تشعر ريهام بدر بعد مرور عام على تعاقدها مع جمعية المعاقين بتغيير في اسلوب حياتها لقد ألفت طريقة الاشارة المعتاد عليها لتوصيل المعلومة. ولتوضيح الحقائق ريهام المتخصصة في الانجليزي والتي تخرجت من كلية الآداب بجامعة تعز العام الماضي بالمعاقين في 2005م عندما أخذت دورة في جمعية تأهيل المعاقين عن الاشارة وقراءة الشفاه.. قالت: إنها كانت تحاول أن تتقن هذه اللغة الحركية حتى وهي في البيت حتى إنها أثناء المناقشة مع الدكتور قبل التخرج تحرك يديها بطريقة تحمل طابع الرموز وكأنها تتحدث إلى أحد المعاقين وعندما تدرك ذلك الخطأ تعمل على فصل الحركة المتوازية بين اليدين والنطق.. كانت عملية هلوسة كما تسميها لكنها الآن تقوم بتدريس اللغة العربية والانجليزية ولاتجد أن هناك فارقاً كبيراً من حيث ايصال الدلالة لكنها تجد أن حياتها أصبحت محصورة بثقافة المعاقين المحدودة. قدرة إيصال محدودة تقول ريهام إن علاقاتها بالطلبة جيدة ولولا ميولها الانساني لكانت قد تركت المعاقين ولذلك تدرك أن عليها أن تقدر الظروف التي يعيشها المعاق حيث تكون قدرته على ايصال رسالته محدودة ولولم تكن هناك مدارس واشارات لصعب فهم مايرمي إليه هذا الانسان الذي فقد جزءاً من تكوينه ولهذا فهي ملزمة أن تكون أكثر قابلية لإدراك هذه الطبيعة المعقدة حتى وإن كانت ترى أنها تخسر جزءاً من حريتها في سبيل تعليم الأطفال للخروج بهم من وضعهم الراهن لكي يحصلوا على امكانيات هي عبارة لهم عن منفذ أكبر للعبور إلى مايريدونه مما قد يزيل جزءاً من الوحشة التي قد يجدونها والناتجة لعدم توفر النطق والحديث، الجمعية ودورها نادية أحمد قاسم مديرة جمعية تأهيل المعاقين فحتى إن الجمعية كان لها دور كبير في مساعدة الطلبة المعاقين أوحتى كبار السن في تخطي الكثير من العوائق التي كانت تحيط بهم بفعل محدودية الحركة والنطق. لقد بدأت الجمعية نشاطها في 5002م كجمعية مختصة بالمعاقين وهي امتداد لجمعيات انشئت فيما مضى لكنها كانت سرعان ماتنتهي بفعل غياب النية الصادقة من قبل بعض الشخصيات من أجل بناء صرح علمي وتأهيل هذه الفئة وبمجرد استلام الجوانب المادية وتقاسمها كانت كل الجهود تتبعثر ليعود المعاقون غرباء من جديد والكثير من المعاقين الموجودين الآن هم من محافظة تعز والمديريات التابعة لها وهناك رؤية من أجل أن تجتاز الجمعية بعض العوائق لتصل إلى المديريات لتقديم خدماتها وإن كانت الامكانيات المحدودة قد جعلت الجمعية تقوم ببعض الأنشطة والأعمال المحدودة في اطار المدينة وطبعاً التصرفات السابقة قد تركت سمعة سيئة عند المسئولين ومؤسسات الدولة والتي لم تتعاون في البداية، عند نشأة الجمعية والتي تمت بفعل مجهود شخصي من قبل الكثير من الافراد وظلت الجمعية تقوم بوظائفها من خلال النفقة الذاتية للشخصيات المؤسسة لمدة عام حتى قام صندوق المعاقين بعد ذلك بدعم الجمعية بعد أن أيقن أنها تقوم بتأدية عملها على أكمل وجه. الأعضاء المستفيدون لايقتصر عمل الجمعية فقط على التعليم والتأهيل فعلى الرغم من أن الاهتمام بالطفل هو الأساس حيث تعتمد الجمعية في ذلك