في ذهن كل فتاة جامعية مواصفات خاصة تحب أن تتوافر في شخصية فارس أحلامها ، فمن الفتيات من تحب أن يكون المتقدم لخطبتها جذابا ووسيما ، وأخريات يفضلن أن يكون غنيا ويملك سيارات فخمة وحشم وخدم ، ومنهن من تفضل أن يكون الفارق في العمر بينهما كبير ، ومن الفتيات من لا تكترث للسن، بل تعتمد على الحب والرومانسية . العمر بالنسبة لبعضهن لا يشكل عائقا، حتى لو كان المتقدم لخطبة الفتاة أصغر منها سنا وأخريات الشكل بالنسبة لهن ليس مهما . وفتيات تحلم بفارس له منزل فخم وخدم وحشم ولديه سيارات فخمة وان يكون جذابا ... الأحلام التي ترسمها كل فتاة في ذهنها لفارس أحلامها لا تحدها حدود ولا تنتهي عند أفق معين ...ما هي العوامل التي تتحكم في طريقة اختيار الفتاة لفارس أحلامها خاصة إذا كان زميلا لها في الجامعة..هل ارتباط الفتاة بزميلها في الدراسة يعد قرارا صائبا؟؟..ارتباط الفتاة الجامعية بزميل لها في الجامعة هو قرار غير صائب، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن لكل قاعدة شواذ، لذا لا يمكننا تعميم النتائج على جميع الحالات .. تتسم المرحلة العمرية للشباب الجامعي بعدة سمات نفسية واجتماعية واقتصادية، فمن الناحية النفسية هذه المرحلة العمرية “مرحلة الشباب الباكر من 18 - 23 عاما” هي مرحلة تتسم بعدم الاستقرار العاطفي أو الانفعالي عند الشاب، مما يدفعه إلى اتخاذ قرارات ارتجالية نحو الجنس الآخر، تتسم بعدم المقدرة على ضبط الانفعالات الوجدانية نحوه، فهو مجازف في حبه أو في كرهه، ومتقلب من الناحية العاطفية، وذلك لعدم وصوله إلى مرحلة متوازنة ومستقرة انفعالياً. وهنا قد نجد الشاب شديد الإلحاح في رغبته بالارتباط بمن يحب، إلا أن المشكلة تكمن في سرعة تبدل مشاعره من جهة، وفي عدم إدراكه لعواقب القرارات التي يتخذها بفعل سيطرة الانفعالات المتأججة على تفكيره.كما أن مفهوم الذات لديه والذي يعتبر نواة شخصيته، يكون في مراحل تشكيله، فهو ما زال غير مكتمل الوضوح، ويسيطر على الشاب في هذه المرحلة مفهوم الذات المثالي على حساب مفهوم الذات الواقعي.. فالخيال والأحلام المستقبلية هما الواقع يغلّف فيهما الشاب علاقته مع الفتاة التي يرغب بالارتباط بها، وإذا ما أخضعت الفتاة تلك الوعود للواقع فستكتشف أنها محض خيال، خصوصاً بعد مرور فترات زمنية عليها، مما يوقعها في مشاكل لا حصر لها مع فارس أحلامها. أما من الناحية المعرفية، فإن الشاب في هذه المرحلة لم يكوّن مفاهيم واضحة حول العديد من القضايا، مما يجعله عرضة لعدم ثبات الاتجاهات المعرفية، فالأبنية المعرفية لديه مازالت في طور التبدل والتعديل، وقد تكون اتجاهاته المعرفية حول الفتاة التي يحب خاضعة للتبدل والتغيير، وبالتالي فإن تقييماته نحوها قد يشوبها نوع من عدم الاستقرار. إن الاتزان المعرفي يؤدي إلى اتزان سلوكي، وفقدان هذا الاتزان قد يؤدي إلى اختلال معرفي وسلوكي قد يؤدي بالعلاقة الزوجية مستقبلاً إلى الهاوية.وهنا قد نلمس أن الزواج المبكر قد يكون بوابة للخيانة الزوجية، لعدم مقدرة الشاب على تكوين اتجاهات معرفية سليمية حول مفاهيم الزواج والجنس وغيرها.. أما من الناحية الاقتصادية، فقد يواجه شباب الجامعة واقعاً مؤلماً سيكون له بالغ الأثر على حياته الأسرية، ففي الواقع العالمي الذي نشاهده من ارتفاع مستويات البطالة والتضخم وضيق الفرص الاقتصادية، سيجد الشاب الجامعي نفسه أمام حائط الانتظار، وإن تمكن من إيجاد فرصة عمل مناسبة، فكم سيستغرق من الوقت لكي يكون مؤهلاً للإقدام على تكوين أسرة ومواجهة نفقات الزواج؟؟ كما أن نسبة الشباب الذين يستطيعون الزواج في المرحلة الجامعية أو ما بعدها مباشرة فهي نسبة ضئيلة ولا تكاد تذكر، هذا في حال دعم أسرهم لهم من الناحية المادية. إن حياة الفرد تمر بمراحل ومحطات مختلفة، حتى يتمكن من تحقيق ذاته وإشباع حاجاته -مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف هذه المحطات من فرد لآخر- فهناك محطة الدراسة وبناء القدرات، وهناك محطة العمل، ومحطة التوفير وتأمين المسكن والسيارة... وغير ذلك، وهناك محطة الاستقرار والزواج. إن تقديم محطة الزواج عند الشاب الجامعي على غيرها قد تكون عاملا من عوامل الإخفاق في سائر المراحل والمحطات الأخرى، وقد لا يكون الضحية هنا هو الشاب بمفرده.. بل ستكون الفتاة التي يحبها هي أكثر المتضررين.