عقدت أمس بمدينة سيئون ندوة علمية لدراسة وتشخيص كارثة السيول بحضرموت والإسهام في الحلول والمعالجات، ينظمها على مدى أربعة ايام مركز الإبداع الثقافي للدراسات وخدمة التراث ومنتديات وادي حضرموت. وفي افتتاح الندوة التي نظمت في إطار فعاليات الحلقة العلمية التاسعة لذكرى دخول الإمام المهاجر أحمد بن عيسى إلى حضرموت أكد وكيل المحافظة لشئون الوادي والصحراء أحمد جنيد الجنيد أهمية الندوة والقضايا والمواضيع التي تناقشها.. مشيراً إلى أهمية التوصيات التي ستخرج بها الندوة للاستفادة منها في عمليات إعادة إعمار وبناء ومعالجة تداعيات الكارثة في حضرموت. وتطرق الوكيل إلى حجم كارثة السيول التي شهدتها مؤخراً حضرموت وأثرها على البنية التحتية والقطاع الزراعي والثروة الحيوانية ومنازل المواطنين.. مبيناً أن حجم الخسائر الناجمة عن هذه الكارثة في جميع القطاعات بلغت نحو(330) مليار ريال بحسب تقرير البنك الدولي في محافظتي حضرموت والمهرة بالمنطقة الشرقية، فيما بلغ عدد المنازل المهدمة كلياً(1500) منزل منها (1069) تهدمت بشكل جزئي في الوادي وعدد الأسر المتضررة (4993) أسرة عدد أفرادها (25) ألف نسمة .. فضلاً عن جرف خمسمائة ألف نخلة و(46) ألف رأس من الأغنام و(364) ألف خلية نحل. ونوه الجنيد بتوجيهات فخامة الأخ علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - في اللحظات الأولى من الكارثة في التعجيل بعمليات الإغاثة والإيواء وإعادة فتح الطرقات بين المديريات المتضررة وإعادة خدمات المياه والكهرباء والاتصالات وإيصال المعونات الغذائية والإغاثية إلى المتضررين.. لافتاً إلى الجهد الحكومي والشعبي في تجاوز آثار وتداعيات الكارثة.. مشيداً في هذا الصدد بقوافل الإغاثة والمعونات التي تدفقت إلى وادي حضرموت من مختلف المحافظات اليمنية والدول الشقيقة والصديقة..مؤكداً بأن لدى السلطة المحلية مواد غذائية للمتضررين تكفي لمدة عام كامل. ولفت وكيل المحافظة إلى الجهود الجارية لإعادة الإعمار وتشكيل لجان ميدانية للتأكد من سلامة المخططات السكنية المخصصة لبناء منازل للمتضررين في الوادي .. وبين أن دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ستتكفل ببناء ألف منزل، وأخرى ستقوم الدولة ببنائها ليصل عدد المنازل في الوادي إلى 1500 منزل، حيث ستراعى في عمليات البناء مواصفات فنية وهندسية تحافظ على هوية البناء المعماري في وادي حضرموت . كما ألقيت في افتتاح الندوة عدد من الكلمات من قبل عميد دار المصطفى للدراسات الإسلامية بتريم عمر محمد بن حفيظ والموجه العام لأربطة التربية الإسلامية ومراكزها التعليمية والمهنية أبوبكر العدني المشهور ومدير منتديات وادي حضرموت الدكتور عبدالله بن محمد بن شهاب أشارت جميعها إلى أهمية الندوة والتوصيات والنتائج التي ستخرج بها .. مشيدين بكل الجهود الرسمية والشعبية في مواجهة تداعيات وآثار الكارثة.. وتناقش الندوة عدداً من التقارير والدراسات العلمية لعدد من الجهات الحكومية والأكاديميين من جامعات حضرموت وصنعاء وعدن وذمار والأحقاف وكلية المجتمع بسيئون وهيئات ومنظمات المجتمع المدني لدراسة مسببات كارثة السيول وحجم الأضرار الناجمة وحصاد المياه وإدارة الري التقليدي في وادي حضرموت والمعالجات العلمية لكوارث الفيضانات في وديان اليمن والكوارث المحتملة للتغييرات المناخية على العمارة الطينية في محافظة حضرموت. كما ستستعرض الندوة دراسة دلالية حول السيل في القرآن الكريم وإعادة تحديث المسايل والسواقي ومجاري السيول ودور الحضارمة في توثيق حوادث السيول وأثر السيول على استقرار السكان في حضرموت (مديرية ساه أنموذجاً ) والأضرار البيئية للكارثة، وكيفية معالجتها والآثار البيئية التي خلفتها السيول في بيئة وسكان الوادي وكيفية السيطرة عليها في المستقبل ودراسة الآثار الإيجابية لمياه السيول وسبل استغلالها، وأثر الأمطار والسيول على التربة وخواصها الفيزيائية والكيميائية وتأثير الكارثة على النخيل في حضرموت (المشكلة والحل) وتأثير الفيضانات والسيول على الثروة الحيوانية والرؤية المستقبلية والمعالجات والفوائد الغذائية وغير الغذائية لشجرة السيسبان (المسكيث) وتأثير الإنسان في الأغطية النباتية الطبيعية والمزروعة وأثر الفيضانات في الإخلال بالتوازن البيئي. فضلاً عن أوراق عمل علمية أخرى حول الكارثة والمعالجات وتجاوز تداعياتها، بالإضافة إلى زيارات ميدانية لعدد من المناطق المتضررة في الوادي ولقاءات مفتوحة مع المتضررين. وكان قد عرض في الجلسة الافتتاحية للندوة التي حضرها وكيل وزارة المياه والبيئة لقطاع البيئة الدكتور حسين علوي الجنيد فيلمان حول الكارثة ومسبباتها.. وتم على هامش الندوة افتتاح معرض للصور حول آثار الكارثة التي شهدها الوادي أواخر أكتوبر من العام المنصرم.