فريد سعيد علي إن الثورتين السبتمبرية والاكتوبرية كانتا ومازالتا تمتلكان في جوهرهما ومضمونهما مبادئ وأسساً ديمقراطية تحررية راقية والتي نقلت الشعب اليمني من عهد استعماري وملكي استبدادي واستعبادي مظلم إلى عهد جمهوري ديمقراطي منير ومشع في كل جوانب الحياة الإنسانية. . وهاتان الثورتان جاء جوهرهما الإنساني صورة طبق الأصل من ثورة الباستيل الفرنسية والتي سبقت أحداثها الثورية أحداث ثورتنا السبتمبرية والاكتوبرية بحوالي 371سنة.. ويكمن واحدية هذا التشابه في أن الثورة الفرنسية والثورتين اليمنية ثورات إنسانية اتخذت من الحرية والمساواة والعدالة والتآخي شعاراً وطنياً وإنسانياً لها ومن المستحيل التخلي عنه أو الخروج عن مساره الإنساني وكذا إعلانها لحقوق الإنسان والمواطنة.. ومثلما لعب الشعب الفرنسي دوراً أساسياً وبارزاً في إشعال نيران ثورته الإنسانية فإن الشعب اليمني هو أيضاً من أشعل نيران ثورته التي زأرت غاضبة ومعلنة الحرب ضد الظلم الإمامي والاستعماري البريطاني وبدأ هذا الإعلان الثوري بالتنفيذ على أرض الواقع ومتخذاً من المقاومة أشكالاً مختلفة تارة بمواجهة الظلم بالسلاح وتارة أخرى بالأدب والشعر الثوري فهذا النوع من المواجهة الوطنية قادته تلك الجمعيات الأدبية والوطنية والسياسية والتي ظلت تكشف لعامة الشعب اليمني عيوب ومساوئ الحكم الإمامي والاستعمار البريطاني وكانت أيضاً تدعو الشعب عبر منشوراتها التوعوية بالتصدي لسياسة الظلم والاستعباد والعمل على محاربته وبالفعل نجحت هذه الدعوة في تخليص الشعب من سياسة الفرقة والجهل والفقر ومن أساليب القمع التي كانت تفرض عليهم في كل يوم حتى جاء اليوم المشهود والذي فيه استيقظ الشعب اليمني ليجد نفسه معانقاً عهداً جمهورياً وديمقراطياً وإنسانياً.. عهداً لاشعار له سوى المساواة والعدالة والحرية الإنسانية.