«لا تظن أن هذا عامك الأخير في كرسي الرئاسة، استمر في العمل كما لو أنك باق في منصبك لخمس سنوات قادمة.. تصرف على هذا الأساس» «علي خامنئي مرشد الثورة ل«نجاد» رئيس الدولة في إيران» بينما يتعرض الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لانتقادات متزايدة بسبب سياساته الاقتصادية وفشل حكومته في السيطرة على التضخم وارتفاع معدلات بطالة، يحظى هذا الرئيس المحسوب على الجناح المتشدد في ذلك البلد الإسلامي المطل على منطقة الخليج العربي بدعم الإمام خامنئي علناً . فقد طلب خامنئي الذي أثنى مطولاً على نجاد فيما وصفه ب «صموده في مواجهة الغرب» طلب من نجاد البقاء في منصبه فترة رئاسية ثانية بعد انتهاء الفترة الحالية العام المقبل. جاء ذلك بعد أن اتهم خامنئي بعض القوى الدولية والدول التابعة لها دون تسميتها باتباع سياسة الترهيب ضد إيران ومحاولة فرض إرادتها على الأمة الإيرانية، لكن الرئيس وحكومته - حسب المرشد العام - وقفت في وجه هذه المساعي وقاومت هذه المحاولات ولم تأبه بها ومضت في نهجها. التأييد العلني للرئيس من قبل المرشد الأعلى أمر نادر الحدوث في إيران، لكن كما يبدو «قد فاز بها نجاد» هذه المرة. هذا التأييد وبينما يراه آخرون أنه يهدف التخفيف من حدة الانتقادات المتزايدة لسياسات نجاد، يصفه الرئيس أحمدي نجاد بأنه بمثابة «وسام مشرق» على صدر حكومته. الاصطلاحيون ونسبة كبيرة من المحافظين يتهمون أحمدي نجاد بالتسبب في ارتفاع نسبة التضخم في إيران إلى 25 في المائة بسبب تخصيصه مبالغ كبيرة من المال لتمويل مشاريع البنية التحتية المحلية. وإذا كان نجاد وخلال ما مر من سنوات تربعه على كرسي الرئاسة في إيران أحدث ضجة كبيرة وجدلاً واسعاً سواء بسبب اعتزامه السير قدماً في البرنامج النووي الإيراني أو المناورات العسكرية المستمرة أو بسبب دعوته إلى تدمير إسرائيل. فإن نجاد وفي حفل افتتاح الدورة الجديدة لثامن مجلس شورى تشهده إيران منذ الثورة الإسلامية التي أطاحت بنظام حكم الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979 ، أعلن ومن خلال كلمة ألقاها بالمناسبة عن توجه سياسي لا تقليدي تماماً . فقد أعلن نجاد في كلمته تلك أن إيران بحاجة اليوم لاعتماد ما وصفه ب «اعتماد نظريات اقتصادية إسلامية وإيرانية» للتعامل مع مشاكلها الاقتصادية؛ لأن النظريات الاقتصادية التي ينادي بها الغرب وكما يراها نجاد من خلال خطابه لم تجلب سوى الطغيان والمجاعة. وفيما يبدو أنه رد على انتقادات الإصلاحيين في المجلس ومسارعة في تقديم البدائل مضى الرئيس أحمدي نجاد في القول: كلنا نعترف بأن الأمة الإيرانية لا تستحق الوضع الاقتصادي التي هي فيه حالياً، فهي تعاني من مشاكل هيكلية كالتضخم والدعم غير العادل، والتخطيط غير الكفء. لذلك مجلس الشورى الجديد الذي انتخب أعضاءه في جولتي انتخاب جرتا في شهري مارس - آذار وأبريل - نيسان الماضيين يهيمن عليه التيار المحافظ، وهو أمر في صالح نجاد المنتمي لذات التيار، الأمر الذي يكشف عن أن الظروف إلى جانب موقف المرشد الأعلى تدعم ترشح نجاد لانتخابات رئاسية ثانية تدفع الأمور حتى الآن في أن تكون في صالحه، وفوق هذا وذاك فإن فتوى الإمام هناك التزام ومسئولية وحب الإمام للشخص من حب الله له ..فأين سيمر الاصطلاحيون إذاً؟.