نقاط عدة وأمور كثيرة تحدثت عنها الدكتورة جميلة الراعبي وكيلة وزارة الصحة لقطاع السكان في هذا الحوار تتمحور جميعها حول قضايا التثقيف الصحي والصحة الانجابية وتنمية المرأة وغيرها من الخطوط العريضة التي تنبثق عنها أنشطة العام القادم 2009م لقطاع السكان بالوزارة ودور الداعمين لقضايا الصحة عموماً ومواجهة المشاكل السكانية على وجه الخصوص. لدينا أنشطة عديدة تهدف إلى إدماج النوع الاجتماعي واحتياجات المرأة في الخطط والاستراتيجيات ثلاث إدارات عامة {.. ما الأعمال والمهام المناطة بقطاع السكان؟ طبعاً قطاع السكان هو أحد القطاعات الأربعة الموجودة في وزارة الصحة العامة ويحتوي على ثلاث إدارات عامة تتمثل في إدارة الصحة الإنجابية، إدارة التثقيف الصحي والإعلام السكاني، وإدارة تنمية المرأة. بالنسبة للصحة الإنجابية فإن العمل لديها كبير باعتبارها تعنى بصحة الأمهات والمواليد، والأمومة المأمونة في حين تمتلك وسائل تنظيم الأسرة والتي تشتمل على نظام الإمداد والمعلومات وأيضاً هناك إدارة خاصة بالأمراض المنقولة جنسياً والسرطان وهذا فيما يخص المرأة، وما حاولنا عمله في قطاع السكان وخاصة في عام 2008م هو توحيد الجهود وتوحيد أولويات القطاع المختلفة والتي تنعكس على مختلف المحافظات. وهذا العام حاولنا أن نخطط للعام 2009م بالنسبة للصحة الإنجابية عموماً في حين دعونا المعنيين في المحافظات وبقينا معهم على مدى يومين وذلك لوضع الأولويات والخطوط العريضة التي تنبثق عنها أنشطة العام 2009م وسيليها اجتماع كبير مع المدراء العموم ومدراء الصحة الإنجابية والتثقيف الصحي وذلك مع الداعمين في مجال الصحة الإنجابية من أجل وضع خطة شاملة للمحافظات مع الميزانية لها حتى يسهل تنفيذها في العام المقبل أما بالنسبة للتثقيف الصحي فهو الآخر الذي نعطيه نفس الاهتمام حيث تم الاجتماع مع المثقفين الصحيين في المحافظات والذين بدورهم يقومون بدور التثقيف الصحي على مستوى المديريات وتركيزنا يتمحور حول الاتصال المباشر بكل قضايا الصحة وبالتركيز على صحة الأم والطفل وقضايا تنظيم الأسرة لمالها من أهمية في حل مشاكل القضايا السكانية. خفض الوفيات {.. مادور وسائل تنظيم الأسرة في خفض وفيات الأمهات والمواليد واهتمامكم بذلك؟ في الحقيقة وسائل تنظيم الأسرة ودورها في خفض وفيات الأمهات والمواليد يأتي اهتمامنا بها على أساس أن يكون هناك مباعدة بين الولادات، لما من شأنه تحسين صحة الأم بعد تأخر الحمل والحمل الآخر. النوع الاجتماعي {.. وماذا بخصوص إدارة تنمية المرأة التابعة للقطاع؟ في الحقيقة لقد بدأت أنشطة كثيرة تركز في مجملها على إدماج النوع الاجتماعي أو احتياجات المرأة في الخطط والاستراتيجيات وقد بدأت بتدريب مدراء عموم ومدراء برامج على مستوى الوزارة على إدماج النوع الاجتماعي وكيف يتم تحليل النوع الاجتماعي، الآن نعمل على نقل ذلك إلى المحافظات وقد بدأنا في الأمانة بتدريب كوادر من ثلاث محافظة وهي «المحويت، الحديدة، وإب» وسيتم تدريب الكوادر ممن هم متخذو القرار هناك وتحديداً في مكتب الصحة عند وضع الخطط يجب أن يوضع في الحسبان ماهو النوع الاجتماعي وماهي احتياجات النوع الاجتماعي في الخطط. قضية السكان {.. ماقراراتكم للواقع السكاني في بلادنا ودوركم كجهة معنية إزاء مواجهة الانفجار السكاني إن صح التعبير؟ طبعاً القضية السكانية في اليمن هي قضية هامة وتحظى باهتمام القيادة السياسية وذلك ماتضمنه البرنامج الانتخابي حيث يشير إلى مدى اهتمامه بقضية السكان وهي قضية مهمة وهذا ماينعكس على دور المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني للعمل في هذا المجال وبالنسبة لقطاع السكان فإننا نولي قضية السكان اهتماماً بالغاً على اعتبار أن البداية لحلها تتمثل في الصحة الإنجابية ووسائل تنظيم الأسرة، ونحن في وزارة الصحة يأتي اهتمامنا على أساس توفير هذه الوسائل والعمل على تدريب الكوادر الصحية لتقديم الخدمات والمشورة في وسائل تنظيم الأسرة وهي الآن متوفرة وبصورة مجانية على مستوى كل المراكز والمنشآت الصحية، أيضاً نركز على توعية المجتمع بالتعاون مع القطاعات الأخرى كوزارة الأوقاف، وزارة التربية ووزارة الشباب وذلك على أساس نشر فوائد تنظيم الأسرة ومردوداتها على صحة الأم والمولود. دور القابلات {.. إذا ماتحدثنا عن أنشطة تنمية المرأة، نجد أنها محصورة على عواصم المحافظات دون سواها من المديريات التابعة لها.. ما أسباب ذلك؟ وماذا عن توسيع رقعة التنمية للمرأة عموماً؟ في حقيقة الأمر أعتقد بأن هناك إقبالاً شديداً على القطاع الصحي من قبل المرأة وهناك اهتمام كبير بها، ولدينا الآن شريحة القابلات جسدت تنمية المرأة وتمكينها من خلال التدريب واكسابهن المهارات اللازمة لجعلها قادرة على العمل في القطاع الصحي بحيث تكون المرجعية في حل المشاكل الصحية على مستوى قريتها أو على مستوى المديرية وهذا جزء كبير من تنمية المرأة. كذلك القطاع الصحي فيه كثير من العاملات، ويمكن القول بأن هناك فجوة في النوع الاجتماعي غير أننا نحاول أن يكون فيها تسهيل لتدريب النساء على مستوى المحافظات وفق ماسعينا له على اعتبار أن هناك معوقات تحول دون وصول المرأة إلى المستوى المطلوب بهدف التدريب، كذلك يتم تدريبهن وتأهيلهن عبر الدورات القصيرة على أساس تنمية مهاراتهن، كذلك نحن في وزارة الصحة أخذناها من الجانب الآخر وهو تدريب فني للمرأة يساعدها في مهنتها كقابلة أو طبيبة أو مخبرية وأخذنا الجزء الثاني لها تدريبها في المهارات مثل مهارات القيادة ومهارات التفاوض ومهارات إعداد اللقاءات وكل ذلك يؤهلها للتحاور والتفاوض مع كل من حولها. احتياجات الصحة الإنجابية {.. ماذا عن التنسيق مع المنظمات الداعمة لقضايا السكان في بلادنا؟ دور قطاع السكان هو أولاً: أخذ احتياجات المحافظات واحتياجاتها في مجال الصحة الانجابية والتثقيف الصحي وقطاع المرأة كما ذكرت وذلك على أساس أننا كيف نضع مقترحات للمانحين وكيف نكسب تأييدهم لهذه القضايا، أيضاً دورنا يتمثل في إيجاد الدعم من أي جهة داعمة والعمل على تسخيرها في إقامة أنشطة فاعلة تخدم المحافظات عموماً. تحديات {.. ما أبرز التحديات التي تواجهونها؟ هناك تحديات كثيرة لعل من أبرزها يتمثل في الدعم المالي للأنشطة على مستوى المحافظات من غير الداعمين وهو الدعم الحكومي والميزانية التشغيلية لإدارات الصحة الإنجابية على مستوى المحافظات والدعم المقدم لها أيضاً وعي المجتمع بقضايا الصحة الإنجابية وقضايا المرأة، وقضايا تنظيم الأسرة مازال قاصراً ويتطلب جهوداً كبيرة حتى يكون الطلب نابعاً من ذات المجتمع، كذلك التدريب والتأهيل في مجال الصحة الإنجابية حيث ومازلنا بحاجة إلى الكثير من التدريب والتأهيل على مستوى المحافظات في قضايا الصحة العامة والصحة الإنجابية على وجه الخصوص. زيارات تفقدية {.. من خلال الزيارات التفقدية لبعض المحافظات؟ كيف تقيمين واقع الصحة الإنجابية؟ أعتقد بأن تقييم الوضع على مستوى المحافظات يعتمد بالكثير على جهود مدراء العموم ومدراء الصحة الإنجابية؟ وفي زيارتي لعدد من المحافظات آخرها زيارتي محافظة عمران وبصراحة ماوجدناه كان مبشراً جداً ودليلاً على أن هناك إمكانيات وجهوداً بذلت في هذا المجال، حيث وقمت بزيارة مركز صحة الأسرة ومستشفى عمران العام، واطلعنا هناك على خدمات الصحة الانجابية وخدمات الطوارئ التوليدية وهي متوفرة على أكمل وجه في حين أن مركز صحة الأسرة يعد مركزاً نموذجياً نتمنى أن تتوسع رقعة خدماته للمستوى الأفضل وبما يلبي احتياجات الوافدين إليه من أبناء المحافظة بشكل أكبر بالتنسيق مع عدد من المانحين لدعمه.