على معايير لمعرفة نوع وحجم الاعاقة من أجل وضع الخطط والبرامج المناسبة لتوفير احتياجاته وفق القدرات والمهارات التي يتمتع بها ويتم تعليم الأطفال أساسيات الأبجدية الاشارية والنطق وقراءة الشفاه ومعرفة الكتابة والحساب وذلك في الروضة الخاصة بالأطفال المعاقين والتي تبدأ من المستوى الأولى وحتى الثالث ليتسنى بعد ذلك للطالب المعاق دخول المدرسة لتعلم المناهج الدراسية بصورة سهلة وبسيطة. كما أن كبار السن أيضاً يحصلون على بعض الخدمات من الجمعية وهم أعضاء مستفيدون وقد وصل عدد هؤلاء إلى 450 عضواً وهؤلاء تتجاوز أعمارهم ال53سنة وعلى أساس العضوية المتوفرة لديهم فإنهم يحصلون على بعض الخدمات مثل سهولة علاجهم في المستشفيات الحكومية وأخذ العلاجات وصرفها لهم من قبل الجمعية والتعاون معهم في بعض الجوانب فإذا ما حدثت مشكلة معينة للعضو فإن الجمعية تقوم بدورها في سبيل التخفيف والدفاع عن العضو والتعريف بقضيته. وتقول الأخت نادية إن هناك أعراساً جماعية أقيمت للمعاقين من خلال التعاون مع بعض الجمعيات سواء في 6002م عندما تعاون أهل الخير مع جمعية الصالح وكان عدد من تزوجوا من الجمعية خمسة معاقين.. كما قامت الجمعية بجمع عقود ل22عريساً منهم فتاتان وعشرون شاباً وقد تكفلت الجمعية على نفقتها بهذه الاحتفالات والزواج وبتعاون من بعض رجال الأعمال مثل شركة محمد طه ومكتب الأوقاف والمحافظة والتاجر الشيباني. وأوضحت مديرة الجمعية عن وجود ورش معينة للمعاقين من خلال تعليمهم بعض المهارات التي تساعدهم على تجاوز ظروفهم وأن هذه الورش بنيت وجددت على حساب صندوق المعاقين وتطرقت إلى بعض الجوانب التي مازالت تحد من مقدرة الجمعية وذلك يأتي لعدم تعاون بعض الجهات معهم مثل مكتب التربية الشاملة الذي لايتجاوب مع طلبات المعاقين ولايقوم بتوفير بعض المستلزمات الخاصة بهذه الفئة وكثيراً ما يماطل ولايتجاوب مع توجيهات الجمعية مما يستدعي قيام الموظفين فيها بالتواصل مع مكتب التربية. كما أن مكتب التربية الشاملة لايقوم بتأهيل المعلمين الأساليب والطرق الخاصة بتدريس المعاقين والبعض في التربية يظهرون عدم اعترافهم بمدرسة المعاقين حيث لايتم صرف كتب أو كراس للمدرسة الموجودة وهي مدرسة الصمود وأضافت مديرة الجمعية :إن مكتب الخدمة المدنية في المحافظة أيضاً لم يقم بالتعاون في توظيف بعض من قاموا بخدمة المعاقين لفترة تتجاوز الثماني سنوات وبمجرد ارسال بعض من عمل من المعاقين إليهم لتوظيفهم فإن مكتب الخدمة يتنصل ويقوم بوضع بعض العراقيل والطلبات مما يشعر البعض من الأفراد أنهم غرباء وأن عملهم الانساني لم يجد من ينصفه. الجمعية والصندوق الاجتماعي تميم علي مهدي أمين عام جمعية المعاقين هو الآخر تحدث عن انطلاق جمعية المعاقين وماقامت به من جهد فردي في البداية ثم التعاون الغير محدود الذي قام به صندوق رعاية وتأهيل المعاقين والذي لولا ماقدمه لتعطلت معظم مشاريع وأنشطة الجمعية وقال الأخ تميم إن الصندوق الاجتماعي للتنمية لم يقدم أي خدمة للمعاقين رغم الطلبات المقدمة إليه من أجل بناء مدارس واقامة ورشات للمعاقين