الرواية اليمنية.. تشهد حالة من الجذب الأدبي وشحة ملحوظة في مشهد الابداع الروائي اليمني أي بمعنى قلة وندرة الابداعات الأدبية المتميزة، فعطاءات الأدباء في هذا المجال محدودة وفقيرة ومبشرة فمانشر من روايات في السنوات الماضية لايتعدى أصابع اليد الواحدة.. وبالرغم من حالة التعثر والانحسار تميز العطاء الروائي بالمثابرة والجودة نحو خلق الأدب اليمني المعبر عن أصالة الابداع واخراج المشهد الإبداعي الروائي من حالة الانكماش والمد والجزر لرسم معالم حقيقية للرواية اليمنية المعاصرة والوعي الحضاري وتطوير وتجذير مستويات الكتابة الروائية ..وفي هذا التناول تطرح الكثير من التساؤلات حول إشكالية مفهوم الحداثة الأدبية في الرواية اليمنية ومن المسلم به أن فن الرواية يعد من الفنون المتقدمة والمؤثرة فكرياً وسياسياً أكثر منه في مجال الشعر. ففي اليمن قاطبة حيث أصبح للرواية فرسانها ومواهبها وقدراتها بيد أن مسألة الحداثة في الفن الروائي مهمة جوهرية ورئيسية تغطي العالم بصورها الابداعية بينما تبدأ تجربة الرواية اليمنية في مفردات تطورها بقوالب متجددة إلى الابداع والتأثير متحررة من القشور التقليدية القديمة ولنأخذ على سبيل المثال تجربة القاص والكاتب الروائي اليمني محمد أحمد عبدالولي التي تميزت بالجمع القصصي الروائي بين الشعر والواقع وبين المباشر واللامباشر والمزاج الفني الدقيق والواقع والخرافة وبين الاستيعاب التصويري بينما يعتبر الكاتب الروائي اليمني مطيع زيد دماج في روايته طاهش الحوبان بأنه أتصف بالثراء الفني والاحساس الصادق وارتبط بالثورة منذ نعومة أظفاره وتلمس في قصصه شخصيات من الواقع اليمني أضناها العذاب والاستبداد والإحباط وعبرت قصصه عن معاناة جيل بل أن معظم كتاباته ورواياته وهذه ميزة يمتاز بها زيد دماج عن بقية القاصين في بلادنا ذلك لان هذا الواقع مايزال شديد الضمور في انتاجه الأدبي عامة وربما في مجموعته القصصية طاهش الحوبان الوحيدة. وهناك الكثير من المحاولات في مجال الإبداع الروائي تظهر بين الحين والآخر سواء أكانت الرواية شعرية أم نثرية تستحق من اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين احتضانها حتى وإن بدت في أولها محاولة بهدف صقلها وتقييمها وكذا مساهمة الصحافة اليمنية الأدبية (كمعين والثقافي والثقافية والحكمة وآفاق حضرموت وحضرموت الثقافي والصحف الرسمية الجمهورية والثورة والوحدة وأكتوبر وشبام وحضرموت ونشرة الفكر الأدبية بغيل باوزير ومجلة ريبوت التي تصدر لمن مكتب الثقافة بمديرية القطن محافظة حضرموت الاهتمام بالانتاج الفكري في شعر وقصة ورواية ونص غنائي. نشير في الأخير أن هناك رعيل من رواد القصة القصيرة في اليمن يواصلون عطاءاتهم لتصل في مفرداتها إلى مستوى النص الروائي مثال على ذلك الكاتب القصصي المبدع المرحوم/عبدالله سالم باوزير وحسين سالم باصديق وآخرين وهناك العديد من الروايات صدرت في السنوات الماضية.. (صنعاء مدينة مفتوحة) (يموتون غرباء) لمحمد أحمد عبدالولي.. طاهش الحوبان والرهينة لزيد مطيع دماج اللصان الشقيقان أحمد البراق الصمصام، المكلا، المغايره الاستاذ الزميل/صالح سعيد باعامر - المدير العام لمكتب الثقافة بحضرموت عذراء الجبل - طريق الغيوم - الإبحار على متن حسناء - حسين سالم باصديق.. وا اسلاماه - قصر الهودج.. اندونيسيا للكاتب اليمني الكبير علي أحمد باكثير اضافة إلى العديد من المجتهدين والمهتمين بتطوير مجال القصة منهم خالد سعيد لحمدي وسالم العبد، وآخرين لم تسعفن الذاكرة الاتيان بهم .. فمعذرة لهم.