- إذا جمعك لقاء بمجموعة من الناس ولاحظت أن شخصات يتحدثان بهمس وبنظرن إليك ويبتسمون ماهو رد فعلك على هكذا سلوك ؟ كيف بالإنسان الأصم والأبكم الذي لايسمع مايتحدث به الأخرون ولايستطيع أن يعبر عن رد فعله تجاه مايشعر به من تصرفات الآخرين ؟ كانت زيارتنا لجمعية رعاية وتأهيل المعاقين سمعياً لنضع أمام القارىء والجهات المختصة صورة عن الوضع التعليمي والاجتماعي الذي تعيشه هذه الشريحة الاجتماعية باحثين عن كل مايمكن أن يقدمه المجتمع والدولة من رعاية ودعم لهؤلاء المحاصرين من المجتمع والبعيدين عن إهتمام الدولة ورعايتها تحدث إلينا الأخ/ تميم عبده قائد مهدي الأمين العام لجمعية رعاية وتأهيل المعاقين سمعياً عن الجمعية وأنشطتها فقال : تأسست الجمعية في 42/3/5002م وكان تأسيسها بهدف رعاية وتأهيل المعاقين سمعياً في إطار محافظة تعز وبجهود ذاتية وخلال الفترة التي أعقبت التأسيس قدمت الجمعية خدماتها المميزة للمعاقين من خلال إنشاء مدرسة الصمود النموذجية والتي تشمل الصفوف من الأول إلى الثامن بالإضافة إلى الحضانة والتمهيدي وقد تم تأسيس المدرسة بالتعاون مع مكتب التربية والتعليم وبها 041 طالب في التعليم الأساسي و 04 طالبة في الروضة التمهيدي المدرسة في موقع الجمعية أمام مشروع المياه كما تشرف الجمعية وتنعدم خدماتها المميزة لنظام الدمج في مدرسة صينه للبنات بمديرية المظفر لعدد 06 طالبة ومدرسة الصديق بمديرية القاهرة ل81 طالب في المرحلة الاعدادية والثانوية وتقدم للمدرستان بعض المدرسين المتخصصين والوسائل ورسوم مساهمة المجتمع وإقامة الأنشطة المختلفة وتدريب العاملين في نفس المجال وتقديم الأثاث المكتبي والقرطاسية. - التدريب والتأهيل الجمعية لها برنامج سنوي لتدريب الكادر التدريسي بعدد دورتين في العام بتكلفة إجمالية تصل إلى مليون ريال وتشمل الدورتين اللغة الإشارية والنطق والشفاه وهي دورات أساسية بالإضافة إلى طرق التدريس والتعرف على الجوانب النفسية للمعاق وكيفية التعامل معه لأن وجود الكادر التدريسي المدرب والمؤهل هو الأساس لأجل مخرجات تعليمية متميزة. -جهات داعمة الجهات الداعمة متعددة ومن خلال صحيفة الجمهورية أتوجه لهم بالشكر والتقدير نيابة عن كل الطلاب والهيئة التدريسية لتعاونهم وتفهمهم أوضاع هذه الشريحة فالأخوة في مكتب التربية والتعليم بالمحافظة يقدمون دعماً مميزاً فقد تم اعتماد مدرسة الصمود وبالتالي اعتمدت الشهادات ويتم إرسال الموجهين والمشرفين التربويين والأخ/ مدير مكتب التربية الدكتور مهدي عبدالسلام لايتأخر في تقديم أي دعم متى ماكان متوفراً أو معذوراً عليه. أيضاً صندوق رعاية وتأهيل المعاقين يعد الداعم الأساسي للجمعية حيث تم اعتماد ميزانية تشغيلية ثابتة ودائمة للجمعية وهو مالايمكن لأي جهة أن تقدمه فأفضل الداعمين يمكنه أن يقدم للجمعية دعم محدود ومنتهى لذلك فإنني أؤكد أنه لولا دعم الصندوق وتحديداً جهود د/ عبدالله الهمداني الاب الروحي للمعاقين مااستمرت الجمعية ماأستطاعت تقديم خدماتها لهؤلاء المعاقين. - دمج المعاقين مع زملائهم في التعليم بالنسبة لدمج المعاقين مع زملائهم في التعليم فإن الجمعية اتبعت دمج رياض الأطفال كأساس للدمج مع زملائهم في نفس السن لأننا وجدنا أن عزل الطفل المعاق في الصغر عن أقرانه الأسوياء ثم دمجه معهم في سن متقدم في المدارس يحدث مشاكل وآثار سلبية فالطالب السوي يحاول إستفزاز المعاق فتتولد ردة فعل عنيفة من قبل المعاق ووصلت المشاكل إلى استخدام الخناجر والسلاح الأبيض بين المعاقين والأسوياء هذه التجربة أثبتت أن دمج المعاف