وكثيراً ما تم تجاهل هذه الطلبات رغم أهميتها والدور الذي يمكن أن تقوم به لصالح المعاقين حتى إن بعض الأشياء البسيطة يظهر أن الصندوق مازالت لديه نظرة غير معروفة أو أن هناك شخصيات معينة تتحكم في آليات قرار الصندوق برغم ادراك الكثير من الموظفين الدور الذي تقوم به الجمعية. وأضاف أمين عام الجمعية :إن المقرات التي تعمل من خلالها الجمعية كلها مستأجرة سواء المدارس الخاصة بالمعاقين ورياض الأطفال وورشات العمل وكذلك التنقل كله يتم من قبل صندوق رعاية وتأهيل المعاقين ورواتب الموظفين. وأشار إلى ضرورة أن يكون للصندوق الاجتماعي للتنمية دوره في دعم هذه الفئة المهمشة وأن يزيل تصوراته المعقدة وأن يكون أكثر تفهماً لأن الذي يتم صرفه هو من حقاً الشعب عبر قروض ستدفعها الأجيال الآباء والأبناء على السواء وأن للمعاقين حق مثل الذي حق غيرهم على الصندوق مثل حق التعليم والحصول على المدارس والاثاث وأدوات النقل.. وقال :إن الأماكن الموجودة للتدريس غير ملائمة في الفصل الواحد تجد أكثر من عشرين طالباً ولاتوجد ساحات للعب أو متنزهات وغيرها.. كما أن الكثير من الخطط مازالت متوقفة لعدم توفر الامكانيات المادية منها ماهو مرتبط بايجاد سكن خاص بالمعاقين الذين يأتون من الريف أو ايجاد وسائل النقل لايصالهم إلى المدينة ولو لفترات محدودة في الاسبوع. رواتب متأخرة ووظائف مفقودة مايعانيه كادر جمعية المعاقين سواء من مدرسين أو اداريين كثيرة وتتحدث بدرية العبسي وكيلة مدرسة الصمود عن ذلك بالقول: إنها مازالت منذ ثمانية أعوام موظفة متطوعة رغم أنها قدمت بطلب وظيفة إلى الخدمة المدنية والذي رفض ذلك مدعياً أنها لاتحمل شهادة البكالوريوس ولم يقدر السنوات التي أعطتها من عمرها للمعاقين وأشارت أنها منذ سته أشهر لم تستلم أي راتب وأن جميع نفقاتها تتم من خلال مجهودها الشخصي ومايقدمه صندوق رعاية وتأهيل المعاقين من مساعدات وأضافت :إن عملها كله يأتي من حرصها الانساني لخدمة هذه الفئة ولولا ذلك لما استطاعت أن تعيش ولو ليوم واحد لكنها مازالت مستمرة ومستعدة لتقديم المزيد. أما رمزية عبده قائد مدرسة فقد قالت لي 8سنوات أخدم هذه الشريحة حيث أبتدت معهم في مدرسة صينة أثناء عملية الدمج بين الطلاب المعاقين وغيرهم لكن عملية هذا الدمج لم تنجح لبعض الظروف وبعد انشاء الجمعية تحولت إلى الجمعية ومازلت أقوم بالتدريس وكانت أهم الصعوبات التي عانيتها في البداية عدم قدرتي على فهم لغة الاشارة لكني اليوم أجيدها كثيراً وأقوم بتدريب الكثير من طلاب الجامعات وأولياء الأمور الذين يرغبون للتفاهم مع ابنائهم وأضافت رمزية :إنها اليوم بحاجة إلى وظيفة تقديراً لها على ماقدمته للمعاقين ويجب على الدولة أن تنظر إلى ذلك بعين الاعتبار فالذي قدم للمعاقين لايجب ذكره لكن يجب أن يكون للكادر حقه في أن يعيش عيشة كريمة وأن تخصص وظائف لهم لمساعدتهم لتخطي الظروف المادية الصعبة التي تحاصرهم لأن النفقات كثيرة بينما راتبهم محدود واشارت أن الكثير من المدرسات لم يستلمن رواتبهن منذ ستة أشهر مطالبة بسرعة صرف الرواتب لأنهن بحاجة إليه.