قال قائد القوات الامريكية في العراق راي اوديرنو أمس السبت إن بعض القوات الامريكية قد تبقى في مدن عراقية بعد يونيو حزيران المقبل بالرغم من أن الاتفاقية الامنية التي توصل اليها العراقوالولاياتالمتحدة تدعو للانسحاب من المناطق الحضرية بحلول هذا الوقت. وأضاف للصحفيين المسافرين مع وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس في قاعدة عسكرية أمريكية في بلد شمال غربي بغداد أن القوات التي تعمل جنباً لجنب مع القوات العراقية بقواعد حضرية مشتركة قد تبقى لان الجيش الامريكي يعتقد أنها تساند القوات العراقية أكثر من كونها تعمل كقوات قتالية.. وتابع "نعتقد أنه يجب أن نبقى داخل هذه القواعد بعد فصل الصيف." ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من مسؤولين عراقيين. وجاءت تصريحات الجنرال الامريكي فيما يحتدم الجدل في العراق بشأن تلميح متحدث باسم الحكومة بأن القوات الامريكية ربما لن تنسحب تماماً من البلاد بحلول نهاية عام 2011 وفقا للاتفاقية التي صدقت عليها الرئاسة العراقية في الرابع من ديسمبر كانون الاول. وكان علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية أثار جدلاً عندما قال إن القوات الامريكية قد لا تنسحب بالكامل بنهاية عام 2011 كما تنص الاتفاقية الامنية. وقال الدباغ الذي يقوم بزيارة لواشنطن إن قوات الامن العراقية قد تحتاج الى عشر سنوات لكي تكون مستعدة لتولي زمام الامر من القوات الامريكية. وذكر مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بيان أن ما قاله الدباغ حول حاجة القوات العراقية الى عشر سنوات لتكون مستعدة كان رأياً شخصياً ولا يمثل رأي الحكومة العراقية. وأكد البيان حساسية مستقبل القوات الامريكية في العراق بعد أن بدأ العنف يتراجع في أعقاب أكثر من خمس سنوات من أعمال العنف الطائفي التي اندلعت بعد غزو العراق بقيادة الولاياتالمتحدة عام 2003 . وأقر البرلمان العراقي بعد جدال شرس وطويل الاتفاقية الامنية الثنائية. ومن المقرر أن تطرح الاتفاقية في استفتاء العام المقبل. وقال منتقدو الاتفاقية وبينهم أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المناهض للولايات المتحدة إن الاتفاقية تمنح قوة احتلال أجنبي مدمر الشرعية وأضافوا انهم لا يعتقدون أن الولاياتالمتحدة ستلتزم بموعد الانسحاب. وقال احمد المسعودي وهو سياسي من الكتلة الصدرية في البرلمان ان هذه الاتفاقية صممت لاضفاء الشرعية على الوجود الامريكي في العراق. واضاف ان الامور لن تتغير عندما يبدأ سريان الاتفاقية وان الانتهاكات ضد الشعب العراقي ستستمر. وكان الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما قال أثناء حملته الانتخابية إنه يتعهد بسحب القوات الامريكية من العراق في غضون 16 شهراً من توليه السلطة لكنه أضاف أن بلاده قد تكون بحاجة لابقاء قوة غير محددة في العراق قد تركز على تدريب القوات العراقية. وقال أوديرنو "اذا اختارت حكومة كل من البلدين اعادة التفاوض بخصوص هذا الامر في وقت ما عام 2011 فبالتأكيد يمكن القيام بذلك الا أن... الوقت ما زال طويلاً أمام حدوث ذلك... بصراحة أتوقع حالياً أن تنحسب قواتنا العسكرية بحلول عام 2011 .. وأصر محمد العسكري المتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية على أن القوات العراقية ستكون قادرة على تولي زمام الامر من القوات الامريكية.