شهدت محافظة الحديدة خلال الأيام الماضية هطول أمطار غزيرة ولمدة استغرقت ساعات مما أدى إلى أضرار كبيرة في الممتلكات والمباني لبعض المواطنين من خلال تهدم كلي وجزئي لبعض المنازل التي وصلت حسب تقارير لجنة حصر أضرار السيول إلى (207) منازل في المدينة ومديرياتها ،فيما لم تسجل اللجنة غير وفاة طفلين من جراء سقوطهما في إحدى الحفر التي خلفتها الأمطار.. ضف إلى أن الأمطار والسيول أصابت شبكة الكهرباء وأحدثت فيها أضراراً كبيرة مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي غير أن التعامل السريع من كوادر كهرباء الحديدة مع الأضرار أدى إلى إعادة الوضع إلى ما هو عليه وبنسبة تزيد عن (95%).. مواطنون: ثمة أسباب عديدة ضاعفت من حجم الضرر بممتلگاتنا عن الأضرار والاستعدادات لمواجهة أي طوارئ جديدة كان ل(الجمهورية) الاستطلاع الميداني التالي: فرق ميدانية وعن ما أصاب شبكة الكهرباء يتحدث فواز العصامي مدير عام الكهرباء بالحديدة: عند ارتفاع الأمطار وشدة الصواعق الرعدية اضطررنا بداية إلى فصل الكهرباء عن المحطات الرئيسية حفاظاً عليها.. وقد أدى ارتفاع منسوب المياه الذي وصل في بعض شوارع وأحياء مدينة الحديدة إلى ما يقارب المتر، أدى إلى دخول المياه إلى الغرف الخاصة بمحولات التيار الكهربائي وقد شكلت خطورة على محولات التوزيع ودوائر الكهرباء لذا تم إخراجها عن الخدمة إلى أن تم شفط المياه وأعيدت إلى الخدمة بعد ذلك.. وقد تم في هذا الصدد تشكيل (15) فرقة ميدانية مجهزة بكافة المستلزمات وتم تسخير كافة الامكانات من سيارات لمعالجة الأضرار وإعادة الوضع إلى ماهو عليه.. وكان هناك تفاعل من الأخ أحمد سالم الجبلي محافظ المحافظة وكذلك من معالي وزير الكهرباء والمدير العام للمؤسسة العامة للكهرباء في توفير الامكانات اللازمة.. كما أبدوا استعدادهم لإرسال فرق فنية مع معداتها لكننا عملنا بامكانات فرع المؤسسة بالحديدة كونها كانت كافية وتم السيطرة على الأضرار وإصلاحها. أضرار كبيرة طبعاً الأماكن التي تضررت هي عدة أماكن منها المحطات الرئيسية.. محطات التحويل الرئيسية من خلال دخول المياه إليها مما أدى إلى تلف بعض الكابلات ولوحات التوزيع وذلك في أحياء (غليل الحي التجاري حي المغتربين ...وغيرها) وقد تم استبدال القطع واللوحات والكابلات التالفة وتم إعادة أكثر من (95%) إلى وضعه السابق ولايزال العمل جارياً.. علماً بأن أكثر ما كان يؤخر عمل اللجان هو أنها كانت تباشر قبل العمل في شفط المياه حتى لا تشكل خطورة على العاملين ومن ثم القيام باجراء الاصلاحات التي نذكر منها على سبيل المثال: شفط المياه من محطة كيلو (4) واصلاح كابلات الضغط العالي على الكورنيش وتبديل قاطع في مربع غليل وشفط المياه من حمولات الصبان والحي التجاري واستبدال كابلات الضغط العالي للمحول في شارع الحكيمي وكذلك خطوط الضغط العالي والمنخفض في شارع الميناء وتغيير مفاتيح الضغط العالي جهة جامع الرضا وكابلات في شارع المطار والمحول الذي في شارع 26 سبتمبر واستبدال كابلات الضغط المنخفض في مربع (10) حي غليل وتغيير كابلات الضغط المنخفض في شارع جيزان والسلخانة واستبدال كابلات شارع 27 وكذلك الأعمدة المتساقطة والمكسرة في حي المغتربين ومعالجة أكثر من (500) خط للمواطنين خاصة