مع أقرانه الأسوياء في سن مبكر هي الأجدى فنلاحظ أن الأطفال الاسوياء والمعاقين يلعبون مع بعض في الساحة بصورة طبيعية ويتعاملو مع بعض السوي يتعلم الإشارة تلقائياً من المعاق عكس لو تم تدريبه على تعلم الإشارات يكون هناك صعوبة في استيعاب الإشارات بالإضافة إلى دمج المعاقين مع الاسوياء في المدارس الحكومية. - دمج في سوق العمل القانون حدد 5% من الدرجات الوظيفية للمعاقين لكن في الواقع لايوجد أي تنفيذ لهذا القانون وجاءت أصوات تطالب ب 01% لكننا نقول للجهات المختصة يكفينا 5% فقط نفذوا هذه النسبة بصورة فعلية على أرض الواقع ولانريد زيادة المشكلة التي كانت تتذرع بها الخدمة المدنية أنه لاتوجد مؤهلات.. الحمدلله الآن لدينا طالبين يحضران ماجستير في الجامعة و 8 طلاب بكالوريوس منهم «4» تربية خاصة وهذا شيء نعتز ونفتخر به فالأصم في الدول الأخرى لايتعدى تعليمه الثانوية العامة. أيضاً خلال هذا العام تقدم لاختبار الثانوية العامة «81» طالب وطالبة منهم 8 طالبات وتمت اختباراتهم في لجان مع الطلاب الاسوياء بصورة طبيعية جداً وتعد تعز المحافظة الأولى في الجمهورية التي يصل هذا العدد من الطلاب المعاقين إلى الثانوية العامة. وفي الجانب المهني الجمعية تمتلك عدة أقسام مهنية نجارة وميكانيك وكهرباء سيارات وتكيف وتبريد يتم التسبق مع المعهد الوطني للعلوم الإدارية وحصل 81 طالب على دبلوم سكرتارية كمبيوتر وسيتم ارسال دفع جديدة للمعهد الوطني وخصصت الجمعية حوافز للأوائل بحيث يتم فتح محل لكل شخص من الأول حتى الثالث ودفع إيجار ستة أشهر وبعد ذلك يعتمد الشخص على نفسه بالإضافة إلى إقامة مشاريع الزواج الجماعي وقد نفذنا مشروعين وصل عدد المستفيدين إلى 44 شخصاً من المعاقين بدعم من أهل الخير وصندوق رعاية المعاقين وبالتالي نكون استكملنا رسالتنا تعليم وتدريب وتأهيل وتأمين المستقبل ثم الزواج فيعيش المعاق حياته الطبيعية. - الصعوبات والمعوقات أما بالنسبة للصعوبات والمعوقات التي تواجه الجمعية وتعيق نشاطها تمثل بعدم توفر مبنى خاص للمدرسة فنحن مستأجرون مبنى مصمم بالأصل للسكن ولايوجد فيها أي مقومات المدرسة الساحة غير مناسبة للانشطة الفصول صغيرة والتهوية غير جيدة وفي ظل هذه الظروف تقدمنا بأكثر من طلب للصندوق الاجتماعي للتنمية لتنفيذ مشاريع خاصة بهذه الشريحة الاجتماعية الأكثر احتياجاً للدعم إلا أن كل هذه الطلبات تصطدم بوجود عناصر مهيمنة في الصندوق ترفض تقديم أي دعم لهؤلاء المعاقين لأسباب منها : أنها لاتعتمد سوى المشاريع التي تتبع أحد البيوت التجارية فالصندوق يزيد الغني غناءً والفقير فقراً وينفذ مشاريعه لاعتبارات شخصية وأقول وعبر صحيفة الجمهورية للأخوة في الصندوق الاجتماعي للتنمية أموال الصندوق هي مساعدات وقروض ندفعها نحن وأبنائنا وأن من حق أبنائنا المعاقين أن يحصلوا على دعم من هذه الأموال. - دعوة لمنظمات المجتمع المدني - وتحدثت الاستاذة نادية أحمد قاسم المدير التنفيذي للجمعية عن دور منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية في تقديم الدعم المادي أو الدعم المعنوي المتمثل في توعية المجتمع بالتعامل المسئول مع هذه الشريحة فقالت قبل أيام نظمت ندوة عن الإيدز وندوة أخرى عن حقوق المرأة وتم إستدعاء معاقين ومدرسين ماهو حجم تأثير هذه الندوات في المجتمع لاشيء. أحنا ندعوا هذه المنظمات إلى توجيه جهودها في إطار ماهو ملموس ويمكن تحقيقه في الواقع المجتمع لايعي ماهو المعاق ولا كيف يتعامل معه الناس ترى أن المعاق عبىء عليها ولاتعي أن هذا إنسان يمكن أن يكون له دور