قال وزير الخارجية الدكتور أبوبكر القربي: إن اليمن تقدمت بمقترح في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب الذي اختتم أعماله أمس الأول في القاهرة بذهاب كامل المجلس الوزاري إلى نيويورك لمتابعة استصدار القرار من مجلس الأمن إلا أن المجلس فضل أن يقتصر على مجموعة من الدول. وذكر القربي لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» لدى عودته أمس والوفد المرافق له إلى صنعاء قادماً من القاهرة بعد مشاركته في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المتعلق بالأوضاع في غزة، أن الاجتماع اتخذ أيضاً مجموعة من القرارات المتعلقة بوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة ولإنهاء الحصار وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية وتقديم المعونات الإغاثية لهذا الشعب. وبين أنه تم الاتفاق على مخاطبة الأممالمتحدة من خلال وفد من وزراء الخارجية الذي سيتجه إلى نيويورك لإصدار قرار بوقف العدوان الإسرائيلي وأن يتم الإعداد للقمة الطارئة بخصوص غزة بناء على نتيجة قرار مجلس الأمن. هذا وقد أفشلت الولاياتالمتحدة وبريطانيا عملية التصويت في مجلس الأمن.. على مشروع قرار عربي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بحجة «أنه غير متوازن. ويدعو المشروع الذي قدمته ليبيا العضو العربي الوحيد في مجلس الأمن الدولي إلى وقف فوري لإطلاق النار وإلى احترامه بشكل كامل من الجانبين، ويطالب المشروع أيضاً بحماية المدنيين الفلسطينيين وفتح المعابر الحدودية إلى غزة واستعادة التهدئة بالكامل، ويدين المشروع الذى عرض على مجلس الأمن في اجتماع عاجل الاستخدام المفرط وغير المتناسب والعشوائي للقوة من جانب إسرائيل . ومن المتوقع أن يصل وفد وزاري عربي إلى نيويورك مطلع الأسبوع المقبل لعرض القضية العربية بشأن غزة في الأممالمتحدة، تنفيذاً لما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب الذي عقد يوم أمس الأول في القاهرة. وقال السفير البريطاني جون سويرز - في تصريح صحفي: إنه يعتقد أن قراراً متوازناً ستتاح له فرصة جيدة لدعمه في مجلس الأمن.. لكن السفيرة الإسرائيلية جابرييلا شاليف والسفير الأمريكي زلماي خليل زاد قالا: إن أفضل نهج هو التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين لإنهاء القتال ثم تكريسه في قرار بدلاً من أن يحاول المجلس فرض وقف لإطلاق النار . ميدانياً أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) استشهاد قياديها البارز نزار ريان في غارة إسرائيلية استهدفت منزله، في وقت أعلنت تل أبيب أنها لا ترغب في حرب طويلة في قطاع غزة بعد مضي ستة أيام من العدوان الذي خلف أكثر من أربعمائة شهيد ونحو ألفي جريح. وأوضحت حركة (حماس) أمس أن ريان استشهد مع أربعة آخرين من أفراد عائلته بعد قصف طائرة تابعة للاحتلال منزله بشمال غزة بثلاثة صواريخ. وأضافت: إن القصف أدى إلى تدمير منزل القيادي ب (حماس) المكون من أربعة طوابق بشكل كامل، بالإضافة إلى عدة مبان مجاورة للمنزل الواقع بجوار مسجد الخلفاء الراشدين وسط مخيم جباليا. وأكدت مصادر فلسطينية أن الشهيد نزار رفض الاستجابة لاتصالات من الجانب الإسرائيلي تدعوه إلى الخروج من منزله. يذكر أن الدكتور نزار ريان قيادي بارز في (حماس) وهو من القلة في