- بعد شهر من الآن ستتدحرج كرة القدم في الملاعب اليمنية بحسب الموعد المقر من اتحاد الكرة ومع ذلك فمازالت الأندية المصنفة أنها أندية محترفين تغط في النوم، أو ستعلن عقب انتهاء فترة الإجازة لعيد الفطر ويليها أسبوع السبلة التي صارت تقليداً سنوياً للكسالى والعطلانين، ومدمني الاسترخاء والسهر، سواءً في القطاع الرياضي أم القطاعات الخدمية والإدارية الأخرى. بعض رؤساء الأندية يمارسون مهامهم الإدارية بالتلفون، ويتعاطون مع متطلبات فرقهم الكروية بالتوجيهات، لانهم مبرمجون على أنظمة رمضان المنصرم، ويبالغون في احتجابهم عن بقية الهيئة الإدارية، فيكتفون بمايصل إليهم من تقارير شفهية حول أوضاع أنديتهم عبر الهواتف السيارة، وهم في الواقع يؤسسون لانهيار وتراجع فرقهم قبل الصافرة الأولى. بطولات مصغرة - فقد ولى شهر رمضان دون أن تمارس بعض الأندية أية أنشطة متعلقة بالدوري العام، باستثناء أن لاعبين ينتمون إلى أندية النخبة أرادوا الحفاظ على جاهزيتهم البدنية، وإبقاء أنفسهم بعيدين عن ثالوث السهر والقات والدخان، ولم يذعنوا للمنادين بأن رمضان للصيام فقط، أو أنه يتعارض مع الرياضة، فمارسوا اللعبة ضمن دورات وبطولات مصغرة أقامتها جهات غير متخصصة بالرياضة أو أندية نظمتها على مستوى محصور بين أندية محافظات من جميع التصنيفات الأولى والثانية والثالثة وأندية الحواري. وهكذا فإن الاستعدادات للأندية المنضوية تحت مظلة الدرجة الأولى، ليست متناسبة مع بطولة هي الأولى في بلادنا، ولها شعبية واهتمام ومتابعة جماهيرية كبيرة. فكيف يمكن أن تخوض أندية الأضواء منافسات دوري المحترفين الشهر المقبل، وهي تعاني قصوراً واضحاً في الإعداد، ونقصاً في اللياقة البدنية للاعبيها، والارتباك والتخبط يحيط بأجهزتها الفنية من كل مكان. حيث إن فترة الشهر الجاري غير كافية لتنفيذ الخطط الإعدادية والبرامج التي أقرها المدربون كي يحصلوا على التشكيلة المثالية للاعبين ممن ستخوض بهم الأندية الدوري.. مع وجود إشكالية النظام الجديد القائم على أن لاعبي كل فريق لابد أن يكون بينهم خمسة محترفين أجانب، وهذا من شأنه أن يضعف حركة الأندية باتجاه الحصول على لاعبين جيدين، خصوصاً أن الفترة المتبقية محصورة بشهر فقط.. فاختبارهم وفحوصاتهم وتكيفهم مع بقية اللاعبين اليمنيين يحتاج إلى عامل الزمن المريح وليس أسابيع فقط.. مايعني أن الأجهزة الفنية قد ترضخ - تحت ضغط الظروف السيئة والزمن القصير - وتقبل بضم لاعبين محترفين لايتناسب عطاؤهم مع أجورهم بالدولارات، وسيكون هم الجهاز الفني والإدارة تلبية شروط اتحاد القدم في اللائحة المعدلة التي أقرتها الجمعية العمومية للاتحاد قبل خمسة أسابيع تقريباً. موعد مع الهواجس - 6 نوفمبر إذاً سيكون ثقيل الوطأة على المدربين، حيث ستهاجم الهواجس وألوان القلق أجندتهم، فهم يعلمون أن لاعبيهم لم يبلغوا درجة كافية من الجاهزية البدنية، ولم يتم اختبارهم في مباريات تجريبية ودية للاطمئنان على التشكيلة الانموذجية، ومثلهم المحترفون الأجانب الذين تم اختيارهم عبر وسطاء وليس من قبل الأجهزة الفنية، ولأن الوقت لايقف إلى جانب الأندية ومدربيها، فمن المتوقع أن يسيطر الأداء المتواضع فنياً على المباريات في الأسابيع الأولى للدوري، كنتيجة طبيعية لتقاعس مسئولي الأندية عن استغلال عامل الزمن، والإعداد مبكراً لبطولة كرة القدم، التي لها خصوصية من حيث المتابعة الجماهيرية، والاهتمام الرسمي والشعبي والإقليمي والدولي.. كما أن على هذه البطولة يعتمد مدير الجهاز الفني الجديد لمنتخبنا الوطني جوزيه دي موريس.. المدرب البرتغالي الذي تعاقد معه اتحاد القدم مؤخراً بدلاً عن المصري محسن صالح.. فالمدرب موريس سيتابع ويرصد مستويات اللاعبين المحليين لترشيحهم للانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني الذي سيشكل نواة مهمة لاختيار عناصر المنتخب اليمني الذي سيشارك في بطولة خليجي «91» المقرر انطلاقها في مسقط العمانية مطلع العام 2009م.