نجح العمانيون في استضافة بطولة خليجي«19»، وسنوا أسلوباً جديداً في فن الإعداد، رغم ماصاحب جهودهم الجبارة من«هنات» تعد في قاموس الإنجاز الخليجي بلا معنى، ولاوزن لها في مقياس النجاح الذي أخرجته أيدي الأشقاء في عمان.. وتلكم الهنّات التي نعنيها لاعلاقة لها بالعمانيين، ولاتشوه الوجه الجميل الذي رسمته ريشة المخلصين في الشئون الرياضية في مسقط الخير، ولاتقدح أو تنتقص من الاستضافة الرائعة لخليجي«19».. فالبطولة شابتها حروب إعلامية تكتيكية أسهمت في منح المنافسة إثارة ومتعة ورفعت منسوبهما لدى المنتخبات المتنافسة ومسئوليهم الإداريين والفنيين. أما الشائبة الثانية التي عكرت الأمزجة ورفعت ضغط الدم عند الأجهزة الفنية والإدارية فهي«التحكيم» الذي كان القاصمة لجهود الكثيرين، ولم يسلم منها منتخب من المنتخبات الثمانية.. فإما بسبب النوايا المبيتة التي اتهمهم بها المدرب المصري محسن صالح، وطالبهم حينئذ بعرض نواياهم على جهاز كشف الكذب قبل قيامهم بإدارة مباراة خليجية، مثلهم مثل اللاعبين الذين يطالبون بفحص مخبري للتأكد من عدم تناولهم منشطات، فيما اتهم بعض المسئولين في الدولة المستضيفة أحد الحكام بعدم قدرته على إدارة مباراة بحجم البطولة الخليجية لانتفاء امتلاكه الإمكانات والمقومات الأساسية لذلك.. لقد أخبرني أحد الحكام اليمنيين «الذي كان مرشحاً لإدارة المباراة الختامية لولا رغبة المنتخب السعودي بأن الحكم أجنبياً» أخبرني أن الحكام اليمنيين لايزالون بالنسبة للجنة التحكيم المشرفة على البطولة غير جديرين بإدارة مباراة في الساحة، فيما أتيحت لآخرين من دول خليجية تحكيم مباريات لأول مرة وخصوصاً مبارياتنا الثلاث التي كانت حقل تدريب وتجارب لهؤلاء الحكام المبتدئين، ورأيتم كيف قادوا تلك اللقاءات، فلا يوجد مباراة لليمن إلا وتعنتر علينا الحكام فأشهروا البطاقات الملونة وبخاصة منها البطاقة الحمراء التي شاهدناها ترفع بدون تمهل في وجه لاعبي اليمن كتعبير من الحكام أنهم شجعان وجريئون، فيما ان الشك والريبة تحيطهم من جميع الجهات،، فلعبت أخطاء الحكام في حرمان منتخبات من حقها في المساواة والعدل والإنصاف في النظرة.. فالحكم الأوزبكي رفشان أريماتوف قاد مباراة الافتتاح التي جمعت مستضيف البطولة العماني ونظيره المنتخب الكويتي وانتهت بالتعادل السلبي.. فخرجت الصحف والفضائيات العمانية بحملة شديدة اللهجة وانتقدت بحدة أداء الحكم«رفشان» الذي قال عنه الشيخ سالم الوهيبي نائب رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم معلقاً على ماآلت إليه النتيجة الافتتاحية لمنتخبه:«إن لعنة التحكيم والحكام مازالت تلاحق المنتخب العماني منذ دورة كأس الخليج الثامنة عشرة التي أقيمت في الامارات، وحتى هذه البطولة في مسقط».. وكان الوهيبي قد أوضح في تصريح صحفي عقب ختام تلك المباراة ان خروج منتخب عمان مع الكويت متعادلين سببه الحكم الأوزبكي«رفشان أريماتوف» الذي تغاظى عن الكثير من الأمور.. وأضاف أيضاً: ان بعض الحكام هم السبب الرئيسي في تحطيم الأحلام المشروعة في الفوز.. مذكراً ان منتخب عمان كان قد بلغ النهائي في خليجي«18» بالامارات لكنه تم اقصاؤه بفعل فاعل..!! وأما عضو اتحاد القدم العماني طلال العامري فانفجر غاضباً باتجاه الحكم المساعد الدولي السعودي ابراهيم الدباسي وقال: ان الحكم السعودي الدباسي كان طوال الوقت في المباراة شارد الذهن، ولذلك فأخطاؤه كانت قاتلة، أثرت على سير اللقاء.. وأضاف: ان الدباسي الحكم المساعد لايصلح لإدارة مباراة رسمية في بطولات لها تاريخ كبير بحجم دورات الخليج.. وفي المباراة الافتتاحية لمنتخبي البحرينوالعراق التي حكمها الاماراتي محمد الجنيبي وتسبب في اضعاف أسود الرافدين وحرمهم من لاعبين اثنين بطردهما من أول اللقاء، فإن النتيجة التي فاز بها البحرينيون جاءت عقب ذلك، مماأثار شكوكاً حول أداء الحكم الاماراتي«الجنيبي» فقد تحصلت البحرين على النقاط الثلاث بفوزها على العراق«3/1».. فانتقد المدرب«فييرا» الحكم الاماراتي في المؤتمر الصحفي وأشار إلى انه أفسد اللقاء من خلال الظلم الذي طال لاعبي العراق.. كما حمل النجم العراقي كرار جاسم على الحكم الاماراتي محمد الجنيبي وأرجع الخسارة القاسية التي تعرض لها منتخب بلاده إلى سوء إدارة الحكم الجنيبي للمباراة