عزل الرئيس الصومالي عبدالله يوسف أمس الاحد رئيس وزرائه بعدما اختلفا حول حكومة جديدة يطالب مانحون بتشكيلها الامر الذي وضع حكومته الانتقالية المدعومة من الغرب في حالة من الفوضى. وحسن حسين نور عدي هو ثاني رئيس وزراء يعزله يوسف من منصبه. وتولى رئاسة الوزراء قبل نحو عام فقط. وتحارب الادارة الصومالية الهشة المتمردين الاسلاميين الذين يسيطرون على الجنوب ويتمركزون على مشارف العاصمة مقديشو. وقال يوسف لاعضاء البرلمان والصحفيين في بيدوة بوسط الصومال حيث يقع مقر البرلمان الصومالي انه سيعلن اسم الشخص الذي سيحل محل عدي في غضون ثلاثة أيام. وأضاف "عندما أمرت رئيس الوزراء بتشكيل وزراء الحكومة رفض. انتهى الوقت اللازم الآن ويدخل هذا المرسوم حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم." واختلف الاثنان حول تشكيل حكومة جديدة في الصومال الواقع في منطقة القرن الافريقي والتي دعت اليها دول مانحة وزعماء اقليميون في شرق افريقيا. كما اختلفا حول اتجاه محادثات سلام تستضيفها الاممالمتحدة في جيبوتي وتهدف الى حمل الحكومة على تقاسم السلطة مع شخصيات اسلامية معتدلة في المعارضة. ولم يتسن الوصول الى حسين أو مساعديه على الفور للحصول على تعليق. وذكرت جماعة صومالية معنية بالحقوق أن القتال في الصومال أودى بحياة أكثر من 16200 مدني منذ بداية العام الماضي عندما طردت القوات الصومالية والاثيوبية المتحالفة معها الاسلاميين من السلطة. وشرد نحو مليون شخص كما أصبح 3.2 مليون نسمة أي أكثر من ثلث التعداد السكاني في البلاد في حاجة لمساعدات عاجلة. وساعدت الفوضى أيضاً على تأجيج أعمال القرصنة قبالة السواحل الصومالية. وقال تقرير صادر الاسبوع الحالي عن مجلس الامن الدولي ان قرابة ثلاثة أرباع عائد الحكومة الصومالية مخصص لدعم القطاع الامني لكن قدراً يسيراً من هذا المبلغ ينفق بالفعل على الامن بسبب الفساد. وبعد اصابتها بالاحباط لعدم احراز تقدم قالت القوات الاثيوبية انها ستنسحب في نهاية العام الحالي. وقد تضطر الى الانسحاب أيضاً قوات حفظ سلام تابعة للاتحاد الافريقي يصل قوامها الى نحو 3200 جندي وتحرس المواقع الاستراتيجية في العاصمة مقديشو. وقد يترك انسحاب القوات الاجنبية الباب مفتوحاً أمام شن المتمردين هجوماً على مقديشو خاصة مع تفاقم الخلافات بين قادة الادارة الانتقالية. لكن الاسلاميين منقسمون أيضاً فهناك الفصائل المعتدلة التي شاركت في المفاوضات مع الحكومة والمتشددون مثل جماعة الشباب التي تقول الولاياتالمتحدة ان هناك صلات تربطها بتنظيم القاعدة. إلى ذلك أعلن رئيس البرلمان الصومالي آدم محمد نور أن البرلمان سيعقد جلسة طارئة لبحث الأزمة السياسية العميقة في البلاد والتي نتجت عن اقدام الرئيس الصومالي عبدالله يوسف بإقالة رئيس وزرائه نور حسن عدي.. ونسب راديو / صوت افريقيا / الملتقط بثه في عدن الى رئيس البرلمان الصومالي قوله ان البرلمان سيستمع الى رئيس الوزراء الذي سيشرح للنواب اسباب الازمة فيما سيسمعون الى وجهة نظر الرئيس عبدالله يوسف اليوم الاثنين ومن ثم سيدرس البرلمان الوضع السياسي والامني المتدهور في البلاد وسيتخذ الحلول المناسبة لها. وقد أعرب الرئيس يوسف عن ثقته في أن يصادق البرلمان على قراره بإقالة رئيس الوزراء وتعيين مرشح جديد لهذا المنصب، مشيراً إلى أنه سيقبل بقرار البرلمان في حال رفضه للإقالة وستستمر الحكومة في عملها. وحسب الدستور الفدرالي الانتقالي للصومال لا يحق للرئيس إقالة رئيس الوزراء، ويتعين موافقة البرلمان على قرار الإقالة لكي يدخل حيز التنفيذ. وكان يوسف قد أقال في وقت سابق أمس عدي من منصبه والذي بدوره رفض قرار الرئيس بإقالته، وقال إن يوسف لا يملك الصلاحية لاتخاذ هذه الخطوة0 وأضاف عبدي في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية أن الرئيس يتحدث بصفته الشخصية خلافاً للوائح والأحكام السارية في البلاد، مشيراً إلى أنه سيعقد مؤتمراً صحفياً في وقت لاحق أمس لشرح موقفه من هذه المرحلة التي تمر بها البلاد. وكانت الخلافات بين الرئيس يوسف ورئيس وزرائه قد تفاقمت في أعقاب توقيع اتفاق بين الحكومة وتحالف إعادة تحرير الصومال جناح جيبوتي الذي يتزعمه شيخ شريف شيخ أحمد وهو الاتفاق الذي عارضه الرئيس الصومالي بشدة. . وفى شأن صومالي آخر فقد واصل رئيس تحالف اعادة تحرير الصومال شيخ شريف شيخ أحمد في مقديشو اجتماعاته لليوم الثاني على التوالي لشرح الاتفاقية التي وقعها التحالف بقيادته مع الحكومة الصومالية. فقد اجتمع شيخ شريف صباح أمس في مقر إقامته بفندق/ لفواين / مع مسؤولين وزعماء عشائر صومالية وممثلين لهيئات المجتمع المدني. وقال شريف لوسائل الإعلام المحلية إنه تحدث خلال الاجتماع عن موقفه تجاه إحلال سلام شامل في الصومال وكيفية تفعيل اتفاقية جيبوتي، وطالب زعماء العشائر بدعم الاتفاقية الموقعة مع الحكومة. كما استنكر شيخ شريف بشدة ما سماه التصريحات غير المسؤولة التي تصدر من أفراد وشخصيات معارضة للاتفاقية، مشيراً إلى أن من يريد مواصلة العنف في الصومال عليه أن يتذكر أن السلام هو إرادة مشتركة لأبناء الشعب الصومالي. وقد رحب رؤساء العشائر الصومالية وممثلو المجتمع المدني بزيارة شيخ شريف والوفد المرافق له لمقديشو، كما رحبوا بموقفه حيال اتفاق جيبوتي.. ميدانياً قتلت قوات إثيوبية 13 مدنياً معظمهم من أهالي الريف في منطقة كبوهيريغ في إقليم شبلي السفلي بجنوب الصومال. وذكرت قناة الجزيرة الفضائية أمس إن هؤلاء القتلى سقطوا جراء اشتباكات عنيفة بين القوات الإثيوبية وقوات من الجماعات الإسلامية في ضواحي مدينة/ ونلوين/ في إقليم شبيلي السفلي. ونقلت القناة عن أحد زعماء العشائر بالمنطقة قوله إن هذه المواجهات اندلعت بعدما حاولت القوات الإثيوبية الانتشار والتوسع نحو أحياء ومحافظات الإقليم وخاصة مناطق غوبالي وونلوين .