قيادات الحركة التي تجمع بين العملين السياسي والعسكري، إضافة إلى عمله أستاذاً في الجامعة الإسلامية في مدينة غزة. من جهة أخرى نفى رئيس الوزراء المستقيل إيهود أولمرت أن تكون حكومته تسعى لحرب طويلة الأمد بغزة. وقال أولمرت: نحن لا نرغب في القيام بحرب على نطاق واسع، متعهداً بالتعامل مع حركة (حماس) بما سماه قبضة من حديد. وأتهم أولمرت خلال زيارته لمدينة بئر السبع (40 كلم عن غزة) التي طالتها صواريخ المقاومة (حماس) بأنها هي من تلحق الأذى بشعبها. وجاءت تلك التطورات في حين أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري ل (حماس) في بيان أنها قصفت لأول مرة القاعدة الجوية الإسرائيلية حتسريم (وهي أكبر قاعدة جوية بالمنطقة الجنوبية) بصاروخ غراد مطور. وقال مراسل (الجزيرة): إن خمسة صواريخ أخرى أطلقتها المقاومة سقطت بمنطقة أشكول بالنقب. وقد أقر جيش الاحتلال بسقوط الصواريخ. إلى ذلك أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ضرورة اجتماع المجلس الأعلى للدفاع عن الدول العربية للعمل على حماية المصالح العربية وبناء دفاع عربي حقيقي متكامل في جميع القطاعات الجوية والبحرية ولحماية العرب من المغامرات التي أصبحت نكبة على العالم العربي نتيجة الاستعجال في دخول معارك لم يستعد لها. وقال وزير الخارجية السعودي خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى عقب اختتام اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة في ساعة متأخرة من الليلة الماضية : لقد طال أمد عدم اجتماع هذا المجلس، ومن المفروض أن يجتمع، مشيراً إلى أن هذا يندرج ضمن الإصلاحات الجارية في الجامعة العربية ولتطوير الجدية والشفافية في الجامعة العربية نتيجة لقرارات القمة الأخيرة. وأضاف : إنه عندما يلتئم مجلس الدفاع العربي المشترك سيكون هناك موقف متنام للتعاون العربي في هذا المجال، وسيكون هناك إمكانية لحشد الإمكانات العربية في هذا الإطار لتكون أكثر بروزاً وأكثر فاعلية كأساس للسياسة العربية التي ترتكز ليس فقط على عناصر الاقتصاد والسياسة بل والعناصر العسكرية في الدفاع عن مصالحها الأساسية ومصالح شعوبها وأمنها واستقرارها. وحول الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب قال الفيصل :إن مجلس الجامعة الطارئ ناقش بشكل مستفيض الاعتداء الإسرائيلي الشرس الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة. مشيراً إلى أن المداولات التي شهدها الاجتماع الطارئ للوزراء العرب شهد قلقاً بالغاً وسخطاً شديداً على الاعتداء الإسرائيلي الذي تشنه على هذا الجزء العزيز على قلوبنا من الوطن العربي، وما نجم عنه من سقوط مئات القتلى وأكثر من ألف جريح، والذي ساهم في نشر الخراب والدمار وبث الرعب في قلوب المدنيين الأبرياء. وقال الفيصل: إن هذا الاعتداء الإسرائيلي يشكل اعتداء على جميع المواطنين الفلسطينيين، وليس في قطاع غزة فقط، ولا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال. وأكد وزير الخارجية السعودي على مطالب المجلس بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ودعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد فوراً لاستصدار قرار دولي لإيقاف القتال وحماية الشعب الفلسطيني ونشر مراقبين دوليين لضمان تنفيذ قرار وقف إطلاق النار بصورة فورية. ورداً على سؤال حول المطالبات بسحب المبادرة العربية للسلام قال الفيصل: لماذا نخدم مصلحة إسرائيل في هذا الإطار، ونسحب المبادرة إذا أرادت إسرائيل السلام الحقيقي فالمبادرة موجودة، أما إذا لم يكن ستكون المبادرة هي (اللقمة) التي لن تستطيع إسرائيل أن تبلعها، كيف نلغيها بأنفسنا ونخدم مصلحة إسرائيل ونفقد سلاحا في أيدينا؟. وأضاف : إذا سحبنا المبادرة ماذا نتوقع من إسرائيل، هل ستهزم إسرائيل؟ لا أعتقد أن هذا سيغير من الأمر شيئاً، فنحن نسير في توجهنا في هذا الإطار بأن نقوم بجمع مجهوداتنا والمواقف العالمية معنا لنفرض على إسرائيل أن تغير موقفها. وأكد صاحب الأمير سعود الفيصل أن النجاح لا يأتي إلا بقيام القوة الحقيقية للعرب، وهذه القوة لن تأتي إلا بالإنسان العربي قائلاً: كلنا مسئولون عن بناء الإنسان العربي القادر على مواجهة التحديات وعلى بناء الحضارة التي تستطيع مواجهة العالم بالقوة اللازمة، أما إذا كنا غير مؤهلين فإنه من غير المطلوب ترديد الشعارات التي نسمعها كل وقت. وحول كيفية تعامل مجلس الجامعة العربية مع مجلس الأمن الدولي في حال رفضه عقد جلسة لبحث موضوع غزة وإصدار قرار بوقف إطلاق النار قال أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى: إن إسرائيل في كل الأحوال لا تحترم القرارات الدولية، ومسلكها حتى الآن يشير إلى تحديها لكل ذلك . منوهاً في ذلك الصدد بالاقتراح الفرنسي بوقف العمليات العسكرية لفترة محددة حتى يتم إدخال المعونات الإنسانية إلى قطاع غزة وهو ما رفضته إسرائيل. وأضاف موسى قائلاً: عملنا الآن على أن نتقدم كمجموعة عربية بطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن للنظر في موضوع غزة وإصدار قرار بشأنه والالتزام بتنفيذه.. مشيراً إلى أنه تم إصدار التعليمات اللازمة للسفراء العرب في الأممالمتحدة لتنفيذ الخطوات المطلوبة. وأوضح موسى أن هذا القرار بالإضافة إلى عدد من النقاط الأخرى أرسلت مباشرة إلى الجانب الفلسطيني، لافتاً إلى أن هناك لجنة عربية ستتوجه إلى الأممالمتحدة تضم عدداً من الوزراء العرب والأمين العام . واستطرد قائلاً : إن الاتصالات بدأت من الآن مع عدد من الدول لتشكيل جبهة دولية قوية تطالب بوقف العدوان الإسرائيلي وحماية الفلسطينيين، وذلك ما نستطيع عمله الآن، لكن استمرار التحدي الإسرائيلي يعني انهيار عملية السلام؛ لأنه لا يعقل أن يكون هناك سلام في ظل هذه المجزرة. وحول السبيل أمام مجلس الجامعة العربية للعمل على دعوة حركة (حماس) إلى الحوار الفلسطيني قال الأمين العام للجامعة : إن هناك أمرين يتكاملان الأول أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس باعتباره الرئيس الشرعي للشعب الفلسطيني طالب بالحوار ودعا إليه. الأمر الثاني أن هناك مائدة تفاوضية في مصر باعتبارها الراعية للمصالحة و(حماس) مثل (فتح) مثل كل التنظيمات الأخرى عليهم جميعاً الالتزام بالدخول في المصالحة. وأوضح موسى أن رفض المصالحة من قبل أي فصيل لن يكون مبرراً أبداً، ولكن في الوقت نفسه (حماس) الآن مثل كل المواطنين يعيشون في «جهنم كبيرة» بسبب العدوان الإسرائيلي.. معرباً عن اعتقاده بأنه حال نجاحنا في وقف إطلاق النار ستعود (حماس) إلى الحوار الفلسطيني مثل كل الفصائل الأخرى، وهذه المرحلة آتية لأن المصالحة ضرورية.