كانت الأندلس «أسبانيا» حالياً في فترة من الفترات الزمنية السابقة أحد الآثار والمعالم الإسلامية والتي عرفت بالثراء والفخامة المتميزة ذلك لأنها شهدت تطوراً وازدهاراً كبيراً في مجال الفنون وأن هذا التطور برز وبشكل خاص وواضح في عهد حكم الخليفة عبدالرحمن بن معاوية .. ويعد كل من مسجد قرطبة ومدينة الزهراء وقصر الحمراء من أهم المعالم الزخرفية والأثرية العظيمة ذات الشموخ المعماري الفخم والفريد. ويقول المؤرخون إن الأندلس في عهد حكم الخليفة عبدالرحمن بن معاوية .. شهدت تطوراً وازدهاراً كبيراً في مجال الفنون وكانت قرطبة عاصمة الخلافة الإسلامية في الأندلس والتي أطلق عليها عدة مسميات بأم المدائن وسرة الأندلس ومعدن العلماء وأنها كانت آهلة بالسكان واسعة المسالك وفسحة الأسواق وبهيجة المظهر وزاهية المباني والعمارة وكثيرة الرياض والبساتين وأن في هذه العاصمة الاسلامية جامعاً يسمى بجامع قرطبة والذي يعد أعجب بناء واتقن صنعة. حيث أكد المؤرخون أن جامع قرطبة مازال أفخم وأعظم الجوامع الإسلامية القائمة والذي قام ببنائه عبدالرحمن بن معاوية في عام 786م على أنقاض الجامع العتيق وللجامع تسعة عشر رواقاً عرض كل منها سبعة أمتار ماعدا رواق المحراب الذي يبلغ عرضه حوالي 8 أمتار ويحف بالأروقة من كل جانب صف من الأعمدة .. وجدار القبلة في الجامع يمتد على 130 متراً أما اسواره الجانبية فطول كل منها 180 متراً وبالجامع 19 باباً ينفذ منها عشرة إلى بيت الصلاة الذي يمتد فيه اكثر من 600 عقد والمزينة بقطع الاجر الاحمر والحجارة البيضاء والبالغ مجموع عدد ها حوالي 16 صنفاً وكان هذا مظهراً زخرفياً جميلاً ورائعاً انتشر في العمارة الإسلامية وأخذ عنها البناء في أوروبا العصور الوسطى. ولهذه العقود ايضاً ميزات أخرى .. فالصف الأول منها عقود متجاورة وهي تشبه الى حد قريب بحدوة الفرس وهي عقود ابتكرها الفن الإسلامي في عناصر العمارة وعم استعمالها في بلاد المغرب والأندلس حتى أصبحت عنصراً مميزاً للعمارة في هذه البلاد .. أما الميزة الثانية هي أن للعقود اشكالا أخرى يزداد بها بيت الصلاة رونقاً وبهاء وتجزأ العقود إلى ثلاثة فتحات فكأنه ورقة من الأزهار ترتسم في الفضاء ولقد تشابكت هذه العقود وتعددت أنواعها وتجزأت وحداتها ولم تجمع بأشكالها كلها بمثل الابداع الذي اجتمعت به هناك مقصورة ارتفعت العقود الواحد فوق الآخر وفي الصف الأعلى من هذه المقصورة عقود على شكل حدوة الفرس وأخرى على شكل ورقة الزهرة المقصوصة إلى ثلاث وريقات وعلى جوانب هذه المقصورة نوع من العقود المسننة.