ما إن تكمل دراستك الجامعية حتى تجد نفسك ضحية لصراعات عدة تتعلق بالمستقبل في ظل ضبابية الرؤيا وتعرجات الطريق وانسداد أفق السوق فتدور حول نفسك في تفكير عميق بما يتوجب عليك فعله.يا ترى مواصلة الدراسات العليا أم الالتحاق بسوق العمل الذي لا شك من أن نصيبك فيه لن يكون إلا متأخراً جداً. لكن هل يمكن لك مواصلة دراستك العليا أصلاً ؟ أم أنك لن تكتفي سوى بالمحاولة؟ لتعاود الهبوط في علائق اليأس..” شباب الجمهورية” التقت بعدد من خريجي الجامعات الذين أوصدت في أوجههم أبواب الدراسات العليا لأسباب قالوا فيها الكثير.. تكاليف الدراسات العليا البداية مع مياسة النخلاني - خريجة آداب - انجليزي- حيث قالت :السبب الأول :هو ارتفاع تكاليف الدراسات العليا من رسوم تسجيل و شراء المراجع . ففي الكثير من الأحيان يضطر الطلاب الذين يحضرون الدراسات العليا للبحث عن مراجع في محافظات أخرى وربما في دول أخرى, إضافة إلى عدم وجود معظم التخصصات واختبارات القبول وتطلب نظام التوفل ،وتعقيد إجراءات الرسالة إلى جانب أن الطالب أو الفتاة يتوقف عند (البكالوريوس ) لإعالة أسرته فلا يتوفر لهما المال والوقت الكافيين لإكمال الدراسة . الدخل الفردي ويوافقها في ذلك عبدالله سعيد عبدالله - خريج علوم شرعية الجامعة الوطنية بالقول : الموانع كثيرة وليست محدودة ولكن الأهم منها الرسوم الباهظة إضافة إلى أن نظام الدراسة الذي لا يتناسب مع عملي اليومي ويقع على رأس هذه المعوقات تدهور الدخل الفردي . المعوق الأسري أما أميرة عبده قائد - خريجة علوم أحياء تربية- فتقول : كثيرة هي المعوقات بالنسبة لي كان المعوق أسرياً وأعتقد أن من ضمن المعوقات الجانب المادي عند البعض والبعض الآخر يعتقد أن الاستقرار الأسري نهاية المطاف بينما كثير من الطلبة يحصلون على البكالوريوس كتحصيل حاصل لامتلاك شهادة أو الحصول على وظيفة بعيداً عن الرغبة في العلم ذاته وربما تلعب مسألة المعدلات دوراً في هذا الجانب حيث يجبر بعض الطلبة على الالتحاق بتخصصات لا يرغبون فيها وبالتالي لا تكون لديهم الرغبة في مواصلة الدراسة في مجالات لا يحبونها أصلاً لأنهم لن يبدعوا فيها أو هكذا يعتقدون . انعدام البرنامج الخاص ويذهب محمد حسن سعيد خريج علوم إدارية من جهته يقول: انعدام وجود برنامج خاص بالدراسات العليا في تخصصي هو العائق الأول أمام مواصلتي للدراسة وهذا يعني أن أتحمل مصائب السفر كي أواصل دراساتي العليا بكل ما يعنيه ذلك من تكبدي خسائر مادية ونفسية كثيرة . الارتباط بالوظيفة وتوافقه الرأي نجاة الغصيني بالقول :عدم وجود برنامج دراسات عليا وارتباطي بعمل وظيفتي هما سبب ذلك . الحالة المادية الصعبة بينما يذهب أنيس عبد الوهاب اليوسفي -خريج كلية العلوم الإدارية- إلى القول : من ضمن الأسباب التي تعوقني عن تحقيق حلمي الوحيد في مواصلة الدراسات العليا حالتي المادية الصعبة من ناحية ومن ناحية أخرى عدم وجود مستويات أعلى من البكالوريوس في كلية العلوم الإدارية جامعة تعز التي تفتقر لمقومات إنشاء أو قيام دراسات عليا فيها كعدم وجود الكادر الأكاديمي الكافي لهذه المرحلة من التعليم وعدم توفر قاعات دراسية تخص طلبة الدراسات العليا وإذا ما حاولت تحقيق حلمي فإني لن أوفق في ذلك لصعوبة عيشي خارج محافظتي إن لم يكن خارج بلادي نظراً لاحتياجي للكثير من المبالغ التي يقتضي توفرها للالتحاق بالدراسات العليا واقتناء الكتب والمراجع والسكن والمصاريف التي لا بد منها خاصة وأنا أعول أسرة وأعمل فإذا لازمت عملي و رضيت بما أنا عليه مات حلمي وإذا ما حققت حلمي فسيكون ذلك عن طريق تجويع أسرتي وأطفالي. المسئوليات الصعبة أما أميرة أمين - خريجة انجليزي تربية - فتقول : السبب الرئيسي في ذلك هي الظروف المادية الصعبة حيث إن الطالب يحاول إكمال دراسته الجامعية والبحث عن عمل فيتخرج ولديه مسؤوليات أخرى تقضي على أي أمل له في المواصلة . إضافة إلى ارتفاع رسوم الدراسات العليا وصعوبة الحصول على المراجع والكتب في مجال الاختصاص . وعدم الكفاءة والضعف في هيئة التعليم العالي والدكاترة حيث إن دراسة الماجستير لا تختلف كثيراً عن التعليم الجامعي . ثم ما فائدة مواصلة الدراسات العليا إن لم تكن هناك وظائف توازي ذلك أو أنه لم يكن هناك من يقدره . انعدام التخصصات من جانبه يقول محمد مهيوب أحمد - خريج بيلوجي علوم- : عدم وجود برامج دراسات عليا وارتفاع الرسوم و العادات الاجتماعية السيئة ممثلة بالزواج المبكر تجعل الطالب لا يتخرج من الجامعة إلا وهو معيل لأسرة مترامية الأطراف إضافة إلى انعدام التخصصات الحديثة والمواكبة للعصر والتي يمكن أن تضيف وتقدم للواقع المزيد من النفع والمصلحة والخضوع لاختبارات قبول غير موحدة المعايير.