الدرس الأول: فن إتخاذ القرار«ب» عرفنا في الحلقة السابقة بأن اتخاذ القرار هو مفتاح القيادة، وعرفنا أسباب ودوافع تؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة، واليوم سنتعرف على الطريق المؤدية إلى اتخاذ القرار الفعال. وكما ذكرنا أن جميع البشر يتخذون قرارات طوال اليوم، حتى أولئك الذين قرروا ألا يتخذوا قراراً هم في الحقيقة قد اتخذوا قراراً بألا يتخذوا قراراً!! لكن هناك فرق بين من يتخذ قراراً بأن يتناول الطعام أو يشتري صحيفة وبين من يتخذ قراراً، فتتغير بقراره قطعة من الأرض. لذلك أهدي لك عزيزي القارئ هذه المفاتيح التسعة التي تستطيع أن تتخذ من خلالها قراراً قوياً وفعالاً.. 1 - اجعل اتخاذ القرار أسلوب حياة: إن اتخاذ القرار يحتاج إلى تدريب وممارسة الشخص الذي تعود على اتخاذ قرارات حتى وإن كانت بسيطة، فإن سبيله لاتخاذ قرارات قوية وكبيرة يكون أيسر مؤونة من الشخص الذي لم يتعود على ذلك. 2 - لتكن لك عين على ذاتك: لترى القرارات الجيدة التي فعلتها وتبرز الفوائد التي يمكنك الاستفادة منها مستقبلاً، وتحلل القرارات الخاطئة كي لاتقع فيها مرة أخرى. 3 - استبشر: علمنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نستشير الآخرين قبل أن نقدم على عمل كبير، وهذا التوجيه النبوي قاعدة إدارية ناجحة يجب الأخذ بها. وكما قيل ماخاب من استشار. 4 - البس حذاء آخر: هناك حكمة تقول:«تحتاج أن تمشي بحذائي كي تعرف حقيقة وجهة نظري»، لذا فأنا أنصحك أن تنظر للمشكلة من وجهة نظر أخرى، وأن ترتدي حذاء آخر، فربما كان الحل في الاتجاه الآخر، وتأكد من أن لكل مشكلة ثلاث وجهات نظر، وجهة نظرك أنت، ووجهة نظر شخص آخر، ووجهة النظر السليمة.. 5 - جرد الحق من المشاعر: عندما تتخذ قراراً، حاول أن تتحرر من المشاعر المسبقة، فالحب والبغض ليسا معايير صحيحة تتخذ على أساسها قراراً ما، ولذلك نرى أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما رأى يوماً قاتل أخيه في الجاهلية، فقال له عمر: أغرب عني، فإني لاأحب أن أرى وجهك، فقال الرجل لعمر: بغضك لي ينقصني شيئاً من حقي؟ قال: لا قال الرجل: إذاً.. لايبكي على الحب إلا النساء.. فمشاعره تجاهه، لم تمنعه أن يحكم فيه حكم الحق.. 6 - لست صواباً على طول الخط: ربما سوّل لنا غرورنا أن الحق معنا لمجرد أننا أصبحنا في موقع قيادي أو ريادي، فنتمسك بقرارنا ووجهة نظرنا على الدوام، وهذا ليس من سلوك أصحاب القرارات الصائبة، بل يجب أن نتحرر من الغرور والاعتداد بالرأي كي نستطيع أن نضفي على قراراتنا الوجهة السليمة. 7 - ابدأ بتنفيذ قرارك: القرارات التي تحفظ في الملفات أو الأدراج ليست ذات قيمة، ولكن إذا عزمت، وتأكد لك أن عزمك هذا صائب، فتوكل على الله.. 8 - تابع قرارك حتى النهاية: متابعة القرارات التي تم امضاؤها أمر بالغ الأهمية، والمتابعة في قوة، وأهمية القرار ذاته فلا يجب أن تستهين بها. 9 - القرارات صنعت لتيسير العمل: لذلك يجب أن تكون مرنة، وأن تراعي أنت ذلك حينما تضعها، بحيث تستطيع أن تعدل فيها كي تواكب مااستجد من الأحداث كيف تتخذ قراراً سريعاً.. هناك أوقات يكون القرار غير قابل للتأجيل، وربما كان من الخطورة بمكان، فهل لهذا النوع من القرارات استراتيجيات معينة؟ والإجابة هي نعم، هناك طرق مختلفة يمكنك من خلالها اتخاذ قرار سريع، وهناك طريقة رائعة أذكرها لك وهي طريقة «فرانكلين» جدول فرانكلين: بنيامين فرانكلين هو أحد أبرز مؤسسي الولاياتالمتحدةالأمريكية ورموزها العظام، كان فرانكلين يملك طريقة مفيدة في اتخاذ القرارات السريعة، فكان يرسم جدولاً يحوي عمودين، فيكتب أعلى العمود الأول «نعم» وأعلى العمود الثاني«لا» ثم يبدأ في كتابة الايجابيات في عمود«نعم»، والسلبيات في عمود«لا» ويكون العمود صاحب الأسباب الأكثر هو الرأي الراجح، ويأخذ به. ونصيحتي لك عزيزي القارئ أن تفكر بشكل ابداعي غير مألوف في أية مشكلة تواجهك، وتنظر للمشكلة من زاوية جديدة، وتبحث في خزينة أفكارك عن بدائل فعالة تساعدك في اتخاذ قرارك. في الأخير: حاول أن تتخذ قرارات يومية، وتتعلم من تجاربك السابقة، وتكن مبدعاً خلاقاً وتتابع قرارك حتى يتم تنفيذه. ستتخذ حتماً قرارت خطئة، هذه سنة الحياة، لكن الذكي من يتعلم من خطأه، ويعمل على تداركه والاستفادة منه بعد ذلك. في الأسبوع القادم سنتعرف على السر الثاني من أسرار القائد الساحر إن شاء الله..