تفاعلاً مع ما كتبته هنا في عدد الخميس الماضي بخصوص اختبارات الحكام فقد استلمت أكثر من اتصال وتقبلت اكثر من مداخلة مباشرة من بعض الزملاء الحكام القريبين مني والبعيدين معاً، كلام لا أقول كله بل اغلبه صب في تأييد اغلب ما تم التطرق إليه خصوصاً وقد تناول كثير من الجوانب المتعلقة باختبارات الحكام التي جرت مؤخراً وناقش الأسس غير الصحيحة التي قامت بموجبها تلك الاختبارات لكن وبما أني لست متخصصاً في هذا الجانب فإنهم قاد أضافوا أموراً أخرى أهمها مثلا ان اختبارات اللياقة على سبيل المثال ماهي إلا مرحلة أخيرة تأتي تتويجاً لعملية طويلة من تقيم أداء الحكم طوال العام ومن إجراءات اخرى منها الفحص الطبي وفحص اللياقة البدينة ومن ثم اختبارات النظر والاختبارات التحريرية”النظرية” للحكم وصولاً إلى اختبار السرعة والتحمل الذي يأتي كمرحلة أخيرة للتمييز بين هذا الحكم أو ذاك على اعتبار أنهما قد تجاوزا كل مراحل الفحص والتقييم وأنهما مرشحان لدخول القائمة والباقي هي اختبارات “الفيفا تست” للمفاضلة على اعتبار ان زمن”الكوبر تست” قد رحل. وقد أكد لي عدد من الحكام أن ما يتم عندنا فقط هو اختبارات اللياقة”الجري في الزمن المحدد من الفيفا” ويتم تطنيش الأمور الأخرى مثل تقييم الأداء طوال الموسم وفحص الصحة أو على الأقل فحص النظر، لأنه ربما يكون صحيحاً ما يقال بأن بعض الحكام “عمي” يعني نظرهم” شيش بيش” خمسة على ستة وحالهم كحال أغلب إن لم يكن كل مراقبي الحكام في المباريات الذين يقيمون الحكام بحسب روايات من بجانبهم أو آراء الإعلام في الصحافة وليس من واقع الأداء لأنه أي هذا المراقب “البصير” لا يرى ابعد من انفه حتى وان استعان بنظارته أو حتى نظر من بجانبه الذي قد يكون جاهلاً في أمور التحكيم الدقيقة مثل عدد كبير من الإعلاميين. ومن خلال متابعاتي ومعرفتي و ما فهمته من كلام الأعزاء الحكام الشيء المؤكد أن عملية التحكيم في بلادنا تفتقد الى كثير من الأشياء والأسس التي تضمن النجاح أهمها القيادة الفنية العارفة بأدق أدق تفاصيل العملية التحكيمية كعملية تقنية تتطلب التخصص إان لم يكن في رأس اللجنة فعلى الأقل في تفريعاتها وهي حالة تفرض وجود كفاءات فنية خبيرة في لجنة الحكام تساهم في القيادة الجماعية للجنة حتى لا يترك حال الحكام والتحكيم للاجتهاد الذي يولد الأخطاء مثلما حدث في اختبارات تجديد الشارة الدولية للحكام التي ظلمت بعضهم وأهمهم الدوليان هشام قاسم ونادر شخص اللذان أعادت لهما اللجنة مشكورة الاختبارات يوم الاثنين الماضي وكان النجاح حليفهما وبتفوق كما نقل إلي من زملائهم فيما كان للمرض الدور الأكبر في حرمان إبراهيم الغرباني من تسجيل حضوره القوي في الاختبارات. اختبارات أعيدت بتوجيهات من رئيس الاتحاد العام لكرة القدم”احمد العيسي” أتت انتصاراً للوائح التي تمنح الحكام حق الإعادة، توجيهات نتمنى مثلها كثيراً انتصاراً للحكام والتحكيم اعتمادا على الأسس الفنية والقانونية من أجل إنصاف الحكام المظلومين من سياسة التمييز والانتقاء التي تمارس لصالح بعض الحكام على حساب غيرهم مثل الحكم سليم محمود من عدن الذي بح صوته وهو يطالب بمساواته في المعاملة و الترفيع مع زملائه الحكام من نفس دفعته.