في المجتمع ويعمل بطريقة ربما تكون في بعض الأعمال أفضل من السوي وهنا يأتي دور هذه المنظمات في توعية المجتمع وإقامة الندوات والفعاليات التي تدمج المعاق بالمجتمع أما بالنسبة لدور الجمعيات الخيرية فإن مؤسسة الصالح الوحيدة التي ساهمت وتساهم بصورة مباشرة في دعم مشاريع الجمعية مثل الزواج الجماعي وكسوة الصيد والتمور وغيرها من الخدمات التي تقدمها بصورة غير عادية. - كادر مؤهل أما فيما يتعلق بالكادر التعليمي العامل في المدرسة فإن الجمعية تمتلك كادر مؤهل وقادر على التعامل مع هذه الشريحة ونخضع المتقدمين للعمل في المدرسة لدورات تدريبية ويبقى تحت الاختبار لمدة ثلاثة أشهر فإذا استطاع المدرس أو المدرسة التعامل مع المعاق استمر معنا وإذا وجدنا أن غير قادر على التعامل فإننا نستغني عنه لأن التعامل مع المعاق يحتاج إلى قدرات خاصة. أيضاً جميع العاملين في المدرسة متعاقدين مع صندوق رعاية المعاقين ولم نستطيع إلى الآن الحصول على درجات وظيفية من الخدمة المدنية فجميعهم مقيدين في الخدمة لكن بدون أن تلتفت الخدمة المدنية إلى أوضاع المعاقين وتوفر لهم الكادر التدريسي المؤهل. - تأهيل نسائي الاهتمام بالمعاقات.. وفيما يتعلق بالفتيات المعاقات وكيف يتم تأهيلهن ودمجهن بالمجتمع قالت هذا العام تم التعاقد مع مدرسة كوافير بهدف تأهيل الفتيات على أعمال الكوافير واكسابهن مهارات عملية تساعدهن على العمل والكسب وتم استيعاب الفتيات اللاتي أعمارهن فوق ال 02 عاماً. أيضاً وبدعم من صندوق رعاية المعاقين تم إفتتاح معمل خياطة متكامل ونحن الآن تنظم دورات في الخياطة للطالبات بالإضافة إلى أن الطالبة المدربة والتي لاتمتلك ماكينة خياطة يمكنها أن تنتج أعمالها في الجمعية ويكون العائد المادي لها أي أننا ندرب الطالبة ونؤهلها ونساعدها على ممارسة العمل والإنتاج.. أيضاً تم فتح دورات خاصة بالنقش على اليد للطالبات. - فهم واستيعاب ثم تحدثت إلى الصحيفة إحدى الأمهات أم أفراح محمد أحمد صالح حيث قالت.. أن إبنتها هي الوحيدة من بين أشقائها معاقة وفي البداية قبل أن تدخل المدرسة كانت تجد صعوبة بالتعامل معها أو بالتعامل بينها وبين اخوانها إلا أنها بعد أن درست في المدرسة التابعة للجمعية استوعبت مع أبنائها بعض الاشارات التي ساعدتها على التعامل مع إبنتها. وأن إبنتها تدرس في المدرسة منذ سنة وأنها قبل أن تنتقل إلى المدرسة الخاصة بالصم كانت تدرس في مدرسة عادية وأنها كانت تلاقي صعوبة في التعامل مع زميلاتها وكانت أكثر عنفاً إلا أنها الآن أكثر هدوء وتتعامل بصورة طبيعية مع زميلاتها. ونوجه بدعوه إلى أولياء الأمور بعدم التحرج من الافصاح عن اعاقة ابنائهم وإرسالهم إلى الجمعية والمدارس المتخصصة. - تعامل جيد والتقينا بأحد المعاقين الذي استطاع أن يعمل كمدرس في المدرسة بشير جميل عبدالحق فقال أن الصعوبات التي نواجه في العمل بسيطة وأن الإدارة متفهمة لظروفهم وتتعامل معهم بصورة جيدة وهذا ماساعده على العمل. وقد أكمل دراسته الأساسية وهو يدرس الإمسارات للطلاب في الصف الأول والثاني وهو يطمح في استكمال دراسته ويتعلم هندسة. المعاق الآخر سليمان قائد هزاع حيث قال: أنه يدرس في المدرسة من سنتين واستكمل دراسته الثانوية ويستعد لاستكمال دراسته الجامعية ويدرس الرسم وأن الطلاب يحبون الرسم ويرسمون جيداً. وقال أنه درس في مدرسة 62ستبمبر مع طلاب اسوياء تم استكمال دراسته مع زملائه المعاقين في مدرسة الصديق من الصف التاسع. ومقدار المرتبات التي يتسلمونها من الجمعية قال أنهم مستلمون راتباً شهرياً إحدى عشر ألف ريال.