تعد إدارة تنمية المرأة العاملة بمكتب الشئون الاجتماعية والعمل في محافظة حضرموت إحدى الإدارات الناجحة .. ويقع على عاتقها معالجة قضايا تنمية المرأة العاملة في مختلف المجالات سواء الاقتصادية أم الاجتماعية وغيرها .. من أهم أهدافها توعية العاملات بحقوقهن وواجباتهن في الأعمال المختلفة ومناصرة قضاياهن. الأخت حكمة سعيد الشعيبي مديرة إدارة تنمية المرأة العاملة بمكتب وزارة الشئون الاجتماعية والعمل في محافظة حضرموت تحدثت عن كثير من جوانب النشاط والرعاية والاهتمام بشؤون المرأة العاملة بالمحافظة قائلة : - في الحقيقة .. واقع المرأة العاملة على وجه الخصوص وواقع المرأة اليمنية عموماً في موقع أفضل ، وأصبحت اليوم في ظل دعم ورعاية واهتمام قيادتنا السياسية تتبوأ مواقع قيادية في مختلف ميادين العمل ، وبفضل هذا الدعم والمساندة والاهتمام أصبحت المرأة شريكاً فاعلاً مع أخيها الرجل في عمليات التنمية وعنصراً فعالاً في المشاركة السياسية واتخاذ القرار. رغم الرعاية والاهتمام والدعم الذي توليه القيادة السياسية للمرأة وتبني قضاياها وهذه نظرة ولفتة رائعة نعتز بها إلاّ أن تطلعات المرأة نحو مزيد من الحضور والتمكين يدفعها ذلك لأن تسعى جاهدة للخروج من هيمنة الجهل والأمية وتعسف بعض العادات والتقاليد التي تسيطر عليها .. ولذلك فإن الدعم والمساعدة من قبل المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني يساعدها في أمور كثيرة. برامج توعوية ما أهم المشاريع والأنشطة التي قمتم بتنفيذها ؟ نحن في فرع حضرموت نتقيد بالخطة والبرامج المعدة من قبل الإدارة العامة للأنشطة والمشاريع وهي برامج توعوية للعمال والعاملات بحقوقهم وواجباتهم في مواقع العمل والانتاج وذلك في إطار مشروع بناء القدرات وتعزيز العمل والعدالة الاجتماعية إلى جانب التوعية بمناصرة قضايا المرأة العاملة وتمكينها من المهارات التي تساعدها على مواجهة التحديات التي تعترضها والعمل مع صناع القرار في سبيل تعديل واستحداث السياسات والقوانين والبرامج التي من شأنها معالجة وتحسين أوضاع المرأة في القطاعات المستهدفة. ماهي حصيلة نشاطكم في إطار العمل الكريم والعدالة الاجتماعية ؟ التوعية بالعمل الكريم والعدالة الاجتماعية مثلها مثل التوعية بالدعم والمناصرة لكل القضايا التي تهتم بها .. وتوافقاً مع استراتيجية واتفاقيات منظمة العمل الدولية في دعم مفاهيم العمل الكريم والعدالة الاجتماعية. ونحن نعمل على تعزيز ومناصرة قضايا المرأة العاملة عبر محورين أساسيين هما : تغيير مفاهيم واتجاهات المجتمع السلبية تجاه عمل المرأة .. وتوعية المرأة العاملة بحقوقها وواجباتها في العمل ، كما نعمل على ثلاث مستويات ، مستوى العمال والعاملات في ميادين عملهم ، ومستوى مجموعات التشبيك البؤرية لتوعيتها وتمكينها من مواجهة قضاياها. استغلال الفرص ما حصيلة نشاطكم في الدعم والمناصرة ؟ إن الأرقام المطلوبة مركزياً استهدافها دائماً ما تكون متواضعة في تقديري، لكن ذلك لا يعني عدم استغلال أي فرصة لمضاعفة عدد المستهدفين وقد بدأنا باستهداف ثلاث قطاعات (الصحة ، التعليم ، الزراعة) وقد كانت التجربة ناجحة إذ تم تدريب (40) عاملاً وعاملة في هذه القطاعات والذين دربوا حوالي (550) عاملاً وعاملة في نفس القطاعات أي بواقع (1800) عامل وعاملة في القطاع خلال الفترة من نهاية 2006م وحتى بداية العام الجاري. إنجازات محققة ما هي الانجازات التي حققتها إدارة تنمية المرأة بالمحافظة ؟ إن المشروع لم يركز نشاطه فقط على تعزيز قدرات الإدارات العاملة لتنمية المرأة العاملة . بل عمل المشروع على تعزيز آليات التنسيق والتعاون بين الإدارات الأخرى في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. كما عمل المشروع مع المنظمات والهيئات المعنية لمعالجة قضايا المرأة العاملة .. وقد كان فريق المشروع موفقاً لحد بعيد عندما أولى التنسيق اهتماماً كبيراً وجعله هدفاً في حد ذاته ومن خلال هذا التنسيق استطاعت الإدارة تحقيق انجازات ملموسة منها : برنامج توعوية العمال والعاملات حول مفاهيم العمل الكريم والعدالة الاجتماعية وكذا التنسيق والمناصرة لقضايا المرأة العاملة في مختلف القطاعات عبر المنبر .. نعم إن نجاح البرنامجين المنفذين لإدارات تنمية المرأة العاملة أصبح يلمس حالياً في حضرموت فضلاً عن اسهامه بفعالية في رفع صوت المرأة ومعالجة قضاياها والدفاع عن حقوقها. التوعية بمفاهيم العمل الكريم نتائج البرنامجين فيم تمثلت ؟ تمثلت نتائج هذين البرنامجين في توعية العمال والعاملات حول مفاهيم العمل الكريم والعدالة الاجتماعية إذ تم تنفيذ هذا البرنامج خلال الفترة من عام 2006-2007م والذي هدف إلى تدريس خمسة مشرفين عملوا على تدريب (20) متدرباً على أساليب توعية العمال والعاملات في القطاع الخاص والعام والتركيز على خصوصية المرأة العاملة ، كما تم أيضاً اصدار ثلاثة كتيبات موجهة للعمال والعاملات تم توزيعهم على المشرفين والمدربين بالمحافظة خلال جلسات التوعية إذ تم توزيع حتى الآن (1522) عاملاً وعاملة في (13) منشأة خاصة وعامة. كما أن من نتائج البرنامجين ، برنامج التشبيك ومناصرة المرأة العاملة في مختلف القطاعات ، إذ نفذ البرنامج خلال الفترة من نهاية 2006م حتى بداية 2008م ، وأن هذا البرنامج يعتبر مبادرة في خلق شبكة من المرأة العاملة والرجل العامل في هذه القطاعات حيث يتم فيها تحديد المعوقات ، التحديات ، والفرص المتاحة في القطاع من أجل التوعية به وكذا إعادة ورقة لصانعي القرار بأهم المعوقات والتوصيات في هذا القطاع .. وقد بدأنا باستهداف ثلاثة قطاعات (الصحة ، التعليم ، الزراعة ) وقد كانت التجربة ناجحة إذ تم تدريس (40) عاملاً وعاملة في هذه القطاعات الثلاث والذين دربوا حوالي (550) عاملاً وعاملة في نفس القطاعات بواقع (183) عاملاً وعاملة في القطاع الواحد. نظرة سلبية من خلال تنفيذ تلك المهام هل واجهتكم أي صعوبات ؟ من المؤكد أن بداية أي عمل أو نشاط مؤسسي من شأنه أن يسهم في التنمية وبالتأكيد أي نشاط سيواجه صعوبات .. حيث لاتزال نظرة البعض نظرة سلبية تجاه عمل المرأة بالرغم من أنها دخلت مجال العمل منذ الخمسينيات من القرن الماضي وتدرجت في المناصب حتى أصبحت وزيرة ، ومن أبرز الصعوبات التي نواجهها خاصة في القطاع الخاص .. تدني أجور العاملات وعدم التأمين عليهن .. كما أن ساعات العمل لا تتفق مع ما نص عليه القانون إلى جانب جهل المرأة لقانون العمل. أما الصعوبات في القطاعات العامة تتمثل في ضعف التأهيل والتدريب للمرأة وعدم توفر حضانات في المدارس التي بها كثافة عمالية وعدم وجود وقاية لوسائل الأمن والسلامة في المدارس والمكاتب الحكومية إلى جانب عدم وجود وقاية للعاملين بالمختبرات وعدم توفير سلالم للمعاقين ، وعدم التقيد بالمواصفات الصحية بالمدارس والصفوف ، سوء التخطيط بين الاحتجاج والوظائف وبالتالي ندرة الدرجات الوظيفية ، وأخيراً غياب التخطيط لزيادة عمل المرأة في المجال التربوي وخاصة في الريف. حضور متميز كيف تنظرون للمرأة العاملة في حضرموت ؟ المرأة العاملة في محافظة حضرموت منضبطة ومتميزة ويشكل قطاع الصحة والتعليم والزراعة أعلى نسبة جضور للمرأة العاملة وهذه النسبة في الحضور لا تمثل رقماً يمكن أن نتجاوز به ولا حتى (50%) من اجمالي عدد الأميات والعاطلات عن العمل من الباحثات وغيرهن .. وفي حضرموت اسماء عديدة لنساء متميزات غير أن المرأة العاملة في حضرموت بحاجة أكثر للثقافة العمالية.