بدأ في أسمرا مؤتمر ممثلي قوى المعارضة الصومالية بهدف توحيد جهودها ضد الحكومة الانتقالية والقوات الإثيوبية , ومن أبرز المشاركين في مؤتمر "تحرير وإعادة تكوين الصومال"- الذي يستمر عشرة أيام ويحضره زهاء 450 مندوبا- اتحاد المحاكم الإسلامية وجاليات صومالية في المهجر وعدد من العلماء وممثلي المجتمع المدني. ومن أشهر الشخصيات المشاركة فيه زعيم اتحاد المحاكم حسن طاهر أويس الذي توارى عن الأنظار منذ دخول القوات الإثيوبية للصومال نهاية العام الماضي. كما يشارك فيه أيضا رئيس البرلمان السابق شريف حسن شيخ آدن. وفي كلمته أمام المؤتمر قال الرئيس التنفيذي للمحاكم الإسلامية شيح شريف شيخ أحمد إن قائد القوات الإثيوبية بالصومال الجنرال غبري هو الحاكم الحقيقي في البلاد. ودعا شريف واشنطن إلى إعادة النظر في سياستها تجاه الصومال, وقال إن "السياسة الخارجية للولايات المتحدة حيال الصومال تسببت في نزاعات بشكل غريب". من جانبه قال حسين محمد عيديد نائب رئيس الوزراء الصومالي السابق إن المعارضة تتحمل جزءا من المسؤولية عن الأزمة الحالية. وأضاف عيديد "لقد ساهمنا جميعا بشكل مباشر أو غير مباشر في تدهور الوضع الأمني بمقديشو وبقية أنحاء البلاد, ولا يحق لأي من المندوبين أن يدعي البراءة". وانتقدت الحكومة الصومالية مؤتمر أسمرا للمعارضة وقالت إنه لن يساعد في حل الأزمة السياسية بالبلاد. وقال السفير الصومالي في كينيا محمد عبد النور إن أي مؤتمر يعقد خارج الصومال لن يفضي إلى شيء. وأكد أن الرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد قدم لمؤتمر مصالحة العشائر ضمانات بالتزام الحكومة بتنفيذ تعهداتها لحل الأزمة السياسية ونزع الأسلحة والمشاركة في السلطة وتوزيع الثروة. ويأتي اجتماع أسمرا بعد انعقاد مؤتمر للمصالحة الوطنية قاطعه الإسلاميون في الفترة من منتصف يوليو/تموز الماضي وحتى 30 أغسطس/آب بمقديشو لم يتوصل إلى نتائج عملية. ميدانيا لقي ثلاثة صوماليين مصرعهم وجرح أربعة آخرون في اشتباكات بين الشرطة ومسلحين. وقال شهود عيان إن شخصا وامرأة قتلا بجوار مسجد السلامة بمقديشو حين تعرضت دورية من الشرطة لهجوم بقنبلة يدوية. وأضافوا أن عناصر الشرطة أطلقت النار وقتلت رجلا مسنا. أما المرأة فأصيبت بانفجار القنبلة وصدمتها حافلة بعد ذلك. كما قتل مدني آخر على يد الشرطة جنوبي الصومال, بينما كان يعبر طريقا به عناصر أمن. وتأتي هذه التطورات بعدما أصيب أربعة أشخاص بتبادل لإطلاق النار بين مسلحين وبين القوات الصومالية جنوبي مقديشو مساء أمس الأربعاء. وتشهد الصومال حربا أهلية وأعمال عنف منذ الإطاحة بنظام محمد سياد بري عام 1991 مع صراع دام على السلطة قضى على كل محاولات إحلال السلام.