تتخذ من اللوحة وعاء تفرغ فيه مشاعرها وأحاسيسها ورسالة ذات أهداف متداخلة لتجد نفسك والدهشة في قارب واحد ياالله ما الذي أرى بالضبط صور متعددة في لوحة واحدة رسمتها أنامل متمكنة لتكشف ما يدور في عوالمنا وتعري واقعنا المليء بالمتناقضات إنها الشابة غادة الجنيد فنانة تشكيلية أحكمت مزج الألوان فطغت روعة لوحاتها رغم أنها لا تحب الأضواء “شباب الجمهورية” التقتها وكان لنا هذا الحوار :- لا أعرفها ماذا تعرفين عن غادة الجنيد ؟ - لا أدري بماذا أجيب عن هذا السؤال فإن سألت شخص غيري من الذين يعرفون المعلومات عن شخصيتي كفنانة تشكيلية ..وما يدور بخاطرها من طموحات مستقبلية وإبداعات في مجالات عدة فربما أجابوك ومع ذلك فغادة الجنيد إنسانة عميقة الإحساس تميل إلى البساطة جدا , ولا تبحث عن الشهرة والأضواء وإنما عن الهدوء والبساطة والأمان. البداية كيف كانت بداياتك مع الرسم ؟ - لقد كانت بداياتي كبداية أي فنان تشكيلي أمارس هواية الرسم منذ الصغر على الورق والخشب والكراريس المدرسية التي أفرغ فيها كل مشاعر طفولتي برسومات بدائية بسيطة أتذوق فيها لذة الانسجام بين مشاعري والقلم الرصاص ومتعة مزج الألوان . الأسرة من الذي وقف إلى جانبك ؟ - لقد كان هناك العديد من الأشخاص الذين وقفوا إلى جانبي سواء من داخل الأسرة أو من خارجها كصديقاتي ومعلماتي في المدرسة الذين كان لهم دور بارز في إقناعي بوجود إبداع فني تدل عليه رسوماتي وأني لا بد أن أمضي في تحقيقه وتنميته وإظهاره للمجتمع . أما الشخص الذي وقف إلى جانبي كثيرا ودعمني نفسيا وماديا فهو أبي أدامه الله لي ولأسرتي حيث لم يجعلني أتجه للبحث عن الدعم المادي الذي تحتاجه لوحاتي من مصادر أخرى وبالأخص من جامعة تعز . جعبة ماذا تعني لك اللوحة ؟ - اللوحة هي ((الجعبة)) البوتقة التي يفرغ فيها الفنان عواطفه وأحاسيسه وهمومه وانفعالاته. وهي الرسالة الاجتماعية التي يهدف من خلالها المبدع إلى تغيير شيء أو لفت أنظار الآخرين لشيء ايجابي أو سلبي في الشارع . الخط والأشغال اليدوية ماهي المواهب والهوايات الأخرى التي تجيدينها غير الرسم? - الهوايات والمواهب التي أجيدها بدون دراسة لها بعد الرسم هي الخط والأشغال اليدوية والتصميم في فروع عدة لشدة حبي في ابتكار الجديد دائما وكذلك بعض من الشعر والقصة وكتابات القصة القصيرة . مشاركات ماذا عن مشاركاتك ؟ - شاركت عدد من المرات في إنجاح فعاليات الأسبوع الإرشادي في الجامعة كما حصلت على جائزة وشهادة الإبداع لحصولي على المركز الثاني في الرسم وأتطلع إلى المشاركة خارجيا . لا تشتري الرسام ما الذي قدمته لك الجامعة؟ - لقد قدمت لنا الجامعة ولي على وجه الخصوص الشيء الجميل وعملت على اكتشاف هوايتنا و إبراز إبداعاتنا للمجتمع ولقد كانت هي المنطلق الأول لبداياتي والتطلع للظهور أمام الآخرين وأنا أحمل بداخلي الشعور بالشكر والامتنان لها تجاه ذلك ولكن بهذا الخصوص أود أن أشير إلى أن الجامعة تشتري الريشة والألوان ولا تشتري الرسام نفسه لأنه من خلال اختلاطي المباشر بزملائي الفنانين التشكيليين في تعز أكتشتفت أن الجامعة لم تقدم الدعم الكافي مع أن لديها القدرة لتلبية احتياجات الفنانين بأكملها ولكني أجهل أسباب ذلك حتى إنها وللأسف وكما أشرت سابقا تتجه نحو تبنى الريشة والألون بدلا من تبني الرسام نفسه مما أدى إلى نفور الكثير من الرسامين المبدعين . صعوبات ما هي الصعوبات المجتمعية التي تواجهك? - لا أدري أن كان هناك صعوبات قد واجهتني في مسيرتي الفنية جديرة بالذكر والحمد لله. اللوحة الصامتة - ما اللوحة التي ستظل عالقة في ذاكرتك? اللوحة هي (( اللوحة الصامتة عام 2005م )) والتي كانت المنطلق الأول لبداياتي في الجامعة وهي تعبر عن حقيقة المرأة في العالم . هناك العديد من الفتيات اللواتي توقفن عن الإبداع فمتى ستتوقفين أنت ؟ - الانسان الحي يحزن ويغضب ويفرح لا وينفعل ويسعد و..... الخ فالرسم عبارة عن تجسيد لمشاعر حية بداخلي من حزن أو غضب أو فرح أو ... الخ فمات هذا الشعور في داخلي وتبلد مات الرسم كذلك . كيف تقيمين الفن التشكيلي اليمني ؟ - لقد شاهدت الكثير من الفنون التشكيلية اليمنية التي تخلد نفسي لها وتسكن والتي تحمل عدة معاني أهمها تلك التي تعبر عن تراثنا اليمني القديم من رسم الحلي والفضة وشوارع وأزقة صنعاء القديمة ونساء البادية واللبس الشعبي المتميز وغيره من اللوحات التي تعبر ن حضارتنا اليمنية القديمة والتي يلمس في الناظر إليها مدى براعة أنامل الفنان التشكيلي اليمني ؟ كيف تنظرين إلى الواقع الشبابي ؟ - انه واقع يعرفه الجميع فإن تكلمت في هذا الجانب فلن يكفيني مجلدا بأكمله كي أتحدث عن هذا الواقع المليء بالمعاناة وصعوبة المعيشة والتهاون في التعليم وقلة فرص العمل وانعدام التطلع فيهم لمستقبل أفضل والاتجاه نحو المكوث في الأرصفة وتمضية الوقت في الشوارع . بماذا تحلمين ؟ - برضى الله عز وجل ورسوله ورضى والدي عني وبعيشة مستقرة تحت ظل كل محبيني دون الرفاهية وبزيارة البيت الحرام [بإذن الله “(( يارب )). تجف الأوراق متى تبكين يا غادة ؟ - عندما تجف أوراقي فتسقط متناثرة كأوراق الخريف وعندما أقف حائرة في المضي في طريق ما أنا أجهله أم أتنحى جانبا على حافة الرصيف وعندما أتوه بين الاسامي أفتش من فيهم النذل ومن فيهم الشريف . الهدف الحياتي ماهي الرسالة التي توجهينها إلى الشباب? - لا بد أن يكون لكل شاب وشابة هدفا في حياته وان يتمحور هدفه هذا حول إثبات الذات والتطلع نحو مستقبل أفضل يحقق له الاستقرار والهدوء والأمان ولا يتم ذلك إلا بقوة الإصرار وإغلاق بوابة اليأس وفتح نوافذ الأمل كلمة أخيرة ؟ - إذا كان هناك من كلمة فهي الشكر لكل من وقف إلى جانبي والى أختي المتميزة وفاء. السيرة الذاتية غادة الجنيد من مواليد 1984م محافظة تعز بكالوريوس تربية علوم القرآن 2005.