زوجته "زهراء سعد" لا تحصل منه إلا على الشتائم، تقول: "طلبت الطلاق حتى أضمن لبناتي تربية أخلاقية بعيداً عن أخلاق والدهم". تنتظر 3500 زوجة يمنية الحكم بطلاقهن من أزواجهن نتيجة تعرضهن للعنف والشروع في القتل منذ عام2007، بحسب دراسة لمركز مساندة المرأة "مدى" بالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة الإنمائي للمرأة وصندوق الإنماء ووزارة العدل اليمنية، لافتةً إلى أن أغلب القضايا كانت لزوجات يطالبن ب"خلع" أزواجهن، بينما بعضها رفعه أولياء أمور الزوجات ضد الأزواج بتهمة محاولة القتل العمد. وأشارت الدراسة إلى أن العنف توزع بين ضرب وسب وإهانه وإيذاء وقتل خطأ وقذف وتهديد. يقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء والمهتم بقضايا مناصرة المرأة الدكتور عادل الشرجبي: "العنف العائلي الموجه ضد المرأة هو الأكثر انتشاراً، غير أن النساء اليمنيات يتحفظن في الحديث عنه". وتعتبر الباحثة محاسن الحواتي أن تقييد حرية المرأة مظهر من مظاهر العنف، وتقول: "لماذا تحظى كبيرات السن بالاحترام بينما يهمل الرجال أصوات الصغيرات ؟" مؤكدة أن نسبة 67% من اللواتي شملتهن الدراسة تعرضن للعنف من قبل أزواجهن و 30% تعرضن للعنف من قبل إخوانهن الذكور. الدراسة أغفلت رصد عنف الأبناء ضد الأمهات، فيما بلغت نسبة عنف الوالدين ضد بناتهم 17%، ويتركز في ممارسات العنف الاجتماعي والنفسي والتعليمي، وأن 76% من النساء المعنفات قد تعرضن للضرب باليد، فيما تعرضت 23% منهن للضرب بالعصا وأدوات منزلية أخرى. كما بينت الدراسة أن المرأة الريفية أكثر تعرضاً للضرب وأن أكثر من 45% من النساء المتزوجات تعرضن للضرب مرة واحدة على الأقل، و69% منهن ضربن بسبب المعاشرة الزوجية. ويرى بعض المختصين أن هذه الإحصائيات بنيت على حالات وصلت إلى الجهات الرسمية، وأن هناك حالات كثيرة لم يتم الإبلاغ عنها.