تكتسب عملية تأهيل السجينات وتدريبهن أهمية كبيرة في عملية إعادة إدماجهن بالمجتمع الذي يرفضهن في الغالب بعد خروجهن من السجن، وخلال الأسبوع الماضي افتتح بفندق حدة معرض المنتجات الحرفية والمشغولات اليدوية للسجينات وذلك على هامش ورشة العمل الخاصة بتأهيل السجينات التي انعقدت خلال الفترة من 2223 ديسمبر الجاري بالتعاون والتنسيق بين وزارتي حقوق الإنسان والشئون الاجتماعية والعمل ومصلحة السجون، واللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، التي تهدف إلى إكسابهن عدداً من المهارات والحرف اليدوية وتأهيلهن نفسياً واجتماعياً بحيث يصبحن قادرات على مواجهة ظروف الحياة والتعايش مع المجتمع. وفي هذا الصدد أوضح العميد علي ناصر لخشع رئيس مصلحة السجون في كلمته بالورشة أوضح أن مصلحة السجون توفر الرعاية الإنسانية لكافة نزلاء السجون وتعطي رعاية خاصة لبعض الفئات مثل النساء، مضيفاً أن مصلحة السجون تعمل باستمرار على توفير الظروف التي تليق بوضعهن وأن المصلحة قد أنجزت خلال الفترة الماضية عدداً من مراكز الإيواء الحديثة التي تتلاءم مع الوضع النفسي للنزيلات، مقدماً شرحاً عن حركة النزيلات خلال العامين الماضيين والنشاطات التربوية والمهنية التي توفرها المصلحة لهن مثل برامج محو الأمية وتحفيظ القرآن الكريم والكمبيوتر والخياطة والتطريز والأعمال اليدوية والحياكة، والتي حققت نجاحاً كبيراً ظهر ذلك واضحاً من خلال متابعة السجينات اللاتي خرجن من السجن، وأشار إلى أن المصلحة قد أنجزت خلال الفترة الماضية تأهيل وتدريب السجينات. وهو مايستدعي الحاجة المستمرة لمثل هذه البرامج في العام المقبل التي أثبتت فاعليتها وجدواها، ودعا اتحاد نساء اليمن ووزارتي الشئون الاجتماعية والعمل وحقوق الإنسان إلى التعاون في دعم السجينات خصوصاً فيما يتعلق بالجانب القانوني، وضرورة التعاون والاهتمام بالجانب النفسي والاجتماعي للتعرف على ظروف السجينات التي أوصلتهن إلى السجن، مشيراً إلى أهمية التطوع للقيام بزيارات ودراسات ميدانية للبيئات التي ترعرعت فيها السجينات للوصول إلى مستوى عالٍ في التعامل معهن وتفهمهن بشكل إيجابي، مطالباً وسائل الإعلام بالقيام بواجبها على خير وجه في التعامل مع هذه القضايا الحساسة وأن يأخذوا المعلومات من مصدرها وأن المصلحة مستعدة لتزويد كافة وسائل الإعلام بالمعلومات الحقيقية. وأضاف العقيد مطهر علي ناجي مدير السجن المركزي بصنعاء قائلاً فيما يتعلق بجانب التأهيل والتدريب نحن نركز في السجن المركزي بصنعاء على الجانب التعليمي والتدريب المهني بالتنسيق مع وزارتي التربية والتعليم والتدريب المهني، وقد ظهر ذلك واضحاً من خلال محتويات المعرض والذي كان لنزيلات السجن المركزي بصنعاء بصمة واضحة فيه، وآمل أن يكون لنا دور أكبر في هذا المجال في العام المقبل، مشيراً إلى أنه سيتم قريباً اعتمادنا كمركز تدريب مهني، مشيراً إلى أنه يتواجد صفوف في التعليم الأساسي والثانوي وتنسيق مع الجامعة. شراكة وتنسيق ولامركزية في الأعمال الإنسانية: من جانبها أوضحت الأخت نور حامد وكيل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل أن الوزارة تركز في إطار عملها على الشراكة والتنسيق واللامركزية خصوصاً في الأعمال الإنسانية، موضحة أن الوزارة تتولى الإدارة والإشراف على عدد من مراكز إيواء الأحداث بنين وبنات، منوهة بأهمية رعاية السجينات والدفاع عن حقوقهن في كل المراحل القضائية وفترة بقائهن في السجن، مثمنة الدور الذي تقوم به مصلحة السجون واتحاد نساء اليمن والهلال الأحمر اليمني في عملية تأهيل السجينات وتوفير الرعاية لهن في سبيل إعادة إدماجهن بالمجتمع. تعاون مثمر وأشار السيد جان نيكولا مارتي رئيس البعثة الدولية للصليب الأحمر بصنعاء إلى أن الهدف من برامج التدريب للنساء السجينات هو إعادة إدماجهن بالمجتمع، وأن برنامج ونشاط اللجنة في هذا المجال الذي يركز على تدريب السجينات في عدد من محافظات الجمهورية، شاكراً الدور الذي تقوم به مصلحة السجون وتعاونها الدائم مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مثمناً الجهود التي تقوم بها المصلحة والهلال الأحمر واتحاد نساء اليمن والمتطوعات في عملية رعاية المتحتجزين والمحتجزات. رسالة إنسانية ودعا الأخ الياس من جمعية الهلال الأحمر اليمني إلى تكاتف الجهود بين الجمعيات والمنظمات واللجان الإنسانية في الأعمال الإنسانية حيث يعتبر تأهيل السجنيات وإعادة إدماجهن بالمجتمع أحد هذه الأعمال باعتباره رسالة إنسانية تستدعي ذلك، موضحاً أن الجمعية تقدم العديد من الخدمات للسجناء والسجينات على حد سواء في سبيل توفير الرعاية الإنسانية التي نطمح من خلالها للوصول إلى حياة مستقيمة للسجناء.