لم أدر.. عندما وطأت قدماك مدينتي.. ماذا امتطيت لتصل إليها..؟! لكنك أخيراً وصلت.. نسجت من روحي أولى كلماتي إليك، ثم بسطتها على أوراقي المهترئة، وتساءلت حينها هل حقاً «....»؟! أي جنون ارتكبت وأية حماقة اقترفت وأنا أشد الرحال إليك، أي ذنب أنجبت وأنا أتباهى أمام نفسي بك.. فلست لي ولن أكون معك.. وضعت قلمي الأخير على الأوراق وسبحت بتفكيري في فضائك الرحب صِلت وجلت فيه، ولكنني عدت محملة بكل حسراتي، مدينتي التي زرتها.. لم تعتقلك فذهبت كما جئت وحيداً بدوني.. لم تحاصرك فخلفتني وراءك، لملمت خطواتك ومشيت مدينتي وطن لا سماوات فيه، أرض قاحلة موحشة دونك، وأنا لوحدي أفتش عنك في شوارعها وأزقتها تصحبني هلوساتي، أتحسس قلبي بيدي وأهمس: أي طريق سلكت؟ وأين قضيت ليلتك المبتورة فيها؟! ابتلعت كل شيء ابتلعتني ولم تبتلعك من مجموعة قصصية ستصدر قريباً للقاصة بعنوان «قطرات روح»