أحمد علي الحاج:مثلت تعز القاعدة الصلبة وفتحت لنا المجال لتدريب الفدائيين ضد الوجود الاستعماري كانت هناك طرق عديدة لدخول الأسلحة إلى المناطق الجنوبية ومنها عبر القات لم تكن تعز بمنأى عن كل الأحداث التي شهدتها الساحة اليمنية شمالاً وجنوباً. بل لقد كان لها دورها الكبير في النضال الوطني إبان تلك الفترة الماضوية من قيام ثورة 26 سبتمبر وانطلاق شرارة 14 اكتوبر.. حيث كان لها أن تحتضن كل الوطنيين والمناضلين والثوريين منذ الثلاثينيات باعتبارها كانت تمثل لهم القاعدة الصلبة لنضالهم الوطني بمختلف مشاربهم السياسية والفكرية ضد الإمامة والاستعمار، وبالقدر هذا فقد أسهمت بصورة كبيرة وجلية في دعم ثورة ال14 من أكتوبر.. وخصوصاً بعد قيام الثورة السبتمبرية. وبالتالي كان عليها أن تشكل قاعدة خلفية لثوار أكتوبر، وتمدهم بكل الإمكانات المادية والمعنوية، فضلاً عن القيام بتدريبهم في مدينة الحوبان من خلال يمنيين ومصريين، ومن ثم ارسالهم إلى جبهات القتال في مناطق الجنوب ضد القوات البريطانية. حتى خروجه من جنوب الوطن وتحقيق الاستقلال الوطني في ال03 من نوفمبر 76م وبمناسبة ال41 من اكتوبر، حاولنا من خلال ذكراها العطرة ال54 ان نتعرف على دور مدينة تعز تجاه ثورة 41 اكتوبر.. وكيف كان يتم دخول الاسلحة إلى عدن ومناطقها الأخرى ودور القيادة المصرية آنذاك، حول هذه المحاور وغيرها «الجمهورية» التقت الاستاذ أحمد علي الحاج - رئيس فرع حزب التحرير الشعبي الوحدوي بتعز- وخرجت بالحصيلة التالية : تعد مدينة تعز هي المدينة التي احتضنت كل المناضلين الوطنيين والثوريين منذ الثلاثينيات، وكانت هي القاعدة الصلبة التي أثبتت وجودنا على صلابة أرضها الخصبة بقدر مافتحت لنا المجال لأجل التدريب فيها كفدائيين ضد الوجود الاستعماري- البريطاني وقواته المحتله للشطر الجنوبي ومنها انطلقنا إلى أرض جنوب اليمن لكي نقوم بالأعمال الفدائية، وتكثيف الضربات الموجعة ضد الاستعمار البريطاني وعملائه.. لذلك نحن نعتبر مدينة تعز وأبناءها هم الذين فتحوا لنا صدورهم ومدونا بالدعم المعنوي، والتشجيع للجهاد ضد القوات البريطانية لأنهم التفوا من حولنا وكانوا الجسر المنيع لحياتنا وسلامتها من أية شوائب أو اندساس بين صفوف المناضلين. وبالتالي نحن نعتبرها أيضاً هي الشريان النابض لثورة 41 اكتوبر ولذلك ومن هنا أقدم التحايا والفخر والاعتزاز لها ولأبنائها الميامين الذين اسهموا مادياً ومعنوياً لثورة اكتوبر وكذا نقدم فخرنا واعتزازنا للرجل الفاضل رحمة الله عليه المرحوم الحاج هائل سعيد أنعم الذي أسهم بفعالية ومد المال للقطاع الفدائي للتنظيم الشعبي جبهة التحرير، إبان الكفاح المسلح ضد الاستعمار لجبهة عدن. طرق عديدة لدخول الاسلحة أما بالنسبة لعملية دخول الأسلحة إلى جنوب اليمن المحتل إبان تلك الفترة من النضال ضد الاستعمار فأقدر أقول : بأن هناك عدة طرق.. منها عبر الجمال، والحمير، وكذا عبر طريق امدريجه حيث تدخل بعدها إلى الحمراء، لحج، ثم إلى قرية مصعبين وتنقل آنئذٍ بواسطة النساء إلى عدن فضلاً عن طريق التربة، طور الباحة، الرجاع، ومنها إلى مدينة الوهط لحج.. وأيضاً عبر طريق جعولة وتصل بعدئذٍ إلى بئر أحمد أي بيت المرحوم المغفور له الشيخ محمود الفقري ثم من خلاله يسلمها إلى قيادات الفرق الفدائية بداخل جبهة عدن وكذلك هناك طرق أخرى حيث يتم اقناع بعض القبائل البدوية ومن خلالهم يكون تسريب الرصاص والمسدسات وبعض من الأسلحة الرشاشة المصرية، حيث توضع في سلل للقات وعندئذٍ تدخل إلى لحج وعدن خلافاً عن المنافذ الصغيرة، التي كانت موجودة وهي عبارة عن منافذ زراعية، تتوسط مابين قعطبة والضالع. تمركز القيادة المصرية في تعز وحول التنسيق الذي كان قائماً آنذاك، بين ثوار 41 أكتوبر والنظام الجمهوري السبتمبري يقول الاستاذ أحمد علي الحاج: حقيقة التنسيق في ذلك الوقت بين ثوار اكتوبر والنظام السبتمبري أيام المغفور له الراحل المشير عبدالله السلال كانت القيادة السياسية والعسكرية في تعز تطرح برامجها العسكرية للقطاع الفدائي على القيادة السياسية والعسكرية متمثلة بالمغفور له عبدالله السلال، والقيادة العربية المصرية، وكذلك