كثيرة هي المعوقات والهموم التي تثقل كاهل السياحة في بلادنا، وتأخد حيزاً كبيراً في فضاء السياحة اليمنية. إننا اليوم وقبل الغد نتوق إلى تغيير أفضل لخارطة السياحة في بلادنا، هذا التغيير وان كان سيبدأ بجهود واصلاحات لبعض المشاكل التي تسهم في تأخير التطور السياحي ربما سيحمل لنا تباشير لمستقبل السياحة اليمنية فالمهم ان نبدأ بهمة. ومن الأهمية بمكان وجود مناخ إعلامي قائم على استراتيجية مدروسة يسهم في تأسيس مدامك متينة للإعلام السياحي المؤثر والذي لا تزال تفتقر إليه صناعة السياحة في بلادنا كما ينبغي ان يكون عليه إعلاماً سياحياً مؤثراً قادراً على التأثير والاقناع ويعمل جنباً إلى جنب مع جهود القائمين على تطوير السياحة من أجل رسم ملامح سياحية متطورة أكثر اشراقاً من أي وقت مضى في تاريخ السياحة في اليمن. تكوين وعي تظل وظيفة الإعلام الأساسية هي تكوين وعي تجاه العديد من المحاور الاجتماعية والاقتصادية وغيرها الكثير والإعلام بصفة عامة سلاح ذو حدين يمكن ان تكون نتائجه ايجابية أو سلبية على الوطن حسب نوعية الاستخدام فمن الممكن ان يشكل وعياً سليماً تجاه قضية معينة في القضايا وممكن أيضاً ان يشكل وعياً مغلوطاً تجاه موضوع معين. وما يهمنا في هذا الموضوع هو إدراك ان الإعلام قادر على تكوين وعي وثقافة هذا الوعي وهذه الثقافة تهم القائمين على تطوير السياحة بمعنى ان الإعلام يفترض ان يجسد تلك المبادئ المهمة من أجل انعاش السياحة طالما وان وظيفته كما قلنا تكوين رأي عام ووعي فالإعلام من الاطراف الهامة والقادرة على تغيير الصورة النمطية والمغلوطة عن السياحة في أذهان الناس، لان مسألة انخفاض الوعي السياحي المجتمعي من أبرز الصعوبات والمعوقات التي تواجه السياحة في بلادنا ومهما بذلت من جهود للتطوير السياحي دون القضاء على تلك الظاهرة المدمرة بلا شك ستكون جهوداً لا فائدة منها وسرعان ما ستذبل وتنتهي كفقاعات الصابون لان الوعي قوة وبدون الوعي السياحي قد نتوه كثيراً وقد لا نحقق أي نجاح ملموس في دنيا صناعة السياحة الصناعة المربحة. مناخ إعلامي متعدد لا نستطيع ان ننكر اننا نعيش في مناخ إعلامي متعدد هناك الصحافة والتلفزيون والإذاعة كل هذه المنظومة الإعلامية وما مدى اهتمامها بالسياحة كقضية وطنية تهم الكل دون استثناء فالسياحة ليست مسئولية وزارة بعينها أو صحيفة واحدة أو حتى حزب واحد السياحة يفترض ان يتحمل همهما الإعلام اليمني باختلاف اطيافه الإعلام الرسمي هو المسئول والإعلام الحزبي أيضاً هو المسئول عن البحث في كيفية رسم الخطط والاستراتيجيات الرامية لزيادة مستوى الوعي السياحي بين أوساط المواطنين بالتعاون مع جهود الجهات ذات العلاقة لانه وكما قلنا إن اهتمامنا بالسياحة ليس من باب فراغ نشغل أنفسنا به بل لان هذا القطاع غدا من أهم القطاعات الاقتصادية التي تستدعي الاهتمام والرعاية كونه من الممكن ان يشكل مصدر دخل البلد باكمله فالبحث عن تنويع مصادر الدخل لبلادنا من أهم الاستراتيجيات الوطنية الطموحة والصائبة.. بمعنى ينبغي ان نطمح لكي يكون هذا القطاع مسانداً للقطاع النفطي في بلادنا ان لم نقل بديلاً عنه نظراً لما تطالعنا به الإحصاءات والتقارير عن انخفاض مستوى انتاجياتنا في النفط عما كان عليه في السابق. ضرورة الارتقاء يقول خالد الضبابي، كاتب وموظف بالمعهد الوطني للسياحة والفندقة: الإعلام في جوانبه المختلفة من الوسائل الهامة