العيدروس : يستمد قوته من قاعدة شعبية يمنية وعقيدة إسلامية وفكر عربي أصيل عُقدت أمس في صنعاء ندوة لاستقراء تجربة المؤتمر الشعبي العام بمناسبة الذكرى ال26 لتأسيسه.. وفي مستهل الندوة تحدث نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية - الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام صادق أمين أبو راس، بكلمة أكد فيها أن المؤتمر الشعبي العام لم يكن وليد الصدفة وإنما نتاج لتفكير الحركة الوطنية التي ابتدأت بثورة 48 وثورة 56 ثم ثورة 26 سبتمبر.. وقال: إن جميع الرؤساء، ابتداءً من الرئيس الراحل المشير عبدالله السلال، كانوا يفكرون في تأسيس حزب وطني ليكون مظلة لكافة ألوان الطيف السياسي كالمؤتمر الشعبي العام، لكن العزيمة لم تكن تصل إلى النهاية، إلى أن تولّى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح قيادة مسيرة التنمية في الوطن، وبدأ يفكر وينفذ المشروع.. وأشار أبوراس إلى أن المؤتمر الشعبي العام كان يمثل مختلف التوجهات الفكرية إبان كانت الحزبية محرمة، وكان اجتماع لجنة الحوار مجسّداً لذلك.. وتطرق إلى المراحل الأولى لتأسيس المؤتمر الشعبي العام وطريقة تنفيذ مشروع الاستفتاء على صيغة الميثاق الوطني.. وقال: تم الأخذ بآراء جميع الناس حتى من كانوا يقومون بأعمال التخريب في المناطق الوسطى..وأضاف: إن الانتخابات التي تمت لعضوية المؤتمر آنذاك جرت بطريقة ديمقراطية أظهرت حجم جميع القوى السياسية في الساحة حينها.. وأكد أبو راس أن المؤتمر اعتمد على الوسطية والاعتدال، ولم يكن متطرفاً، ولا متشدداً، وتحمّل الكثير والكثير من أجل هذا الوطن وتعزيز مسيرة بنائه وتقدمه، بعيداً عن المزايدات التي يمارسها الآخرون. عضو اللجنة العامة للمؤتمر - رئيس معهد الميثاق محمد حسين العيدروس، أشار من جانبه إلى أنه قبل ما يزيد عن (26 عاماً) لم يكن من خطر يهدد اليمن أكبر من التشطير، ولم يكن من قلق تحمله القوى الوطنية اليمنية على مستقبل أجيال الوطن أعظم من شتات قواه الوطنية، حتى شاء الله لهذا الوطن بقيادة حكيمة ممثلة بالرئيس علي عبدالله صالح الذي أخذ بأيدي الجميع على طريق توحيد الفكر والإرادة الوطنية تحت مظلة واحدة تمثلت بقيام المؤتمر الشعبي العام في الفترة من 24 - 29 أغسطس 1982م..واعتبر العيدروس أن اليمن شهد بتأسيس المؤتمر ولادة أول مشروع ديمقراطي وحدوي وتنموي، يستمد قوة وجوده من قاعدة شعبية يمنية ممتدة بامتداد الحدود السياسية للوطن، ومن عقيدة إسلامية وفكر عربي أصيل ظل مصدر إلهام الأمة، وعنوان هويتها التاريخية.. وقال: مثلما كان المؤتمر الشعبي العام قبل الوحدة أداة مشتركة للعمل السياسي والديمقراطي، فإنه واصل ذلك النهج القويم والحكيم بعد إعادة تحقيق الوحدة المباركة في ال22 من مايو 1990م ليكون مرآة التنوع الفكري والثقافي والجغرافي الذي تعيشه اليمن اليوم، الأمر الذي جعله الأقرب دوماً إلى تطلعات الجماهير.. وقُدمت في الندوة أربع أوراق عمل، الأولى للدكتور أحمد الأصبحي حول «الضرورة الوطنية لتأسيس المؤتمر الشعبي العام»، والثانية قدمها عبدالله غانم، وتناولت موضوع «المؤتمر بين الحفاظ على الهوية والانطلاق نحو التجديد»، فيما تناولت الورقة الثالثة المقدمة من الدكتورة خديجة الهيصمي «المحطات والمواقف الوطنية في مسيرة المؤتمر الرائدة»، أما الورقة الرابعة والأخيرة المقدمة من الدكتور عبدالعزيز الشعيبي فقد تناولت «الرؤية السياسية للمؤتمر في ظل الحراك السياسي والتغيرات الاقتصادية».. هذا وقد أثريت أوراق العمل بالمداخلات والتعقيبات والملاحظات من قبل عدد من الأكاديميين والباحثين والمهتمين وعدد من قيادات المؤتمر وأعضائه.. وأوصى المشاركون في ختام الندوة بالاهتمام بإعداد البحوث والدراسات العلمية التي من شأنها أن تسلّط الضوء على مسيرة المؤتمر الشعبي العام وتجربته الرائدة خلال الستة والعشرين سنة الماضية، في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية.. كما أوصوا بتوجه مسار الدراسات والبحوث في معهد الميثاق نحو القضايا الدينية ذات الصلة بالشأن الوطني، وفي مقدمتها قضايا الحوار واللجنة العليا للانتخابات وتمكين المرأة والشباب في العمل السياسي والوصول إلى مراكز صنع القرار والحرص على الاستفادة من الكوادر العلمية في الجامعات اليمنية في مختلف الأنشطة العلمية والبحثية للمعهد، وبما يكفل الوصول إلى تقديم آراء وتحليلات علمية يمكن أن تكون رافداً لعملية صنع القرار على المستويين التنظيمي والرسمي.. حضر الندوة الأمين العام المساعد للمؤتمر لقطاع الفكر والثقافة والإعلام والتوجيه والإرشاد الدكتور أحمد عبيد بن دغر، والأمين العام المساعد لشؤون المرأة الدكتورة أمة الرزاق علي حُمّد، وعدد من القيادات في المؤتمر.