تطرح برامجها السياسية للتحرك السياسي على مستوى الدول العربية وبعض الدول الإسلامية والأجنبية، من أجل طرح قضية استقلال جنوب اليمن المحتل حيث تطالب بشأن دعمها المعنوي والعسكري من ناحية مدها بالاسلحة لاجل تفعيل دور الجهاد الفدائي ضد الاستعمار.. وانتصار الثورة وتحقيق الاستقلال الوطني وبالوقت الذي كانت دولة النظام الجمهوري المتمثلة بقيادتها السياسية توفر المناخ الملائم للتحرك السياسي لقيادات ثورة 41 أكتوبر حول العالم.. وتوفر لهم كافة المد لهذا التحرك السياسي. تعز.. المدينة الفاضلة أما بالنسبة لفتح معسكرات في تعز فنحن لاننسى فضل الله سبحانه وتعالى، ثم فضل القيادة السبتمبرية، فضلاً عن أبناء تعز الميامين. حيث كانت مدينة تعز هي المدينة الفاضلة على ثوار 41 اكتوبر لأنها كانت آنذاك تعتبر معسكراً لتدريب القطاع الفدائي في مدينة الحوبان.. حيث كان هناك معسكر لجيش تحرير جنوب اليمن المحتل في الوقت الذي كانت تتم التدريبات العسكرية، من قبل الإخوة اليمنيين والقوات المصرية، ومن هذه المدينة كان يتم ارسال الفدائيين إلى مناطق الجنوب اليمني، لممارسة حقهم المشروع في النضال العسكري ضد الاستعمار، بقدر أن هذه المدينة هي أيضاً اعطت لثورة 41 اكتوبر من أبنائها كفدائيين وراحوا منهم شهداء في معارك طاحنة ضد القوات البريطانية، وأجبروها حينها على الاعتراف بتصاعد الضربات الموجعة ضدها. القيادة المصرية دعمت الجبهات بكافة الأسلحة أما عن دور القيادة المصرية في تعز تجاه دعم ثورة 41 اكتوبر فيقول الأخ رئيس فرع حزب التحرير الشعبي الوحدوي: لقد كانت القيادة العربية المصرية تمد بكافة الاسلحة لثورة 41 اكتوبر وكذلك تقوم بتدريب الرجال الذين يتقدمون للانخراط في القطاع الفدائي وبنفس الوقت تأهيلهم تأهيلاً كاملاً في التدريب العسكري وبعدها يتم نزولهم إلى المناطق الجنوبية للقيام بالأعمال الفدائية ويكون ذلك بعد تعليمات القيادة السياسية والعسكرية لثورة 41 اكتوبر. حيث تقوم بتوزيعهم على جبهات القتال في المناطق الجنوبية. فصائل سياسية أما حول الدور الذي اضطلعت به القوى السياسية بمختلف فصائلها الوطنية في جنوب الوطن آنذاك فيقول الأخ أحمد علي الحاج: لقد كانت هناك عدة فصائل سياسية داخل جنوب اليمن وخاصة مدينة عدن الباسلة، من وطنيين وبعثيين وناصريين، وبالتالي كان عليهم ان يتفقوا مع بعض لاسيما عندما رأوا تزايد عمليات القوات البريطانية ضد المواطنين، وعلى إثرها شكلوا جناحاً عسكرياً لجبهة التحرير وقد سمي حينها بالتنظيم الشعبي للقوى الثورية جبهة التحرير. حيث أخذوا بعدها التدريبات العسكرية في تعز والضالع ولحج، وعدن، وعندئذٍ تشكلت الفرق الفدائية، ومن ثم بدأت تشن هجماتها ضد الوجود البريطاني وعملائه المندسين بين صفوف الفدائيين، بالقدر الذي كان لضربات الفدائيين تأثيرها الكبير على القوات البريطانية وانحسار عملياتها أمام المد الجارف من قبل فدائيي الثورة الاكتوبرية. النضال المسلح ودوره المؤثر وعن الانتصار لثورة أكتوبر يقول الأخ رئيس حزب التحرير: لقد كان للنضال المسلح دوره المؤثر والكبير على انحسار القوات البريطانية وتراجعها أمام ضربات ثوار 41 اكتوبر، ومنهم فدائيو جبهة التحرير، الذين كان لهم دور لايستهان به إبان فترة النضال الوطني لتحرير جنوب اليمن المحتل، حيث استطاعوا ان يهزموا بإرادتهم وبسالتهم القوية جيش دولة بريطانيا المدجج بمختلف الأسلحة في ذلك الوقت. في الوقت الذي كانت هناك أيضاً الجبهة القومية والتي لاشك أن لها دوراً في الكفاح ضد الاستعمار البريطاني، الأمر الذي جعل بريطانيا بعد اشتداد المعارك معها تستسلم للأمر الواقع، وتتفاوض وتوقع على الاستقلال في ال03 من نوفمبر 7691م. احياء ذكرى معركة السبعين وفي نهاية هذا اللقاء أود من خلال صحيفة «الجمهورية» أن أناشد فخامة الأخ الرئيس صانع الوحدة اليمنية المشير علي عبدالله صالح بأن يقوم مشكوراً بإحياء ذكرى معركة نقيل يسلح.. أثناء حصار السبعين وذلك ليرد الجميل للإخوة المناضلين من جبهة التحرير والذين شاركوا في هذه المعارك حيث إن الأغلبية منهم قد توفاهم الأجل ولم يبق منهم إلا القلة على قيد الحياة.