في عيد الأضحى المبارك، لا تتأثر الثروة الحيوانية فقط بارتفاع نسبة سلالتها المفقودة والتي تهرق دماؤها في أول أيامه وترمى جلودها في شوارع المدن لتسبب كارثة بيئية، فالبشر يتأثرون أيضاً، ويقعون «أضحية» مجانية في أيدي سفاحي الطرقات. وعلى الرغم من تعمد سائقي المركبات في الخطوط الطويلة رفع أجرة المسافرين خلال أيام العيد إلى مبالغ تتجاوز ضعف ما هو معتاد طيلة أيام السنة، إلا أن شهيتهم المرتفعة تجعلهم يسابقون الرياح جرياً وراء مردود أكبر، ويعرضون المسافرين، لمخاطر وكباش فداء، للخطوط الإسفلتية. الكثير من الناس يتخوفون من السفر إلى قراهم خلال إجازة الأعياد، تخوفاً من أحداث مأساوية تتكرر كل عام، ومركبات يملأ خزانات وقودها الطمع بإمكانها تصديرهم في لحظات إلى حياة أخرى، أو قضاء إجازة العيد في دهاليز المستشفيات إن هم سلموا. وخلال اليومين الماضيين، كانت إدارات المرور تزف إلينا أنباء مفجعة بمناسبة قرب حلول العيد: «20» شخصاً توفوا و«100» أصيبوا في أكثر من خمسة حوادث وقعت بعموم المحافظات وتوزعت ما بين حوادث انقلاب، ودهس مشاة، وصدام، أرجعت الأجهزة المرورية أسبابها إلى السرعة الزائدة وعدم التقيد بقواعد المرور. ويأتي اشتعال أسهم الحوادث المرورية، في وقت تدشن فيه الإدارة العامة للمرور حملة توعوية بالتعاون مع «شباب العين الثالثة» تحت شعار «من أجل سلامتك» وتستمر «4» أيام. واعتبر مدير عام المرور العميد يحيى زاهر الحملة بأنها «مبادرة إيجابية» ورسالة لمستخدمي الطرق وترشيدهم وتوعيتهم بآداب وقواعد المرور، ومخاطر مخالفتها، وما ينجم عنها من حوادث مؤسفة. وقال زاهر: إن الحملة ستسهم بجهودها المبذولة مع رجال المرور في تخفيف مخاطر الطريق خلال أيام عيد الأضحى المبارك، وتنبّه مختلف الفئات العمرية للقيام بدورها في تحقيق سلامة مستخدمي الطرقات.