دُشنت أمس بصنعاء فعاليات الحملة الأهلية اليمنية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009م وفعاليات الأسبوع الثالث للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. وفي الاحتفالية التي نظمتها شبكة منظمات المجتمع المدني لدعم فلسطين (شمل) بالتعاون مع وزارة الثقافة بحضور عدد من المسؤولين والعلماء وعدد من السفراء، ألقى وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي كلمة أشار فيها إلى أن هذ الفعالية تأتي في سياق برنامج ثقافي في كل الوطن العربي من أجل الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية في العام 2009 م وذلك تنفيذاً لمقررات الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي المنعقد في الفترة من 16 - 17 نوفمبر 2008 .. لافتاً إلى المفارقات المؤلمة التي تمثلت في تزامن استعداد كل الوطن العربي من أجل الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009م مع جرائم حرب الإبادة الصهيونية التي تشنها إسرائيل ضد أبناء قطاع غزة.. وقال: إن هذا الوضع الحرج الذي نواجهه يدفعنا للتفكير والتأمل والبحث عن أشكال جديدة ومختلفة للاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية، فالقدس هي عمق فلسطين ونبض توهجها في ثقافتنا العربية وهي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة إن شاء الله.. ودعا إلى تبني مشروع ثقافي من المشاريع التي عرضتها لجنة القدس عاصمة للثقافة العربية، كأن نقوم بدعم مكتبة مقدسية أو مركز ثقافي أو دار للمخطوطات وجمع الأموال والخبرات لتحقيق ذلك، وعلى أن يكون هذا الدعم دائماً ومستمراً ومتنامياً.. فيما أشار رئيس الهيئة الشعبية لنصرة الشعب الفلسطيني الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر إلى تزامن تدشين الحملة الأهلية اليمنية لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية مع تدشين فعاليات الأسبوع السنوي الثالث للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. وقال: في الحقيقة لانريد أن يكون التضامن لأسبوع، ولا لشهر ولا لسنة، بل نريده تضامناً دائماً ومستمراً كل يوم وكل ساعة وعند كل صلاة.. فما يجري اليوم بقطاع غزة لا يخفى على أحد، والعربدة الصهيونية في القطاع هي خزي وعار على الأمة جمعاء، صغيرهم وكبيرهم، مسئولين وشعوباً.. وأشاد بصمود أبناء قطاع غزة وكل أبناء فلسطين بوصفهم عنوان العزة والكرامة الذين يذكرنا صمودهم بأبطال معركة مؤتة ومعركة الأحزاب وبلاط الشهداء وغيرها من المعارك الفاصلة في تاريخنا الإسلامي، ووقوف الفئة المؤمنة في وجه الفئة الكافرة بكل شجاعة واقتدار.. وأعرب الشيخ صادق بن عبدالله الأحمر عن أسفه لما تقدمه الإدارة الامريكية من دعم مستمر للكيان الصهيوني في جرائمه البشعة ضد أبناء الشعب الفلسطيني.. وتساءل رئيس الهيئة الشعبية لنصرة الشعب الفلسطيني: إذا كان النظام الرسمي العربي في سبات عميق فمتى سوف يستيقظون ويتحركون، ومتى سيكون لهم فعل إزاء هذا العدو الهمجي؟! مطالباً الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني المحتل بقطعها فوراً، كون استمرارها أمراً معيباً وخذلاناً لشعب فلسطينولغزة المحاصرة. فيما أشارت كلمة رئيس اللجنة التحضيرية لأسبوع التضامن الفلسطيني الثالث أحمد حرارة، إلى أن الضرب الوحشي المتمثل بقصف آلة الكيان الصهيوني العسكرية الجوية والبرية والبحرية