وحالياً جاري اصلاح محطة الكورنيش.. وكل المستلزمات تم أخذها من مخازن المؤسسة والبعض تم شراؤها من السوق لإسعاف الوضع. رفع الجاهزية وحول الاجراءات الاحترازية فيما لا قدر الله عاودت مثل هذه الظروف يقول فواز العصامي مدير الكهرباء بالحديدة: تم رفع الجاهزية بدرجة كبيرة فالناس كلهم صاروا طوارئ ومعنا الآن عشرات الفرق الميدانية المجهزة بكافة المعدات تحسباً لأي طارئ وعملها متواصل على مدار الساعة. أحمد إبراهيم عتيق المدير العام التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين بمحافظة الحديدة قال: إنه تم اتخاذ اجراءات سريعة لمواجهة الأضرار التي خلفتها سيول الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة الحديدة بشكل لم تشهد له مثيل مما أدى إلى تراكم مياه الأمطار في الشوارع الرئيسية وبمنسوبات مختلفة الأمر الذي يشكل خطراً على منازل المواطنين ومحلاتهم التجارية وعلى حياة أطفالهم، علاوة على أنه يعيق حركة السير فقد تم تشكيل فرق ميدانية وتم تجهيزها بمعدات شفط المياه سواء التابعة للصندوق أو التابعة لهيئة تطوير تهامة ولبعض التجار كما تم استئجار مجموعة أخرى لرفع وتيرة العمل. الخط الساحلي الذي شكل شبه بحيرة من المياه بسبب أعمال بعض المستثمرين تم معالجة الوضع بتصريف المياه عبر منافذ معينة إلى البحر.. وسيتم خلال الأيام القادمة تجهيز معدات تكون جاهزة للتعامل مع أي طارئ، كما أن العمل سيتواصل بعد أن تم الانتهاء بشكل شبه كلي من مشكلة المياه في رفع المخلفات التي جرفتها سيول الأمطار إلى الشوارع والكورنيشات وقد تم العمل فعلياً مع الاستعدادات والتأهب لأي طارئ كما اسلفنا. هموم المواطنين وقد كان لنا لقاءات سريعة مع بعض المتضررين، حيث تحدث الزميل أحمد إبراهيم كنفاني محرر صحفي بمكتب 14 اكتوبر في المحافظة ويمتلك مسكناً بسوق الهنود بجانب جامع دحمان بمديرية الحوك بالقول: أشكر الإخوة الزملاء في صحيفة الجمهورية على تسليطهم الضوء لقضايا المجتمع وتلمس همومهم ومشاكلهم وتناولهم في هذه المساحة ما تعرضت له المنازل وحجم الكارثة التي عاشتها الأسر القاطنة فيها جراء الأمطار التي هطلت عليها خلال اليومين الماضيين والتي لم تشهد المنطقة والمحافظة بشكل عام مثل تساقطها من قبل في الأعوام الماضية، ويؤسفني أن أبوح بما تعرضت له وأسرتي ومنزلي في ساعات هطول الأمطار التي لم تكن بحجم الكارثة بمسماها وإنما بكارثة تمثلت في ضعف البنى التحتية وعدم قدرة مناهل الصرف الصحي على استيعاب كميات الأمطار التي اتجهت سيولها نحو أغطيتها وأصبحت منازلنا تمثل مضخات شفط لها.. ومع التهاليل والتسابيح عند سماع أصوات البرق والرعد والدعوى إلى الله بالرحمة انطفأت الكهرباء وصاحبها هطول الأمطار الغزيرة، وبعدها عشت لحظات لن أنساها مدى حياتي بدأت في مشاهدة المياه تخرج من الحمام وهالني المنظر، الفتحات المتصلة بأنابيب غرفة الصرف الصحي تحولت إلى نوافير تدفع المياه الراكدة ومع محاولة سدها بدأت المياه في الخارج تغزو المنزل من الباب ولم يستطع من في المنزل فعل شيء أمام القدرة الإلهية «الأمطار» وضعف البنى التحتية «شبكة الصرف الصحي» واختلطت مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي واتّحدت في تكوين مستنقع انتشر في كل أركان المنزل