في لفت انتباه الناس وتعميق ثقافتهم إلى الكثير من القضايا الاجتماعية للمساعدة في حل الاشكالات المطروحة على الواقع المعاش ومنها تلك المتعلقة في إبراز مفهوم السياحة والارتقاء بواقعها، وعند استعراض واقع الإعلام المحلي في بلادنا ومدى اهتمامه بالسياحة نقول إن اعلامنا المحلي مازال بحاجة إلى استراتيجية تحدد له المعالم الاساسية في تناول مواضيع تتعلق بالسياحة والترويج لها، واعتقد وبما لا يدع مجالاً للشك ان النظرة الدونية للسياحة وضعف الوعي السياحي لدى السكان سببه ضعف مساهمة الإعلام المحلي في عكس الصورة السليمة عن السياحة، إعلامنا المحلي لا يزال يحبو بخطوات بطيئة من حيث تناولاته لقطاع السياحة والتعريف باهدافها الايجابية. قصور الاهتمام ويواصل الضبابي حديثه بالقول : ان اهتمام الإعلام المحلي في إبراز السياحة والترويج لها لا يقتصر على النشر في كذا صحيفة أو ملحق أو برنامج سياحي في الإذاعة والتلفاز بل نرى ان السياحة كقضية وطنية يجب ان تهتم بها كل الوسائل الإعلامية بابعادها المختلفة وهذا لن يتأتي إلا من خلال تنفيذ مصفوفة من الاهداف المقابلة للتنفيذ على الواقع العملي أهمها الاهتمام باعداد كوادر إعلامية متخصصة بالسياحة تمتلك القدرة الكافية في عمل الاستطلاعات والتقارير والريبورتاجات السياحية التي تخدم العملية في البلد وترفع من شأنها بين عامة الناس وكذا دعم الوسائل الإعلامية التي تهتم بهذا الجانب وامدادها بالمعلومات الصحيحة والمحدثة حول السياحة وتشجيع الكتاب السياحيين في هذا المضمار وتخصيص الشهادات التقديرية والجوائز الدورية للأعمال الجيدة في المجال السياحي لما من شأنه ابراز الصورة الحقيقية لليمن أرضاً وإنساناً بكل ما تحتويها من أبعاد حضارية وتاريخية، لذا لابد ان يكون هناك توجه من قبل الجهات المختصة نحو تعزيز دور الإعلام المحلي وابراز جهوده لكي تنال السياحة حظاً أوفر من دائرة الاهتمام والترويج لها على المستويين المحلي والدولي. استراتيجية إعلامية بدوره قال محمد الترجمي: الإعلام السياحي في بلادنا في حالة لا بأس بها إلا انه ليس في ذلك المستوى المطلوب، فإلاعلام المرئي لم يؤد دوره في ايصال الرسالة السياحية الهادفة فهناك فجوة بين الإعلام والسياحة ما نوع الرسالة السياحية التي ينبغي ايصالها من الذي قام باعدادها وهل هناك مختصون في مجال الإعلام السياحي مصورون محترفون يتقنون فن ايصال الرسالة السياحية ولذلك ينبغي ان يكون هناك تنسيق فيما بين وزارتي السياحة والإعلام في وضع سياسة إعلامية سياحية مشتركة تساهم في تسويق المنتج السياحي اليمني أما الإعلام المقروء فهو في حالة جيدة فهناك الملاحق السياحية التي تؤدي دورها في ايصال الرسالة الهادفة إلى إبراز المنتج السياحي اليمني في حدود الامكانات المتاحة كحضورها في الاحداث والتظاهرات السياحية كالمهرجانات والندوات وغيرها. اتباع سياسة مدروسة ويواصل الترجمي حديثه بقوله : تبرز أهمية الإعلام في بث الوعي لدى المجتمع بأهمية السياحة كصناعة اقتصادية ولن يتأتى ذلك إلا باتباع سياسة إعلامية مدروسة وموجهة ما لم سيظل الإعلام السياحي على ماهو عليه فهو بحاجة في الوقت الراهن إلى إعادة النظر في السياسة الإعلامية السياحية كي تؤدي دورها بالشكل المطلوب وعليه لابد من الاخذ بعين الاعتبار وضع استراتيجية للإعلام السياحي تهدف إلى ايصال الرسالة السياحية بالشكل الذي يفترض ان