أحمد بن الحسين بن عبدالله. شاعر , عالم تاريخ الميلاد 1086 ه /1675 م تاريخ الوفاة 1162 ه /1748 م الرقيحي؛ نسبة إلى (الرقيح) من بلاد (يحصب يريم) الصائدي؛ نسبة إلى قبيلة معروفة من (حاشد) الصنعاني المولد والنشأة والوفاة. وسبب سكونه في صنعاء مع جماعة من أهله، هو أن الأمير (سنان باشا) قبض على أعيان تلك القبيلة، وفرقهم في البلاد إلى (حضرموت) و(الشحر) وبقي جماعة في صنعاء، ومنهم أسرة المترجم له. عالم، فاضل، أديب من بيت عِلم وأدب؛ نشأ محبًّا للأدب، مَيّالاً إلى قَرْض الشِّعْرِ، فبرع في ذلك وأجاد وأحسن، وكان حَسَنَ التلاوة للقرآن، وأخذ عنه جماعة حُسن الترتيل والتجويد، وله شِعْر واسع، وهو مُجيد في جميع أنواع الشِّعْر، مطولاته ومقتطعاته، وله اليد الطُّولَى في الشعر العامي (الحميني)، وشِعْره حسن التوشيح، مشتمل على معانٍ لطيفة، وقد جمعه العلامة (أحمد بن الحسين بن فضل) في حياته بديوان مخطوط. وله شعر غير ما جمع، ومن جميل شعره قوله، وقد عوتب على أثر الصباغة في كفه؛ إذ كان يعمل صبّاغًا: المجد في العلم والكف المسود من فن الصباغة لا في صحبة الدولِ فما سعيتُ إلى هذا وذاك معًا إلاَّ لأجمع بين العِلْم والعَمَلِِ ومما نسبه إليه العلامة (محمد بن علي الشوكاني) في كتابه: (البدر الطالع) قوله في حصر مناسك الحج: قالوا: حبيبك طاف سبعًا بعد أنْ لبَّى، فقلت: ملامة الحسَّادِ قالوا: وقصَّر قلتُ: حبلَ تواصلي قالوا: وأحرم، قلتُ: طيبَ رقادي قالوا: رمى الجمرات، قلت: بمهجتي قالوا: سعى، قلت: طريق عنادي ومن قوله في الغزل، وضمنه فخرًا بعمل الصباغة: ولما اعتنقنا سال دمعيَ نجدةً وأبديتُ من سكر الصبابة ما أخفي وقال عذولي: دعْ هواه فقد بدا سوادٌ على خديك من موضع القطفِ فقلت له: مهلاً فتلك مدامعي مسحتُ وآثار الصباغة في كفي وله في مدح الرسول، صلى الله عليه وسلم، قوله: لك أن تبسط في مد ح رسول الله عذْركْ ما الذي يَحْسُنُ في القو لِ وإن أمعنتَ فكركْ بعد قول الحق فيه “ورَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكْ” ومن عذب شعره قوله: ولما رأيت الخال من فوق ثغره مقيمًا على الثغر الذي عزَّ جانبهْ تيقَّنتُ أن الخال حوليه حارسٌ مخافة أن يسطو على الثغر شاربهْ وقوله: كفاك من الأشواق ما أنت حامله ومن دمعك المهراق ما سال سائلهْ وما هي إلاَّ أعينٌ وسوالفٌ لآرام وادٍ شاكلتها عواطلهْ همُ سلبوا منك النهى وترحَّلوا بكل غرير عزَّ منك توصلهْ فلو كنت مغرورًا بما يصنع الهوى ففي شرعه أن يغلب الحقَّ باطلُه وقوله من الموشحات: لي بدعوى الحب برهانْ ليس يغني عنه كتمانْ فيه سر الحب إعلانْ وعليه الدمع عنوانْ وهناك كتاب اسمه: (محاسن الدارين) منسوبٌ لشخص اسمه: (أحمد بن الحسين)، قال الأستاذ (عبدالله الحبشي) في كتابه: (مصادر الفكر العربي الإسلامي في اليمن): “لعله الرقيحي” يقصد صاحب الترجمة.