خرجت الندوة العلمية حول دراسة كارثة السيول بحضرموت والإسهام في المعالجات والحلول، في ختام أعمالها أمس بالعديد من التوصيات، التي أكدت الإسراع في تأهيل وتهذيب مجاري السيول وإعادة صيانة المنشآت المائية بالأودية، والاستفادة من الخبرات المحلية المتراكمة وفقاً للمعايير الهندسية الحديثة. وأكدت توصيات الندوة، التي نظمها مركز الإبداع الثقافي للدراسات وخدمة التراث ومنتديات وادي حضرموت الثقافية والاجتماعية بالتنسيق مع السلطة المحلية في وادي حضرموت وأربطة التربية الإسلامية ومراكزها التعليمية والمهنية، على ضرورة وضع آلية تضمن استدامة صيانة وتنظيف مجاري السيول ومنشآتها، من خلال توحيد الجهد الشعبي والرسمي وتفعيل التشريعات الفقهية والوضعية بما يضمن الحفاظ على مجرى السيول وحرمها كمنفعة عامة. كما شددت على منع الاستخدام السيء لمجاري المياه كرمي المخلفات فيها وغيرها، وكذا ضرورة الاهتمام بالتخطيط الحضري وتطويرها وإيجاد مجلس تخطيط حضري، يضم كافة المؤسسات الرسمية والشعبية ذات العلاقة، وإشراك المتضررين عند تخطيط وتصميم واختيار المواقع الجديدة بما لايتعارض مع الأسس الهندسية والفنية، والمساهمة في حل نزاعات الملكية والحفاظ على النمط المعماري التقليدي في مدن وادي حضرموت مع إدخال تحسينات هندسية من الأساسات والجدران بما يؤمن حماية المبنى من السيول. ودعت إلى استكمال إجراءات تأسيس مركز العمارة الطينية كمركز وطني في وادي حضرموت، وإقامة مشروع طارئ لإعادة تأهيل البنية الأساسية في القطاع الزراعي التي دمرتها السيول، وتأسيس هيئة لتطوير وادي حضرموت وإيجاد مشروع لتطوير زراعة النخيل، يتضمن برامج للتعويض والإحلال، وإنشاء مختبر إكثار النخيل بالأنسجة في الوادي ومشروع وطني لتطوير النحل ومراعي النحل في حضرموت وحل مشكلات الأراضي الزراعية والتعويضات. وحثت التوصيات على تشجيع إيجاد آليات إنتاج وتسويق تساهم في زيادة الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني في الوادي بما يحسن من دخول المزارعين، والاهتمام بالحفاظ على الغطاء النباتي وتشجيع زراعة أشجار السدر وإيجاد آلية مستدامة للإدارة المتكاملة لشجرة المسكيت (السيسبان). وأوصت بعمل دراسات لتحديد طبيعة ومصادر التلوث في المناطق المنكوبة وإلزام الشركات والمؤسسات العاملة في مجال الاستثمار في الوادي بالمساهمة في تمويل معالجات التلوث البيئي، ووضع منظومة متكاملة لتوفير البيانات المناخية في الوادي، وإيجاد قاعدة معلومات مناخية تساعد على رصد التغيرات المناخية المختلفة وتدفقات السيول، مع وضع نظام إنذار مبكر ورفع وعي المواطنين بأخطار كوارث السيول وكيفية التعامل معها. بالإضافة إلى ذلك وضع آلية لإدارة الكوارث، خاصة كوارث السيول بالوادي، وعمل الدراسات اللازمة لذلك، والاهتمام بالجانب الصحي والنفسي للمتضررين من السيول.. وفي حفل ختام الندوة، التي استمرت أربعة أيام، أكد وكيل محافظة حضرموت لشئون الوادي والصحراء أحمد جنيد الجنيد، أهمية التوصيات التي خرجت بها الندوة، التي شارك في صياغتها أكاديميون من جامعات: صنعاء، عدن، حضرموت، ذمار والأحقاف وكلية المجتمع في سيئون، الذين قدموا أوراق عمل حول الكارثة وآليات تجاوز آثارها. مشيراً إلى أن تلك التوصيات ستقدم للمناقشة في أول اجتماع لصندوق إعمار المناطق المتضررة من كارثة السيول في حضرموت والمهرة المزمع انعقاده يوم الخميس القادم بمدينة سيئون برئاسة رئيس مجلس الوزراء. وأشاد الوكيل بالجهود التي أدت إلى إنجاح الندوة من قبل الجهات المنظمة والمشاركين بأوراق العمل العلمية التخصصية من الأكاديميين في الجامعات اليمنية.. لافتاً إلى أن مخرجات هذه الندوة ستلقى الاهتمام من السلطة المحلية سعياً لتنفيذها. كما ألقيت في الختام بحضور وكيل وزارة المياه والبيئة لقطاع البيئة الدكتور حسين علوي الجنيد، كلمتان من رئيس اللجنة التحضيرية للندوة أحمد السري.. وعن المشاركين الدكتور خميس رويشد أكدتا أهمية التوصيات التي خرجت بها الندوة. وأشارتا إلى مستوى الجهود والتفاعل من قبل المشاركين في البحث عن المخرجات التي ستسهم في معالجات الكارثة وتجاوز تداعياتها، إلى جانب المساهمة المطلوبة في دعم عمليات إعادة الإعمار. إلى ذلك أشاد رئيس لجنة الإفتاء بتريم العلامة مشهور بن حفيظ بالجهود التي بذلت في إنجاح الندوة والخروج بالعديد من التوصيات الهامة.. مؤكداً أهمية أن ترى مخرجات الندوة النور والتنفيذ على الواقع من قبل كل الجهات المختصة.. كما أشاد في هذا الصدد بجهود الدولة من أجل تجاوز آثار الكارثة والبدء بإعادة ما دمرته
