كانت الأندلس «اسبانيا حالياً» في فترة من الفترات الزمنية السابقة من الآثار والمعالم الإسلامية والتي عرفت بالثراء والفخامة المتميزة ذلك لأنها شهدت تطوراً وازدهاراً كبيراً في مجال الفنون وأن هذا التطور برز وبشكل واضح في عهد حكم الخليفة عبدالرحمن بن معاوية ولقد كانت قرطبة عاصمة الخلافة الإسلامية في الأندلس آهلة بالسكان وزاهية المباني والعمارة وفيها أيضاً يوجد جامع قرطبة والذي لايزال من أفخم وأعظم الجوامع الإسلامية وللجامع تسعة عشر رواقاً عرض كل منها سبعة امتار ماعدا رواق المحراب والذي يبلغ عرضه ثمانية أمتار.. ويعتبر الخليفة الحكم بن هشام هو من أقام قبة قرطبة «قبة المحراب» والتي وصفها أحد المؤرخين بأنها مهللة كأنها تيجان صيغ فيها ياقوت ومرجان كذلك تعتبر مدينة الزهراء من أبرز وأهم المدن الأثرية والإسلامية في الأندلس ولقد قام ببنائها وتأسيسها الخليفة عبدالرحمن الناصر وكان ذلك في النصف الأول من القرن الرابع الهجري.. ويقال أن بناء المدينة استغرق مدة خمسة وعشرين عاماً ولقد جلب إليها الرخام الفاخر من جميع البلاد ولقد تضمنت المدينة العجيبة في اتقان الصنعة وفخامة الهمة ونقوش كالرياض وحياض وتماثيل عجيبة وبرك عظيمة محكمة الصنعة وأن الزخارف الأثرية في المدينة تنوعت بحيث تشكل وحدها مجموعة شاملة للزخارف الإسلامية. كذلك تنتشر في الأندلس الكثير من القصور والتي تتميز بالثراء وقمة الفخامة ويعتبر قصر الحمراء أحد أهم القصور الأندلسية الأثرية وذات الطابع الإسلامي ويقال عنه بأنه كان مدينة قائمة بذاتها وحصناً منيعاً للسلاطين.. ولقد تم بناء هذا القصر في القرن الرابع عشر وعلى عهد أسرة بني الأحمر أو بني نصر «أمراء غرناطة» ويعتبر قصر الحمراء صفوة ما أخرجه الفن الإسلامي في الأندلس كذلك يعتبر أيضاً قصر سرقسطة معلماً فنياً ومعمارياً بارزاً والذي أقامه الأمير أبو جعفر المقتدر وعني ببنائه عناية تتضح من آثاره الجميلة والرائعة.