مرت علينا في السابع من اكتوبر 8002الذكرى الرابعة لرحيل الشاعر اليمني الكبير عبدالله سالم باوزير حيث أسهم المرحوم باوزير بدور أدبي وثقافي فني وبُعد قصصي وتجربة ثمينة في اغناء تجربته القصصية بزخات وزفرات أدبية زاخرة بالإرهاصات الواعدة على أرض العطاء القصصي اليمني لاثراء تجربة القصة بنماذج حية شكلت على صعيد تجربة القاص الاستاذ المرحوم عبدالله سالم باوزير طيب الله ثراه..موسوعة قصصية عكست نفسها على مستوى الحياة اليمنية واعطت تأثيراً عميقاً في نهل الاعداد الواعية والمثقفة للعديد من قصصه ومجموعته التي بدأها بنجاح منقطع النظير عن باكورته الرائعة ثورة البركان سيراً إلى العمق الأدبي وما تركته مجموعاته وسيرته الذاتية الرائعة والجميلة التي اقتبسها بمهارة قصصية فائقة من الواقع الشعبي المحلي...وهي لمسات أدبية امتزجت بوجدان وأحاسيس ومشاعر القراء من الجماهير اليمنية وجسدت بحق الذات الثقافي والموروث الشعبي فكانت سيرته الذاتية وحكاياته الطريفة الرمزية في عقول ضالة وغيرها من الطرائف الناقدة بأسلوب بسيط وسلس خال من التكلف القصصي والرمزية المغلقة ومظاهر التماهي والغموض. وللحقيقة وحدها فإن فقيدنا الغالي..عبدالله سالم باوزير انطلق من تجربة الحياة وثقافته الذاتية وأكسبته المعاناة والظروف الأسرية القاهرة مزيداً من الممارسة الواعدة، فقد عاش حياته للابداع الأدبي والصحفي والفني وتعامله في البدايات الأولى من تجربته القصصية بنشر العديد من القصص في الصحف المحلية في حضرموت وعدن الطليعة الحضرمية والعند وانقسام العدنتين وتركت تجربة النشر في نفسه حاضراً وواقعاً جديداً لديمومته تجربة، قصصية جادة وصيرورة يمنية لقصة حديثة لهذا اكتسب المزيد من المراس القصصي فكان أحد رواد القصة اليمنية المعاصرة ضمن الرعيل القصصي الأول في الريادة كالقاص اليمني الكبير الاستاذ حسين سالم باصديق ومحمد أحمد عبدالولي ومطيع دماج وصالح سعيد باعامر وآخرون الذين امتشقوا القصة اليمنية القصيرة سلاحاً ثقافياً وأدبياً لنشر المفاهيم التقدمية واذكاء روح الحماس الوطني وفي المساهمة الفاعلة في الحراك السياسي والثقافي والأدبي والتفاعلات الثورية التي امتدت منذ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 2691م والرابع عشر من اكتوبر 3691م سيراً إلى الثلاثين من نوفمبر 7691م ذكرى الاستقلال الوطني المجيد وجلاء جحافل المستعمرين من جنوب الوطن اليمني دخولاً إلى مرحلة تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو0991م المنجز الوطني العظيم. ومايمكن قوله ونحن في ذكراه الثالثة أن يحظى أديبنا اليمني القاص عبدالله سالم باوزير باهتمام أكبر من مثل وزارة الثقافة واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بما تركه اديبنا من آثار قصصية مخطوطة لم يتم نشرها وهي رافد مساعد لازدهار تجربتنا القصصية اليمنية التي كان الأديب باوزير مساهماً في بلورتها والسير بها من المخاض إلى الولادة إلى النضوج القصصي الهادف والنقد الأدبي الطريف المتميز البعيد عن الملل والاخفاق والانكسارات اللفظية المبتذلة والتهميش اللغوي والتكرار الفلسفي الهش. رحم الله فقيدنا وأديبنا والقاص اليمني الكبير الاستاذ عبدالله سالم باوزير ويبقى كل ماتركه من آثار أدبية ومسرحية وقصص وحكايات ومسرحيات هادفة مرجعاً للنهل من بحرها والتجربة القصصية الناجحة.