اقترب منها وعلى وجهه ابتسامة رقيقة وسألها في بساطة:- “لماذا أنت دائما حزينة” باغتها السؤال فرفعت عينيها تحاول أن تفهم ما الذي يقصده..فأعاد السؤال على مسامعها وشعرت كأنه غرس خنجراً في صدرها ومنعها الألم أن تنطق ومنعتها كرامتها أن تصرخ وحاولت أن تنفي لكنها لم تستطع فقد فضحتها دمعة انحدرت في جرأة على خدها وأسرع هو يمسحها بمنديله وشعرت هي بالخجل لما فعله فاختنق الدم في وجنتيها ولفهما الصمت برهة. “أشعر بك فأنا أتألم مثلك…ياليت زوجتي كوثر كانت في رقتك”. وأخذ يهمس ويهمس وهي شاردة لا ترد لكن حلماً قديماً دفن في صدرها كان قد بدأ يستيقظ. في غرفة أخرى في شركة أخرى كانت هناك من تجلس في مقعدها وتستمع في سعادة إلى من يهمس لها. صدقيني يا كوثر يا ليت الأقدار كانت جمعتنا من زمان.