يحدث وسط الصمت الرسمي العربي والاسلامي المخزي على الرغم من ضحايا هذا القصف البربري والوحشي الذي ذهب ضحيته الآلاف من الشهداء والجرحى، وهدم المساجد والجامعات والمقرات الرسمية والأمنية والمنازل على رؤوس ساكنيها. ولفت حرارة إلى أن أبناء القطاع حتى اليوم العاشر يقاومون ببسالة ويصعدون من عملياتهم الجهادية.. منوهاً بأن هذه المعركة وما ينجم عنها من دماء للشهداء تحيي الحمية لدى الشعوب العربية والاسلامية وتعيد لها الأمل بالنصر. وثمن مواقف أبناء اليمن وتضامنه قيادة وحكومة وشعباً مع أبناء الشعب الفلسطيني كافة. . وفي كلمة العلماء دعا الشيخ عبدالمجيد الزنداني الأنظمة العربية إلى فتح المجال للمتطوعين لمساندة المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الصهيوني الغاشم على أبناء قطاع غزة، منوهاً بأن الجهاد واجب على من نزل العدو في ساحته فإن عجزوا أو قصروا وجب على من يليهم حتى يشمل الوجوب كل المسلمين ويصبح فرض عين على كل مسلم.. كما دعا الزعماء العرب إلى تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، التي تجاهلوها تماماً لنصرة إخواننا في الأرض الفلسطينية الذين يتعرضون لهذا العدوان على مرأى ومسمع من العالم كله، وكذا اتفاقية جنيف الدولية التي توجب فتح جميع المعابر والحدود لأي دولة تقوم على أرضها حرب. كما تطرق الشيخ الزنداني إلى التواطؤ والتحيز الأمريكي والغربي الواضح مع الكيان الصهيوني الذي غرسته بريطانيا في جسد الوطن العربي.. منوهاً بأهمية اضطلاع كل فرد في هذه الأمة بدوره في مواجهة هذه الأزمة وهذا العدو.. مؤكداً ضرورة التبرع لنصرة إخواننا في فلسطين. واستعرض الزنداني أطماع وبروتوكولات الحركة الصهيونية للمنطقة وطموحاتهم في قيام دولتهم الممتدة من الفرات الى النيل، مبيناً مخططاتهم في هذا السياق وأساليبهم التي يسعون من خلالها إلى بث الفرقة والبغضاء بين دول المنطقة لتسهل عليهم السيطرة والتفرد لتحقيق أحلامها الصهيونية المعروفة فيما استعرض المدير التنفيذي للحملة الأهلية المركزية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية الدكتور أسامة الأشقر الجهود التي بذلت على مدى عام ونصف في الإعداد والتجهيز لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية.. منوهاً بأدوار 14 فرعاً صارت للحملة في الدول العربية.. ونوه بأهمية التفاعل وبذل الدعم في سبيل إنجاح برنامج فعاليات هذه الاحتفالية نصرة للقدس وفلسطين ولقضية كل العرب والمسلمين في مواجهة ما تتعرض له هوية القدس العربية من مؤامرات يهودية مستمرة لطمسها. واستنكرت كلمة شبكة منظمات المجتمع المدني لدعم فلسطين (شمل) التي ألقاها الدكتور عبدالقوي الشميري، صمت الأنظمة الرسمية العربية إزاء ما يجري من مجازر في قطاع غزة.. داعياً الشعوب العربية إلى التلاحم والوقوف مع إخوانهم والضغط على أنظمتهم لتتحرك في صالح القضية.. وألقت فتحية عبدالواسع كلمة عن القطاع النسوي لمؤسسة القدس الدولية، أعلنت فيها إشهار القطاع النسوي لفرع مؤسسة القدسباليمن وذلك لتوحيد الجهود النسائية باليمن التي تسعى لتوفير مقومات تثبيت وجود الشعب الفلسطيني، وتشكيل العديد من الروابط وتبني البرامج والمشاريع والأنشطة الثقافية لأجل القدس.. منوهة بأنه تم تشكيل رابطة إعلامية من أجل القدس «لتقديم رسالة إعلامية قوية تناصر قضية القدس وتشكل رأياً شعبياً عاماً مؤيداً ومناصراً للقضية».