إلهي: افتح لي باب الإقبال عليك، حتى لا أميل إلى سواك. واسقني من شراب المحبة لك، حتى لا أشتغل بغير هواك. وألبسني نور المعرفة بك، حتى لا أغفل عن التعلق بمعناك. ونور عين بصيرة قلبي، ليوقن بقربك ويراك. وانظمني بجودك وكرمك، في سلك من أحبك ووالاك. وآوني بفضلك ورحمتك، إلى كهفك الداخل في حماك. وألهمني في السفر إليك، سبيل المهتدين بهداك. واضرب «بسور له باب، باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب» بيني وبين من لا يخشاك. وارض عني، وإن لم أعمل بعمل من أرضاك. واجعل خير أيامي وأحبها إلي وأسعدها علي يوم ألقاك. فبي فرق منك مع شوق إليك، وبي وجل منك مع أسف عليك، وبي هرب منك مع أسر بين يديك، وبي بعد منك مع تضرع لديك. فلا فرقي أمن، ولا مشتاقي رحم، ولا وجلي سكن، ولا أسفي عصم، ولا هاربي نجا، ولا أسيري افتدى، ولا بعيدي دنا، ولا متضرعي اقتضى. فالطرف باك، والقلب شاك، والفؤاد شاخص، والعمل ناقص، والرجاء عظيم، والنعت لئيم، والوصف ذميم، وأنت إلهي أعلم عليم، وأحلم حليم، وأكرم كريم، وأرحم رحيم. أنخت بسوحك الخصيب مطايا اللجا، وحططت بفنائك الرحيب رحال الأمل والرجاء. فاجعل لي من ركوب الذنوب فرجا، ومن مضيق الطريق مخرجا، وانظمني في سلك من فاز، ونجا، فما لي في الدنيا والآخرة سواك مرتجى، ولا إلى غيرك مفر ولا ملتجأ. فتحمل عني بكرمك أثقال التبعات، وأجرني برحمتك من أهوال السيئات، وتكفلني بحسن رعايتك في البكور والبيات، وعافني من عذابك في الحياة والممات، إنك جواد كريم آمين. دعاء آخر إلهنا وسيدنا ومولانا: خلقتنا فسويت خلقنا، وصورتنا فأحسنت صورنا، وربيتنا بأرزاق قدرتها ونعم أسبغتها، وحركتنا بجوارح سخرتها، وأكرمتنا بحواس فتقتها، وشرفتنا بعقول أفهمتها، وهديتنا إلى حسنات أحببتها، ونهيتنا عن سيئات كرهتها.. فأطعناك بهداية لا بدراية، وعصيناك بتمكين لا بغلبة، فلعلمنا بذلك أصبحنا معترفين، بما أمسينا له من الذنوب مقترفين، ومقرين بما كنا عليه من المعصية مصرين، كما اعترف بما اقترف وأقر بما أصر أبونا آدم وأبو المرسلين، صلى الله عليه وعليهم أجمعين، بقوله حين أصبح من النادمين:[ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين]. فنسألك إلهنا ومولانا وسيدنا أن تجعل رأينا في كل مشكلة رأيك، وحبنا في كل حركة حبك، وإرادتنا في كل مقصود إرادتك، ولا تفتنا فتنة الجاهلين بمعرفتك، فنجعل كراهيتنا في إرادتك، وإرادتنا في كراهيتك، ومحابنا في مساخطك ومساخطنا في محابك. ونحن نزعم أن ذلك منك لا منا، ونعتقد أن ذلك عنك لا عنا، فنحمل عليك ما تحمل علينا، ونضيف إليك ما تضيف إلينا، فلا نثبت عدلك في العقوبة، كما نثبت فضلك في المثوبة، ولا نرى غضبك في المعصية، كما نرى رضاك في الطاعة، فنلجي إليك في العصيان، ونعذر النفس والشيطان. نعوذ بك من مقام يخرس فيه الملجي، ويخسر فيه المرجي، وتقوم فيه الحجة، وتتضح به المحجة، يوم لا تقبل فيه المعاذير، ولا الإحالة على المقادير، ويشهد بما بشر وأنذر البشير النذير، فيعترف بذنوبه الملجي، فلا ينجو يومئذ بالاعتراف، ويعض على يديه المسوف المرجي، فلا يخلص يومئذ من الانتصاف. إلهنا وسيدنا ومولانا: ها هنا اعترفنا بما اقترفنا، وأقررنا بما أصررنا واحتسبنا بما اكتسبنا، والتزمنا بما أجرمنا، فلا عذر لنا في مقابلة عدلك، ولا حجة لنا بعد كتبك ورسلك. فنستغفرك بإقامة حجتك، ونتوب إليك بسلوك محجتك، هاربين إلى رحمتك من نقمتك، مفتقرين إلى عصمتك من فتنتك. فاهدنا سبلنا، وأتبعنا رسلنا، واغفر بكرمك زللنا وخطأنا، وأصلح لمقابلتك قولنا وعملنا، وبلغنا من مراحمك رجانا وأملنا، خاصة وعامة، إنك رؤوف رحيم. دعاء آخر في الصباح والمساء بسم الله الرحمن الرحيم اللهم خالق هذا اليوم ومالكه، وحاكمه، ومدبره، ومقدره ومجري ما فيه من الخير والشر، والنفع والضر، أفتتح هذا اليوم، وأسالك من نفعه وخيره ظاهراً وباطناً ديناً ودنيا. وأعوذ بك من شره وضيره، ظاهراً وباطناً ديناً ودنيا. اللهم أدخلني في هذا اليوم غانماً معصوماً ملطوفاً بي، وأخرجني منه سالماً مرحوماً مغفوراً لي. «وإذا كان الليل قلت: اللهم خالق هذا الليل.. الخ.. الدعاء».