تكون عليه من ناحية التأثير والاقناع. بالاضافة إلى استحداث قسم «إعلام سياحي» ضمن أقسام كلية الإعلام بجامعة صنعاء لتخريج كوادر متخصصة ومؤهلة. ومن المقترحات التي نراها مفيدة في خدمة الإعلام السياحي ضرورة وجود إدارة معنية لدى وزارة السياحة تحث مسمى «إدارة الإعلام السياحي» تختص بشئون الإعلام السياحي وكذلك تفعيل دور جمعية الكتاب السياحيين اليمنيين لتقوم بأداء مهامها خدمة للإعلام السياحي ويمكن أيضاً عمل الريبورتاجات السياحية الحديثة وكذا الفلاشات التي تبرز أهمية السياحة واشراك أنامل الفنانين التشكيليين ورسامي الكادريكاتير في عرض صور اليمن السياحية وتقديمها عبر وسائل الإعلام المختلفة. لا يؤدي دوره بالشكل المطلوب بليغ عبدالجبار العريقي بك سياحة وإدارة فنادق يقول : اعتقد أن الإعلام المحلي لا يؤدي دوره بالشكل المطلوب من ناحية زيادة الوعي السياحي بين المواطنين وكذلك عدم خلقه لصورة ذهنية ايجابية عن اليمن كما يفترض ان يفعل لهذا ينبغي ان يخرج إعلامنا المحلي من هذه البوتقة الضيقة فقضية السياحة الداخلية تعد من أهم المعوقات أمام ازدهار السياحة الخارجية الإعلام هنا وتحديداً الإعلام السياحي مطالب بان يحدث تغييراً للأفضل على صعيد السياحة الداخلية لهذا فالإعلام السياحي هو بحاجة إلى دعم كبير كي يؤدي رسالته خدمة لصناعة السياحة اليمنية فالموضوع هنا يتطلب مضاعفة الجهود ورسم الخطط اللازمة من قبل كافة المعنيين بالسياحة. أثر إيجابي الأخ عبدالمجيد فارع موظف فندقي تحدث عن هذا الموضوع بقوله : لا شك ان للإعلام المحلي دوراً كبيراً في إحياء وانعاش السياحة داخل الوطن في الوقت الذي يركز فيه كثيراً على هذه الجزئية الإعلام اليمني «الإعلام السياحي» يلامس مثل هذه القضايا التي تهم السياحة ولكن ليس بشكل مكثف ومؤثر فمثلاً المهرجانات الساحية التي اقامتها الجهات المعنية بالسياحة وكان للإعلام المحلي دور في تسليط الضوء عليها بدون شك ستكون لتلك المهرجانات اثر ايجابي لصالح السياحة اليمنية حتى وان كانت تلك النتائج متواضعة ، لهذا أرى أنه ينبغي ان يكثف الإعلام المحلي جهوده في حل الكثير من المعوقات التي تهدد سياحتنا كون الإعلام هو الوسيلة الوحيدة والأساسية للتعريف بأهمية السياحة وبفوائدها المختلفة. روشتة علاج الاستفادة من إعلامنا المحلي وفقاً لدراسة عميقة تنعكس لصالح القطاع السياحي في بلادنا بات امراً مطلوباً وهاماً لاننا نمتلك كل الوسائل الإعلامية المختلفة فما المانع ان تستفيد السياحة من هذا الحراك الإعلامي الحاصل، فقط الموضوع يحتاج هنا إلى إعادة النظر ورسم السياسات الطموحة التي من الممكن ان تخلق وتهيئ لنا ارضية ملائمة تدعم السياحة من خلال وجود إعلام سياحي مؤثر ناطقاً باسم السياحة يعبر عنها يتلمس قضاياها وهمومها يضعها على طاولة المختصين مطالباً بالحلول الناجعة للتغلب عليها ودحرها إلى غير رجعة، ناهيك عن أنه سيسهم وبفاعلية في اشاعة الثقافة السياحية والوعي السياحي لدى الصغير والكبير وكل قاطن على امتداد مساحة وطننا الغالي وغيرها الكثير من الفوائد التي سوف يسهم في تجسيدها الإعلام السياحي ان وجد. وفي الأخير نتساءل هل يستطيع الإعلام اليمني بكافة اطيافه ان يصنع وعياً حقيقياً بأهمية السياحة بين أوساط المجتمع اليمني ويعمل على غسل أكثر من 20 مليون مخ يمني ويزيل حالة اللاوعي التي تعتري الغالبية العظمى من سكان الوطن.