وليبلغ أعلى مُعدل له نحو مترين وحاولت جاهداً أنا واخوتي أن نقلل من معدل ارتفاعه ولكن محاولاتنا باءت بالفشل ولم تفلح الجهود التي قمنا بها والتي تمثلت في تعبئة وصرف المياه بواسطة الدلو لرمي ما فيه إلى الخارج والذي كان هو الآخر ممتلئاً قرابة الخمسة أمتار وظللنا على هذا النحو قرابة الخمس ساعات ولكن بدون فائدة وبالرغم من وقوف هطول المطر إلا أن فتحات الصرف الصحي لم تتوقف في ضخ المياه إلى شرفات المنزل وهكذا غرق المنزل وتشققت بعض جدرانه وتلف الأثاث بأكمله وفقدنا كل ما نمتلك فيه من مؤن غذائية مثل الأرز والسكر ...الخ. ومع الصباح قمنا باستدعاء إحدى سيارات الشفط وقمنا بعملية التنظيف والتخلص من الأغراض والمواد التي تضررت وأغرقت في وحل مياه الأمطار والصرف الصحي. وهناك الكثير من المساكن التي تعرضت لمثل ما تعرضنا إليه ونطالب الجهات المختصة وعلى رأسهم قيادة السلطة المحلية في المحافظة بالتعويض وتشكيل لجنة للتحري والتحقيق في ما تعرضنا له فلولا مياه الصرف الصحي وعدم استكمال أعمال الرصف في بعض المناطق والشوارع لما أصبح تضررنا بهذا الحال. أكثر من مديرية تضررت سمير عبدالله النعمي أحد المتضررين من سيول الأمطار في مديرية الحوك قال: إن المديرية تأثرت من هطول الأمطار الغزيرة خلال اليومين الماضيين مديرية الحوك ومنها الحوك العليا والسفلى والمشرّع والشحارية وسوق الهنود والدهمية وتضررت فيها بعض المنازل خاصة التي لم تستكمل فيها مشاريع الرصف ونالت النصيب الأوفر من حجم الأضرار.. إضافة لعوامل أخرى ساهمت جميعها إلى غرق بعض المساكن بمياه السيول والصرف الصحي وأضحت كارثة أقلقت مضاجع الأسر والقاطنين وأدخلت في قلوبهم الفزع والهلع ولا تزال آثارها موجودة إلى الآن.. وتتطلب من الجهات الرسمية التدخل ووضع الحلول السريعة لتفادي وقوعها في الأيام القادمة. أسباب عديدة ضاعفت حجم الأضرار بالمساكن يوسف عباس محمد عباس من ضمن المتضررين في المنطقة نفسها يقول: إن مياه الصرف الصحي كانت العامل الأساسي في غرق المنازل فعدم عمل المناهل وطفح الفتحات المتصلة بغرف التفتيش في الحمامات والمطابخ اسهم بشكل كبير في تعرض الكثير من المواطنين في سوق الهنود إلى امتلاء منازلهم بالمياه الراكدة واختلاطها بمياه الأمطار المتساقطة.. ضف إلى ذلك أن الحوك ومناطقها دائماً وعلى مدار السنة تعاني من طفح المجاري فإذا كانت المناهل التابعة لمشروع الصرف الصحي في المنطقة تعاني من الانسدادات الدائمة من المخلفات ولا تستوعب حجمها فما بالك بسريان مياه الأمطار فيها، ولقد تضررنا حقيقة من عدم استكمال مشروع الرصف في حارتنا وأضحت تمثل عند كل نقطة لم يستكمل فيها الرصف كمصب للمياه وهنا ندعو الإخوة المسؤولين في مكتب الأشغال والمعنيين في المحافظة النظر ووضع الحلول العاجلة لتلك العوامل وأملنا كبير في محافظ الحديدة الأخ أحمد سالم الجبلي أن يتخذ الاجراءات اللازمة. وناشد أسر أبناء المدور والنوري وفقيرة وكعكع ومحمد سالم والفخ والرقبة وغيرهم كثير محافظ المحافظة بالنزول الميداني للتأكد والنظر في شكواهم وما أصابهم من ضرر كبير وما لحق بممتلكاتهم من تلف والشوارع التي أغلقت معظمها وأصبحت وحلاً ومستنقعاً لتكاثر البعوض والذباب وقطعت السير والتواصل للوصول بين المناطق.