رفض النجم السوري جمال سليمان وجود رقابة قهرية من الناس على الدراما، مؤكداً في الوقت نفسه أن مسلسل “فنجان الدم” -الذي تأجل عرضه إلى ما بعد شهر رمضان على mbc- لا يسيء إلى البدو وإنما يتحدث عنهم بشكل راق.وقال سليمان في حوار له في صحيفة “تشرين” الحكومية السورية السبت إنه سابقاً عندماً كانت تقوم جهة حكومية بمنع أحد الأعمال كان يساهم هذا المنع في رفع قيمة العمل، أما الآن فعندما يقول الناس إن هذا العمل يسيء لنا كقبيلة أو كطائفة أو كمهنة لا يمكن رفع المنع أو الدفاع عن هذا العمل”. ودان سليمان الدور الذي لعبته بعض المواقع الإلكترونية في تشويه المسلسلات، وقال “أنت تعلم إننا نستطيع تدمير سمعة أي شخص بأن نستأجر خمسة أو ستة أشخاص على مدى عشرة أيام عبر عشرة مواقع إنترنت يروجون عنه أنه يتاجر بالمخدرات أو يدير بيت دعارة والناس كما تعلم ميالة إلى التعاطي مع هذه الأخبار”. وأضاف سليمان للصحيفة إن مواقع الإنترنت “تحولت إلى ساحات إعدام مليئة بالجلادين المقنعين، وهكذا حدث عندما تقرر عرض مسلسل “فنجان الدم”، فبدأ التواتر وأخذت مواقع معينة ببث معلومات ملفقة عن العمل حتى دون أن يقرأوا النص أو يشاهدوا المسلسل، وهذا ما دفع بعض القبائل إلى الشكوى لإيقاف المسلسل، لكن مع تقديرنا واحترامنا لهم نقول إنهم ظلموا المسلسل لأنه لا يسيء لأحد ولا توجد نية مسبقة تجاه هذه القبائل وأنا شخصياً تربطني علاقات طيبة مع أبنائها”. وأوضح سليمان أن المسلسل كان في الماضي يتعرض لرقابات حكومية متعددة وليس لرقابة دولة واحدة، فما هو مقبول في تونس ليس كذلك في العراق، لكن ومع الزمن اتسع هامش الرقابة بشكل كبير لأسباب مختلفة ولا سيما حين بدأ جزء من الإنتاج التلفزيوني العربي يساهم في تشكيل الوعي عند المشاهد. وقال: إن فنجان الدم لم يذكر اسم قبيلة بعينها “فلم نقل إن هذه قبيلة كذا وتلك قبيلة كذا على الإطلاق، لكن بالمقابل العمل ليس فانتازيا حتى نضطر أن نسمي القبائل التي نتحدث عنها بقبيلة الأشاوس أو الكواسر أو النمور؛ أو أن نسمي شخصيات المسلسل «الأحمر» والأزرق والبرتقالي، وكان اعتمادنا على الأسماء البدوية والتراث البدوي، ومنها الأشعار التي تناقلها الناس عبر عقود من الزمن وتم إدراجها في «تترات» المسلسل، فما أوردناه عن حياة هذه القبائل ليس من المريخ”. تأجيل إلى بعد رمضان كانت mbc قد أعلنت عن تأجيل عرض مسلسل الدراما البدوية “فنجان الدم” الذي كان مقرراً بثه ضمن شبكة برامج رمضان إلى ما بعد الشهر الفضيل بسبب تلقّيها مراجعات متعدّدة من منطقة الخليج العربي، وأوساط بعض القبائل المُعْتَبَرة تتحفّظ على مضمونه لناحية إمكانيّة إثارته لبعض الحساسيات التاريخية أو النعرات القبلية. وأضافت -mbc في بيان لها- أنها آثرت تأجيل عرض المسلسل احتراماً للمشاهدين، وريثما يتمّ الانتهاء من تصويره بالكامل -وهو ما زال قيد التصوير- وإنهاء وضع اللمسات المونتاجية الأخيرة عليه، وبالتالي التمكّن من مشاهدة حلقاته بالكامل قبل عرضها على الشاشة. ويشارك في بطولة المسلسل البدوي كوكبةٌ من الفنانين من سوريا ولبنان والسعودية والكويت، أبرزهم: جمال سليمان، وغسان مسعود، وميساء مغربي. يذكر أن مسلسل “فنجان الدم” تدور أحداثه حول “معيوف” -شيخ قبيلة المعيوف النجدية- الذي قطع نذراً تحت وطأة غزوات قبيلة النوري الهزاع والقبائل الأخرى إذا ما أُعطيت قبيلته التي معظمها من النساء ألفاً من الذكور سينزلون إلى السهول. وعند ولادة الذكر الألف تقوم قبيلة المعيوف بوفاء النذر، وفقاً لطريقة تقترحها النجود بنت شعلان المعيوف (عرّافة القبيلة)، وهنا يقترح بنيّة المحزّم عقيد حرب قبيلة المعيوف أن تغيّر القبيلة مسكنها الجبلي الوعر إلى السهول؛ حيث منابع المياه والمراعي.وبعد معركة حاسمة ينتصر المعيوف على النوري الهزاع، وهكذا تحل قبيلة المعيوف محل قبيلة النوري في زعامتها للبادية، وبعد أن تستقر أمورهم تبذر بذرة الفتنة بين الأخوين سلمان وشعلان مما يؤدي إلى انقسام القبيلة لاحقا، بالإضافة إلى ذلك قصة حب عارمة بين النوري الهزاع وعليا المعيوف؛ إذ سيكون لهذه القصة الوقع الأكبر بين قصص الحب، خصوصاً أنهما من قبيلتين متصارعتين والذي لا يخفف من وطأة الحرب بين القبيلتين.