اطلع نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية صادق أمين أبو راس أمس في مديرية أرياف المكلا، على الجهود الحكومية لإعادة تجهيز خدمات الطرق والمياه والكهرباء المتضررة. واطلع أبو راس على الأضرار التي أصابت المنازل والممتلكات الزراعية والبنى التحتية في المديرية... وتركزت الأضرار - التي خلّفتها كارثة تدفق السيول في المناطق المحيطة بوادي الحامديين، كقرية اللصب وهوته ومنصة - على تدمير مساحات شاسعة من الأراضي التي تشتهر بزراعة فاكهة الموز وأشجار الليمون والمانجو، إلى جانب القضاء على الحواجز الدفاعية للوادي. وغمرت السيول سبعة ينابيع للمياه التي يعتمد عليها المواطنون في الري الزراعي والشرب، بالإضافة إلى إحداث أضرار بالغة في الخدمات الأساسية من مشاريع البنى التحتية كالمياه والكهرباء، فضلاً عن تدمير ما يقارب 14 منزلاً بشكل كلي وجزئي. وتمثلت أضرار السيول في مناطق العرفة والنويمة والعكابرة المجاورة المنتشرة في جوانب مختلفة لمديرية أرياف المكلا في حدوث تشققات جزئية ببعض المنازل السكنية للمواطنين وجرف مساحات زراعية محدودة، إلى جانب تدمير شبه كلي لخدمات الكهرباء والمياه والطرقات. وشدد نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية على ضرورة قيام السلطة المحلية في المديرية بسرعة إزالة الأحجار والأتربة الكثيفة التي غمرت ينابيع المياه، وتكثيف الجهود لفتح الطرق المتقطعة بصورة إسعافية حتى تتمكن الجهات المختصة من إعادة الوضع إلى ما كان عليه في المستقبل القريب، خاصة بعد أن تم توفير النفقات المالية المطلوبة لها.. وأكد أبو راس للمتضررين أن توجيهات رئيس الجمهورية واضحة بسرعة حصر المنازل والممتلكات الخاصة والعامة المتضررة، من قبل السلطة المحلية واللجان الفنية المختصة حتى يتسنى للحكومة وضع البرامج والاستراتيجيات اللازمة لتعويض المتضررين وإعادة مشاريع الخدمات الأساسية إلى ما كانت عليه. رافق نائب رئيس الوزراء وكيل محافظة حضرموت عمير مبارك عمير، ومدير الأمن العميد محمد الحامدي. إلى ذلك اطلع محافظ حضرموت سالم أحمد الخنبشي أمس على نشاط الفريق الطبي الجزائري، الذي وصل إلى المحافظة أمس الأول الجمعة للمشاركة في دعم الجهود الطبية للحكومة اليمنية لمواجهة ما خلّفته كارثة فيضانات السيول من أضرار صحية وبيئية. واستمع المحافظ من رئيس البعثة الجزائرية الدكتور بغدونس عبدالقادر، إلى شرح حول طبيعة عمل الفريق، الذي يضم مختصين في مجال إدارة الكوارث ومكافحة الأوبئة والأمراض الناجمة عن المستنقعات والبرك المائية. خلال ذلك ثمّن المحافظ حرص الجزائر الشقيق الوقوف إلى جانب اليمن في مواجهة أضرار كارثة السيول... ووجّه الأجهزة الصحية بتسهيل كافة الإجراءات أمام الفريق الجزائري لما من شأنه إنجاح مهمته الإنسائية، والعمل على تحقيق الاستفادة المثلى من خبرات وتجارب الأشقاء الجزائريين في مجال إدارة الكوارث ومكافحة الأوبئة.. حضر اللقاء الأمين العام للمجلس المحلي في المحافظة سعيد علي بايمين، ومدير عام مكتب وزارة الصحة العامة والسكان الدكتور العبد ربيع باموسى.. من جهة أخرى أكد وكيل محافظة حضرموت لشئون الوادي والصحراء أحمد جنيد الجنيد ضرورة الإسراع في حصر الأضرار التي لحقت بمرافق الخدمات الأساسية جرّاء كارثة السيول التي شهدتها المحافظة.. ودعا وكيل المحافظة، في اجتماعه أمس في سيئون بمسئولي مكاتب الصحة العامة، التربية والتعليم، الأشغال العامة والطرق، المياه والكهرباء، الزراعة، الاتصالات، مياه الريف والثقافة، إلى تحري الدقة في حصر الأضرار ورفع تقاريرهم النهائية إلى السلطة المحلية في الوادي والصحراء في موعد أقصاه غداً الاثنين.. وبيّن أن تلك التقارير ستُرفع إلى مجلس الوزراء عبر لجنة الإغاثة، التي يرأسها نائب رئيس الوزراء للشئون الداخلية صادق أمين أبوراس، لإقرارها... ولفت الوكيل إلى أهمية تضمين تلك التقارير الإجراءات الأولية التي اتخذتها تلك القطاعات لمواجهة آثار الكارثة، وإبراز المعالجات القادمة والاستراتيجية لمواجهة الأضرار لإعادة الخدمات إلى طبيعتها.. إلى ذلك أشاد وكيل محافظة حضرموت لشئون