للطفولة والتنمية وفريق بحثي أكاديمي من جامعة صنعاء برئاسة الدكتور فؤاد الصلاحي، رئيس قسم الاجتماع - تتركز الفئة العمرية لغالبية أطفال الشوارع ما بين 6- 14 سنة، وتغلب على هذه الظاهرة الصفة الذكورية، حيث تتراوح نسبة الذكور إلى الإناث 70 - 30%.. وأرجعت الدراسة أسباب ظهور أطفال الشوارع في أمانة العاصمة، وسبع محافظات تشمل (عدن، تعز، حجة، الحديدة، صعدة، ذمار وحضرموت) إلى الفقر، البطالة، تفكك الأسرة بالطلاق أو الوفاة، غياب الدور الرقابي للأسرة، الخلافات الأسرية، العنف على النساء، سوء معاملة الوالدين للأطفال، الهجرة الداخلية وغياب الخدمات الاجتماعية، وغيرها من الأسباب التي تنطبق على أكثر من بلد.. وبيّنت الدراسة التي أجريت على عينة قوامها 4760 طفلاً من الفئة العمرية 6 - 17 سنة أن غالبية أطفال الشوارع لم يحصلوا على التعليم الأساسي، وتغلب عليهم صفة الذكورة، حيث يصل عدد الذكور إلى 4042 طفلاً بنسبة 84% مقابل 718 فتاة بنسبة 15% من إجمالي حجم العينة.. وأوضحت الدراسة أن غالبية أطفال الشوارع لايزال آباؤهم على قيد الحياة، حيث بلغت نسبة من آباؤهم على قيد الحياة من العينة 90% مقابل 9 % فقط ممن آباؤهم متوفون.. وأشارت الدراسة إلى أن 28.8% من العينة أفادوا أنهم يخصصون ما يجنونه من عملهم لمساعدة أسرهم.. وعددت الدراسة النشاط المهني الذي يزاوله أطفال الشارع والذي يتوزع على «باعة متجولين في مواد غذائية، غسل سيارات، تسول، العمل في الأسواق أو على متن عربات متنقلة، وفي المطاعم، والمغاسل والأفران، وعمال نظافة وغيرها».. ووفقاً للدراسة فإن أغلبية أطفال الشوارع يقضون يومهم بأكمله في الشارع، ويعود ما نسبته 48% من الأطفال إلى المنزل في الليل، بينما نسبة 50% يقضون معظم وقتهم في الشارع بما في ذلك أوقات الليل ما يعرضهم لمخاطر عدة.. كما عددت الدراسة الأمراض التي تصيب أطفال الشوارع، والتي تتمثل في الملاريا، الإسهالات، الالتهابات المختلفة، السكري، فقر الدم، إصابات العمود الفقري والظهر، وأمراض الكبد والأمراض الجلدية، وأوجاع الرأس والمعدة وغيرها. وخلصت الدراسة إلى أن أطفال الشوارع يشعرون بالكثير من الإحباط وخيبة الأمل تجاه نظرة الاحتقار التي يوليها المجتمع لأعمالهم، مبينة أن مظاهر العنف التي يتعرض لها أطفال الشارع تتمثل في العنف الجسدي والتوبيخ والاحتقار مما يزيد حالات القلق والخوف وعدم الأمان لدى أولئك الأطفال. يُذكر أن الدراسة التي تعتبر الأولى من نوعها حول واقع ظاهرة أطفال الشوارع في اليمن؛ تم إعدادها بهدف تمكين الجهات الحكومية المعنية الاستفادة من نتائجها لوضع قاعدة بيانات تدرج ضمن الخطط والأنشطة والبرامج المستقبلية للحكومة، والهادفة إلى معالجة هذه الظاهرة والحد منها مستقبلاً.