وطرده اللاعب العراقي هيثم كاظم مبكراً مما أفسد المباراة، وقال: انه لم يحتسب ضربة جزاء للمنتخب العراقي أكد صحتها المحللون الرياضيون، وذلك عندما قام المدافع البحريني بجذب المهاجم العراقي جاسم غلام داخل المنطقة المحرمة، وكان يمكن للعراق أن يعادل النتيجة بعد تقدم البحرين بهدف الأول.. وأكد اللاعب العراقي كرار جاسم ان الحكم الاماراتي ذبح آمال المنتخب العراقي وأخرجه مبكراً من البطولة.. يمكننا اتهام الحكام الثلاثة الذين أداروا مباريات منتخبنا الوطني في خليجي«19» بأنهم«متحاملون» إلى درجة الظلم والتربص مع سبق الاصرار والترصد.. وقد يقول قائل: كأنك تحمل الحكام العراقيوالبحرينيوالكويتي الخسارات الثقيلة منها والمذلة، و تبرئ ساحة الجهاز الفني واللاعبين والاتحاد الكروي؟ وبوضوح أجيب.. ان الحكام الثلاثة نفوا عن أنفسهم الحيادية، وخلعوا رداء العدل والمساواة والنظرة النزيهة إلى المنتخب اليمني بصورة خاصة، وحرمانه من حقوقه وطموحه في تقديم مالديه، وبخاصة في المباراتين الافتتاحية أمام المنتخب الاماراتي والختامية أمام المنتخب القطري.. فالأحمر اليمني رغم ظهوره المتواضع قياساً بنتائجه فانه من حقه العدالة والنظرة إليه كمنتخب يبحث عن ذاته، لا النظر إليه من الحكام بذات العين التي يراه بها منافسوه من المنتخبات الكبيرة المحققة للبطولات الثلاث على التوالي، حيث حققت السعودية وقطروالامارات خليجي«16» و«17» و«18».. فمنذ مباراة منتخب بلادنا أمام الامارات شعرنا اننا أمام منافسة مزدوجة الأولى أمام منتخب الامارات الباحث عن الحفاظ على لقب خليجي«18» والثانية أمام الحكم العراقي المتشنج كاظم عودة الذي سهل مهمة حامل اللقب بضربة جزاء مشبوهة ثم أعقبها طرد المدافع المتأخر محمد العماري فانفتحت الثغرات المغلقة أمام مهاجمي الامارات وتحصلوا على النقاط الثلاث والأهداف الثلاثة بمساعدة الصافرة الظالمة للحكم العراقي.. ومن عجائب البطولة الخليجية التاسعة عشرة بمسقط ان الاماراتيين ارتبط مصيرهم في التأهل على ماسيقدمه منتخبنا الوطني في الجولة الثالثة أمام قطر وهو أيضاً منتخب يرتبط تأهله للدور قبل النهائي بنتيجة مباراته مع المنتخب اليمني الذي أدهش المراقبين بتنفيذه تكتيكاً متوازناً في الهجوم المعاكس واغلاق مناطق الدفاعات التي يمكن للقطريين النفاذ منها.. وأدى المنتخب الوطني مباراة جيدة حتى الأنفاس الأخيرة عندما توج الحكم الكويتي ناصر العنزي تحامله على لاعبي منتخبنا وتربصه بهم لمنح المنتخب القطري فرصة الفوز الذي تأخر كثيراً بالنسبة للقطريين، ولم يستسغ كما يبدو الحكم العنزي النتيجة التعادلية بهدف لكل من المنتخبين فأعطى العنابي ضربة ثابتة على رأس خط ال«18» لمرمانا وطرد لاعبين أثنين في الخط الدفاعي هما محمد صالح وزاهر فريد لأنهما قالا له بحسب ما أخبراني به هذا ظلم، لأن الخطأ ارتكبه المهاجم القطري على لاعبنا هيثم الأصبحي وليس العكس. وقد اتهمت الفضائيات عقب تلك المباراة الختامية حكم اللقاء ناصر العنزي بأنه ارتكب عدة أخطاء تحكيمية أعظمها الضربة الثابتة الحرة المباشرة التي جاء منها هدف الفوز للمنتخب القطري، وماتلا ذلك من أحداث وإشهار البطاقات الحمراء الأربعة التي أبانت الحالة النفسية المتوترة للحكم ناصر العنزي الذي اعتبر اللاعب ال«21» للقطريين وارتكب أخطاء شوهت سمعة التحكيم وأكدت إصرار الحكام على الظلم عامدين أو راغبين في المساعدة على حساب اليمن واعتبروها الحلقة التي يجب أن تكون الأضعف. وطالت الاتهامات الحكم الفرنسي «برنارد لينك» الذي أدار مباراة عمانوالبحرين فاتهمه البحرينيون بمجاملة ابن بلده المدرب الفرنسي «الوروا» حينما تغاضى عن التسلل الواضح على لاعب عمان حسن ربيع الذي تداخل في كرة مررها بدر الميمني لزميله فوزي بشير في الدقيقة «43» وأثبتت الإعادة التلفزيونية تداخل اللاعب سلمان ربيع في اللعبة وهو متسلل مما أتاح الفرصة لفوزي بشير ليسجل هدفاً ثانياً لعمان.. كما أن لاعب البحرين سلمان عيسى انفرد بالحارس العماني ثم تخلص منه وكاد يسجل هدف التعادل لولا أن الحكم القطري المساعد الثاني احتسبها تسللاً ولم تكن كذلك، وكان يمكن للمباراة أن تتجه اتجاهاً آخر إلا أن طرد لاعبين بحرينيين صعب المهمة عليهم وفاز منتخب عمان بمساعدة أخطاء تحكيمية حسب اتهامات البحرينيين.