ما كنت لأكتب لولا معاناتنا نحن الكتاب «الصغار»، فمازلنا صغاراً أمام عمالقة الأدب والشعر في عموم الوطن العربي. فالسبب وراء معاناتنا تلك هو أنا وجدنا بعض من نلجأ إليهم ليرشدونا ويوجهونا لا يفعلون شيئاً غير أنهم يملون علينا ما يرغبون به وما يطمحون، فمحب نزار وشعره مثلاً أرادنا أن نكون كنزار بذخي العاطفة، وعادة ما يشمئزون من كتاباتنا عن هموم عصرنا وعشقنا لمقاومين مستبسلين في شتى الأرض. وأعلم أن فارق السنين وإن كان بسيطاً قد خلق بيننا وبينهم فجوة وهوة يمكن جسرها فقط إن كان هناك تفهم وتقدير من أساتذتنا «الكبار» لطموحات وتعبيرات «الصغار». ولا يخفى عليكم.. فكثيراً ما انتقد أساتذتنا «الكبار» من قبلنا أساتذتهم الذين كانوا وبحسب تعبيراتهم يطلبون منهم فعل مالم يفعلوه هم سابقاً. أحترم كثيراً وجهة نظر النقاد لنا أكانوا دخلوا معترك النقد أم لم يدخلوه، لكن إن لم نكن نحن أجمعين من ندون مأساة الشعوب فمن لها يدون، وإن لم نمتلك المرونة لنعيش في خضم الحياة مع كافة الفئات فمن يملكنا المرونة، و«الصغير» وإن كان مازال في مهده، لكنه يوماً سيكبر مع أن بعض أطفال وصغار الأدب لا يكبرون وفي المهد يظلون.