رحب رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أمس الاثنين بالمواقف التي أعلنها القادة العرب في قمة الكويت تجاه وحدة الموقف العربي وتضامنه مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة والحرص على المصالحة الوطنية الفلسطينية. وأعرب فياض خلال مؤتمر صحفي فى رام الله عن شكره لأمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وتبرعه بنصف مليار دولار من المساعدات وكذلك خادم الحرمين الشريفين على تبرعه بمليار دولار للمساهمة في إعادة إعمار غزة. وتمنى فياض أن تتمكن قمة الكويت من وضع حد لمظاهر الانقسام العربي وإعادة التضامن العربي ليكون سنداً للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة. وقال: إن الوفاء لتضحيات ومعاناة الشعب الفلسطيني والقدرة على النجاح في مواجهة المخاطر المحدقة بمستقبل المشروع الوطني الفلسطيني تستدعي التقدم من الجميع وبسرعة لاعادة وحدة الوطن واستعادة التضامن العربي الموحد مع حقوق الفلسطينيين ووضع حد لمعاناتهم. وأكد فياض انه لا ينبغي السماح ولا بأي حال من الاحوال بأن تكون القضية الفلسطينية الا قضية اجماع عربي. وأضاف فياض: إن تثبيت وقف اطلاق النار يتطلب تنفيذ العناصر الاخرى التي وردت في المبادرة المصرية وقرار مجلس الأمن 1860 وفي مقدمتها الانسحاب الاسرائيلي ورفع الحصار وفتح المعابر. وأشار الى ان العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة واستباحة أرواح ابنائه ومقدراته يؤكد الضرورة الملحة لوجود قوات دولية فاعلة تمنع تكرار العدوان الاسرائيلي وتساعد السلطة على توفير الامن والنظام العام للفلسطينيين في القطاع وتضع حداً للاستيطان والاستباحة الامنية في الضفة الغربية. وأوضح أن جوهر المصالحة تشكيل حكومة توافق وطني تعمل على إعادة الوحدة للوطن وتتحمل المسؤولية في ادارة شؤون البلاد وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال.. مؤكداً ان انجاز هذا الامر سيوفر البيئة اللازمة ويفتح الطريق لحوار وطني شامل يعالج كافة القضايا المختلف عليها.وأضاف: إن تشكيل هذه الحكومة يحمل اجابة على كافة العناصر الاخرى المتعلقة بالاشراف على المعابر وغيرها من القضايا ويجنب الانجرار الى صيغ ولجان لاعادة الاعمار. الى ذلك أكد أحمد عبدالرحمن، مستشار الرئيس الفلسطيني والناطق الرسمي باسم حركة فتح، أمس الاثنين فشل كل المحاولات السابقة للتوصل إلى تسوية سلمية سواء من خلال اللجنة الرباعية، أو من خلال اللقاءات الثنائية، أو من خلال انابوليس، وأصبح من الضروري على مجلس الأمن، والأسرة الدولية أن يصدرا قراراً بالدعوة إلى مؤتمر دولي ملزم وبرعاية دولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وقال أحمد عبدالرحمن: إن المذابح الإسرائيلية على رقاب الشعب الفلسطيني لن تؤدي في نهاية المطاف إلا إلى نسف الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. وأعرب عن اعتقاده أن الأداة القادرة على تحقيق الأمن والاستقرار، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، هي مؤتمر دولي موجه إلى إسرائيل التي تخرج على القانون الدولي وتضع نفسها فوقه، وترتكب هذه المذابح في قطاع غزة. وفى سياق متصل دعا النائب الفلسطيني المعتقل لدى إسرائيل مروان البرغوثي، أمين سر حركة فتح، إلى تشكيل حكومة فلسطينية موحدة تتولى إعادة الأعمار والبناء، والتحضير لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية وأخرى لعضوية المجلس الوطني الفلسطيني. ودعا البرغوثي في رسالة من سجنه قمة الكويت إلى اتخاذ قرارات واضحة وقوية لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال والاستيطان والحصار وإجبار إسرائيل على إنهاء احتلالها للأراضي العربية والفلسطينية، واستخدام كافة الطاقات التي يمتلكها العرب لتحقيق هذا الهدف. وأكد البرغوثي ضرورة أن توفر قمة الكويت كل أسباب الدعم بكافة أشكاله للشعب الفلسطيني، كما دعا البرغوثي القمة العربية إلى مضاعفة الجهود العربية وتوحيدها لدعم وحدة الصف الفلسطيني ودعم الحوار الوطني والوفاق الفلسطيني ودعم مقاومته للاحتلال. من جهة أخرى حيا البرغوثي الهبة الشعبية التضامنية من كل شعوب العالم مع الفلسطينيين ورفضهم للعدوان والجرائم الإسرائيلية بحق قطاع غزة ، مؤكداً أن هذا يثبت أن القضية الفلسطينية ما زالت تمثل الضمير الحي لشعوب العالم باعتبارها واحدة من أبرز قضايا التحرير العادلة في العالم. ووجه البرغوثي تحية خاصة إلى كل من فنزويلا وبوليفيا لقرارهما قطع العلاقات مع إسرائيل، ودعا الدول العربية التي تقيم علاقات مع إسرائيل إلى الاقتداء بهذه الخطوة. واعتبر البرغوثي أن دم الأطفال الفلسطينيين انتصر على الطائرات والدبابات والبوارج الحربية الإسرائيلية، وأن إرادة الشعب الفلسطيني، وأطفاله ونسائه ورجاله وشيوخه ومقاوميه أقوى من العدوان المجرم، وقد أثبت هذا العدوان مرة أخرى حقيقة دولة الاحتلال الإجرامية التي تستعرض قوتها بقتل الأطفال والنساء والشعب الأعزل.