الوادي والصحراء أحمد جنيد الجنيد، بدور الشركات النفطية العاملة في وادي حضرموت، ومساهمتها في عمليات الإنقاذ والإغاثة في مديرية ساه منذ اللحظات الأولى للكارثة.. ونوّه الوكيل الجنيد إلى ما لعبته شركتا توتال الفرنسية وكنديان نكسن بتروليم يمن العاملتين في مناطق الامتياز بوادي حضرموت، من دور إيجابي في هذا المجال، وفتح الطرقات بين مختلف مراكز المديرية، وإنقاذ الأسر التي حاصرتها مياه الفيضانات. جاء ذلك خلال لقاء وكيل المحافظة أمس وفد شركة كنديان نكسن في مدينة سيئون برئاسة الرئيس والمدير العام للشركة جريجور ماويني، وبحضور المدير التنفيذي للشركة في اليمن المهندس علي السحيقي، حيث جرى استعراض الأضرار الناجمة عن كارثة السيول في مديرية ساه، والخسائر التي ألحقتها بالأرواح والثروة الحيوانية والممتلكات العامة والخاصة، والأثار الاقتصادية السلبية على سكان المديرية العاملين معظمهم في القطاع الزراعي. وأوضح الوكيل الجنيد أن السيول جرفت مساحات واسعة من الرقعة الزراعية في المديرية تمثلت ب462 ألف شجرة نخيل، وأكثر من 5 آلاف من الأشجار المثمرة الأخرى كالحمضيات، ونحو 10 آلاف خلية نخل، بالإضافة إلى تضرر منشآت الري وانجراف التربة. وأعرب عن الأمل في أن تسهم شركة نكسن ضمن مشاريعها السنوية في هذا الجانب خاصة شق الطرقات وتوفير معدات الرش اللازمة وأشباك الجابيون المستخدمة في بناء مصدات الحماية للوديان من مياه السيول وإعادة تأهيل مياه الشرب في المناطق المتضررة من مديرية ساه.. وقد عبّر رئيس الشركة في اليمن (جريجور ماويني) عن حزنه لآثار الكارثة وتعازيه لأسر الضحايا والمنكوبين... ولفت إلى أن الشركة ستدرس مساهمتها في معالجة الأضرار ومرحلة الإعمار، فضلاً عن دعمها الذي أعلنته في وقت سابق، والبالغ مليون دولار لصالح إغاثة المنكوبين.. إلى ذلك انطلقت أمس من محافظة أبين قافلة الإغاثة للمنكوبين والمتضررين من كارثة السيول والأمطار في محافظتَي حضرموت والمهرة بالمنطقة الشرقية. وتضم القافلة، التي يرأسها الوكيل المساعد للمحافظة عادل حمود الصبري، وعضوية محمد أحمد أمبله - مدير عام الصناعة والتجارة، وعبدالله سعيد - رئيس لجنة الشئون الاجتماعية للمجلس المحلي بالمحافظة، «18» قاطرة من المواد الغذائية الأساسية، القمح والدقيق والأرز والسكر وكذا حليب الأطفال ومواد وأدوات منزلية وملابس نسائية وبطانيات وفرش وغيرها ويبلغ وزنها ستين طناً بتكلفة أكثر من ثلاثة وعشرين مليون ريال.. كان في وداع القافلة الأخ المهندس أحمد بن أحمد الميسري - محافظ المحافظة، والعميد حمود حسان الحارثي - مدير أمن المحافظة، وعدد من مدراء عموم مكاتب الوزارات بالمحافظة.. وفي أثناء توديع القافلة أدلى الأخ محافظ أبين بتصريح لوسائل الإعلام قال فيه: إن هذه المساعدات والمعونات المقدمة من أبناء محافظة أبين تأتي في سياق الحملة الوطنية لمواجهة آثار الكارثة الناجمة عن السيول والأمطار، التي جاءت تتويجاً لتوجيهات القيادة السياسية في هذا الإطار... مشيراً إلى أن محافظة أبين مثل غيرها من محافظات الجمهورية هبّت لجمع هذه التبرعات، وسيتم إرسال هذه المساعدات لإخواننا المتضررين في محافظتي حضرموت والمهرة بغية تخفيف حدة معاناة المتضررين جراء تلك الكارثة.. كما وصلت محافظة المهرة قافلة مساعدات إغاثية من محافظة الضالع لإخوانهم بالمهرة برئاسة الوكيل المساعد للمحافظة محسن الحلالي.. وتتكون القافلة من 6 شاحنات تحمل 250 طناً من مواد الإغاثة للمتضررين جراء كارثة سيول الأمطار التي شهدتها المحافظة مؤخراً... كان في استقبال القافلة الوكيل المساعد لمحافظة المهرة حسين علي المسعدي ومدير عام مكتب الصناعة والتجارة بالمحافظة عامر سعد.. وخلال لقاء محافظ المحافظة علي محمد خودم للوكيل المساعد لمحافظة الضالع محسن الحلالي وأعضاء الوفد المرافق أشار إلى أن المواقف الإنسانية لأبناء الضالع ستظل في مخلدة في قلوب أبناء محافظة المهرة وقيادة السلطة المحلية.. من جانبه أكد الوكيل المساعد لمحافظة الضالع أن المساعدات تأتي في إطار وحدة وتلاحم أبناء الوطن والتكافل الاجتماعي في الظروف والمحن المختلفة
