طالب المشاركون في الاجتماع الموسع الذي عقد الليلة الماضية بمبنى السلطة المحلية بمديرية سيئون برئاسة نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية صادق أمين أبو راس، وحضور وزير الكهرباء والطاقة عوض السقطري، والمحافظ سالم أحمد الخنبشي، وممثلين عن الفئات الاجتماعية والمدنية والحكومية بمديريات محافظة حضرموت بالانتقال إلى مرحلة إعادة إعمار المنازل والمناطق التي دمرتها السيول بعد اجتياز الإنقاذ والإغاثة والإيواء التي شملت مختلف المناطق المتضررة في وادي وساحل حضرموت الأسبوع الماضي. وأكد المشاركون في اللقاء أهمية تركيز الجهود الداخلية والخارجية على إعادة الإعمار في المناطق الآمنة البعيدة عن مجاري السيول، مشيرين إلى أن المنكوبين وصلوا إلى مرحلة الاكتفاء حالياً من المواد الغذائية. مشددين على ضرورة استغلال المساعدات القادمة لبناء مساكن للمتضررين بعد أن يتم تحديد الأماكن الآمنة والصالحة للإقامة.. ودعوا إلى ضرورة توحيد الجهود والتكاتف والابتعاد عن المناكفات التي قد تفشل إنفاذ عمليتي الإيواء والإنقاذ مستقبلاً.. مشيرين إلى ضرورة رفع وتيرة أعمال الرش وتوفير خدمات التعليم والصحة والكهرباء والمياه. ونفى نائب رئيس الوزراء للحاضرين صحة ما تروجه بعض الأطراف خدمة لأغراض شخصية تهدف إلى تعثر جهود اللجنة الإشرافية والسلطة المحلية . موضحاً أن البيانات والأرقام المدونة في الوثائق والسجلات تكذب أية مزاعم تهدف إلى تعكير استنفار الجهود الميدانية للتخفيف من الأعباء الملقاة على كاهل المواطنين.. وأكد أنه تم توزيع كافة المساعدات التي تلقتها السلطة المحلية على المتضررين من خيام وبطانيات ومواد غذائية . مشيراً إلى أن قوافل الإغاثة التي تهب من المحافظات اليمنية لإنقاذ إخوانهم المتضررين في محافظتي حضرموت والمهرة كفيلة بتوفير وسائل الغذاء والمأوى في الوقت الراهن. وقال : إن المرحلة القادمة ستكرس لإعادة الإعمار والتي تتطلب جهوداً ومساعدات مالية بليغة، وهو ما يحتم تسخير المساعدات القادمة لتغطيتها .. مؤكداً أن وزارة الأشغال العامة ستوفد فرقاً فنية متخصصة لدراسة وتحديد الأماكن الصالحة للسكن وتعد التصاميم اللازمة لتشييد المباني السكانية للمتضررين. وذكر أن التصاميم الهندسية التي سيتم وضعها من قبل تلك الفرق بالتعاون مع المواطنين ستحرص على الحفاظ على الطابع المعماري الفريد للقرى والمساكن المهدمة، فضلاً عن امتلاكها لكافة عناصر القوة والصلابة. وأكد للمواطنين أن الحكومة مستمرة ولن تتعثر جهودها وخططها لمواصلة الإنقاذ وإعادة الإعمار وتشييد البنى التحتية لتقديم الخدمات الأساسية التي تعرضت للتدمير بفعل تدفق السيول.. مدللاً على ذلك بالمتابعة المستمرة لفخامة رئيس الجمهورية لكل مايجري في الميدان عبر تواصله بين الفينة والأخرى مع المعنيين بإنفاذ أعمال الإغاثة والإنقاذ. وكان المحافظ الخنبشي عرض الجهود التي قامت بها السلطة المحلية للإنقاذ منذ أول أيام الكارثة .. مشيداً بالدور الذي اضطلعت به السلطة المركزية لدعم الأطر المحلية للقيام بمهامها لتجاوز محنة الكارثة.. وقال : إن وتائر عملية الإنقاذ بدأت فور حلول الكارثة في حضرموت الساحل والوادي والصحراء. مشيراً إلى مشاركة رئيس الجمهورية المتضررين المعاناة مباشرة مثل دفعة قوية للأجهزة الحكومية والدول والمنظمات الصديقة والمبادرة في عمليات الإنقاذ والإغاثة. واستمع الحاضرون إلى قصيدة شعرية للشاعر حسن باحارثة التي قدم فيها صوراً متعددة للكارثة وتأثيرها على المواطنين وكذا الجهود المبذولة من قبل الحكومة والجمعيات الشعبية لمؤازرة المتضررين. حضر اللقاء وكيل حضرموت لشئون الوادي والصحراء أحمد جنيد الجنيد وأعضاء اللجنة المكلفة بإنفاذ عمليتي الإنقاذ والإيواء. وكان نائب رئيس الوزراء التقى علماء تريم وسيئون وعرض معهم الجهود الحكومية والشعبية التي بذلت لإنجاح مهمتي الإنقاذ والإغاثة، بالإضافة إلى اقتراح البدائل المطلوبة للإيواء تمهيداً للانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار.وطالب أبو راس العلماء القيام بأدوار إيجابية تسهم في توعية المواطنين وبالذات المتضررين وتحفيزهم على الاستقرار في المخيمات وعدم السعي لتشتيتها حتى تتمكن السلطة المحلية من تقديم الخدمات الإيوائية المناسبة لهم بشكل منظم، وإبلاغهم بأن الحكومة عازمة على الدخول في مرحلة الإعمار وتشييد مساكن وقرى للمتضررين بعد استكمال حصر المنازل المتضررة والبنى التحتية التي تضطلع بتقديم الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة والكهرباء والمياه.