قبل بدءِ القصيدةِ أعلنُ أنّيْ أمد يديْ في الظَّلامْ أفتحُ عيني على وحشةِ الوقت أعلنُ أنّي على أهبةِ الصّمتِ أسقطُ مِنّي علي أنحني فوق فاجعتي كالكلام المنتّفِ أعبرُ أيّامَنا ثمّ أذْرِفُها دمعةً.. دمعةً لا مكان لنا في المدينةِ ها أنت ذا مقعدٌ غامضٌ يلتوي مثلَ خيط الدخانْ هل أحدثك الآن عن شُبْهَةِ الشّمْس؟ عن شبهةِ الغيم ..؟ عن شبهةِ الوهنِ المُسْتَجيرْ...؟ ستُخبرُني أنّك توصدُ أبوابَ هذا الوضوح .. ترفضُ أن يألفُ النّاسُ ظاهِركَ العذبْ... - إنّ بحراً يُكرِّرُ أمواجَهُ ليسَ ... بحري ..! هكذا سوفَ تقطعُ تيّارنا... ثمّ تذهبُ خيط دُخَانٍ تلاشى... أنحني فوق فاجعتي ليس لي رغبةٌ في اجتراحِ مآثره أو سماعِ دبيب خرافتهِ في دمي .. هأنا – الآن- أقرأ أسرار كفّيَ.. أبْصِرُني ماشياً في الشوارع مستوحشاً مثل طيرٍ غريب... ولا شيء.... لا شيءَ في طالِعي غيرَه ولكنني خائفٌ أن أنادي عليه تدورُ يديْ في الفراغِ أرى من بعيدٍ فتىً صَوتُه صمتهُ هادئاً مثل قاع المحيط من يحيطُ بأسراره...؟ من يدّعي أنه كان يعرفُه ذاتَ يوم...!؟ أيّها المستحيلُ لماذا التقينا ...؟ أعطبتنا أناشيدُ هذا الزّمان ...؟ مالتِ الأرضُ ظلّت تميلُ وتعرجُ حتى تكَدّسَ تاريخنا في العراءْ... ترى كيف نخلع تاريخنا.. ثمّ نذهبُ كالزيغ في طرقِ النهي نرحلُ كالنبع صوبَ الصبابةِ نشربُ دمعَ الشوارعِ حتى نرى انكسارَ السماءِ على الأرض ..!! ها هو الوقتُ يقطفُ ما ينحني من ثمار خصاصتنا ... يرى العابرين بنا فيقول لهم: إنّ سرّهُمَا أنّةٌ تفضحُ اللّيلْ.. إنّهُما يلمعانِ فتسقط من معصمي سَاعتي... إيه ... يا صاحبي: مثلُ عادتنا دائماً في مساءِ النّخيلْ نمدُّ الطريقَ على جثتينا ونزرعُ في أعينِ الآخرين السؤال: - لماذا تفتشُ أهدابُكم صمتَ هذا الفتى؟ - لقد كنستنا رياحُ الزّمانِ ولم يبقَ إلاّه ...., - حيّرنا ..، كلّما هزّتِ الريحُ، تسقطُ من كونِه نجْمَةٌ، فتلغي مواعيدنا كلَّها ثمّ تأخُذُه وتشرف منهُ علينا ..! قال لي مرّةً: كنتُ أجلسُ في غرفتي مُصغياً لطنينِ ذُبَابةِ رأسيْ.. لقد أخبرتني، بأنّ النّعاسَ الذي سال في وجنتينا ... سيمنحنا جَنّةً في الظّلامْ...! قال: أحسسْتُ أنّيْ على مقعدٍ من أمانِ العدم.. فجأة صار يعرفُ أن الذي كان فينا توهّجَ سَجَّاننا وَوليُّ النُّهى فاترُ الحالِ والخيولُ التي نمتطيها.. ستعرضنا في مزاد النّدَم... عابراً من مساء النّخيلِ إلى حارةِ السدّ يحملُ الزّهرةَ الكوكبيّةَ في قلبه لم يعد يفصل الشمس عن بحرنا قاتلٌ هكذا جرّه صمتهُ من يديهِ وأودعه في الفضولِ الغريزيِّ خلفَ سبعةِ أبوابْ ...! أولاً: سوف يسألُ سائلهم: - من يكون الفتى ..!؟ قل لهم: - زهرةٌ عابرَة..! ثانياً: سوف يروون عنكَ رطانتك المنزلة.. ثالثاً: سوف ترى في أضابيرهم صوراً ونوادرَ ثمّ ترى وترى أنهم لا يرون سوى وجهك الهادئ المستحيلْ...! صنعاء 7-6-1999م